في التاريخ الإنساني، ظهرت العديد من الشخصيات التاريخية التي كان لها تأثير مباشر أو غير مباشر على مفاصل الحياة عبر العصور. وبغض النظر عن نوع هذا التأثير خيرا كان أو شرا، فإن عديد الشخصيات التاريخية سواء كانت علمية أو دينية أو عسكرية قد حفرت أسماءها في المتحف الإنساني.
التاريخ هو تسجيل ووصف وتحليل الأحداث التي جرت في الماضي، على أسس علمية محايدة، للوصول إلى حقائق وقواعد تساعد على فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل. أما الحقائق والوثائق فليست في حد ذاتها تاريخا، وإنما هي شهادة تشهد على جزء من اللحظة التاريخية وقد تكون هذه الشهادة مزيفة، ولذا ينبغي مقارنتها بشهادات أخرى من طرف شخصيات أخرى بهدف الوصول للحقيقة لان الحقائق التاريخية لمرحلة معينة تخضع دائما وللتعديل، وكذلك لحذف بعض عناصرها بسبب المصالح، أو بغية إخفاء ما لا يتلاءم مع الفاعلين في التاريخ، خاصة الشخصيات التاريخية المكؤثرة، لهذا وجب على المؤرخ وهو يدون كتاباته التاريخية عن الشخصيات التاريخية أن يتعامل مع النصوص والوثائق بحياد، وان يبحث في علاقة تلك النصوص بأصحابها لتوفير بعض الموضوعية ويتفاعل مع الوقائع التاريخية بموضوعية.
ويقول الدكتور قاسم عبده أن هناك تفريق شائع “بين كلمة التاريخ كتعبير دال على مسيرة الإنسان الحضارية على سطح كوكب الأرض منذ الأزل، وعبارة تدوين التاريخ كتعبير عن العملية الفكرية الإنشائية التي تحاول بإعادة تسجيل وبناء وتفسير الإنسان على كوكبه. ولكن لماذا نطلق على بعض الأشخاص شخصيات تاريخية؟ ما نعني بشخصية تاريخية؟ لماذا يتم “تخليد” أسماء شخصيات على أنها تاريخية دون غيرها؟ من هؤلاء؟ من هم أهم الشخصيات التاريخية في مختلف مجالات الحياة؟
لماذا “تُخلّد” أسماء الشخصيات التاريخية؟
يقول الكاتب محمد أحمد يوسف، أن واحدة من أقوى الدوافع التي تميزنا كجنس بشري هي رغبتنا في أن نترك إرثًا خلفنا، ليتذكرنا الناس بعد موتنا. لكن من المحزن دائمًا أن معظمنا يعيش ويموت دون أن يذكره التاريخ. ومع ذلك نتمنى أن يذكرنا بعض الأقارب والأصدقاء، وغالبًا ما تكون إنجازاتنا في الحياة لا تكاد تُذكر، وسرعان ما تصير في طي النسيان.
بطبيعة الحال، هناك بعض الشخصيات التاريخية والأشخاص الذين خلّد التاريخ أسماءهم، لتحيا طويلًا من بعد رحيلهم. ثم هناك أولئك الرواد المجهولون الذين غيرت إنجازاتهم -الجيدة منها والسيئة- مسار التاريخ، ولكن ظلت أسماؤهم -في الأغلب- مجهولة بالنسبة لنا.
سواءً كان ذلك عن عمد، أو عن طريق المصادفة، فهنالك بعض الأشخاص الذين لم يسجل التاريخ مساهماتهم، برغم أنها غيرت شكل العالم كما نعرفه. لنرَ معًا 8 شخصيات غيرت العالم ولكنك لم تسمع عنهم.
تعريف و معنى كلمة “شخصية”
شَخَصَ: فعل ، شخَصَ / شخَصَ إلى / شخَصَ بـ يَشخَص ، شخوصًا ، فهو شاخص ، والمفعول مَشْخوص – للمتعدِّي ويقال شخَص الجبلُ: برز من بين ما حوله، شخَص فلانٌ :بدا من بعيد، شخَص نجمٌ: طلع وارتفع، شخَص البَصرُ: اتّسع دون أن يطرف، شخَص أمام القاضي: مَثَلَ بشَخْصه بين يديه.
ويقال الشاخِص أمامكم: أي الماثل أمامكم شخَص إلى فلان: حَدَّق النظر إليه شخَصت إليه الأبصارُ: اتّجهت إليه الأنظارُ، كناية عن الإنصات وكمال التنبّه.
ويقال شَخَصَ الْمُسَافِرُ مِنْ بَلَدِهِ : خَرَجَ، وشَخَصَ الجُرْحُ : وَرِمَ، وشَخَصَ إلَيْهِ : رَجَعَ، وشَخَصَ السهمُ: جاوَزَ الهدف من أعلاه.
شَخصيّة: اسم مؤنَّث منسوب إلى شَخْص. ويقال الأغراض الشَّخصيّة: الأمتعة والحوائج الشَّخصيَّة، المذكّرات الشَّخصيّة: تسجيل المرء لبعض حوادث حياته الماضية في مكان أو ظرف ما ، والشَّخصيَّة الرَّسميَّة: هي التي تمثِّل الدَّولة في قولها وعملها
ويقال فلان لا شخصيّة له: أي ليس فيه ما يميِّزه من الصِّفات الخاصّة، وبطاقة شخصيَّة: صحيفة يسجل فيها بيانات الشّخص وصورته لإثبات هويَّته، تحقيق الشَّخصيَّة: التثبُّت من هُويَّة شخص ما.
وهناك الشَّخصيَّة المِحْوريَّة: شخصيّة رئيسيّة تتمركز حولها المسألة او القضية. والشَّخصيَّة النَّمطيَّة: شخصيّة تظهر دائمًا لتمثيل دور معيَّن ناسبها وعُرفت به كالخادم المخلص. والشَّخصيَّة القويَّة: إنسان ذو صفاتٍ متميِّزة وإرادة وكيان مستقلّ . وهناك ازدواج الشَّخصيَّة: حالة الفرد إذا كان له نوعان من السّلوك أحدهما سويّ وثانيهما مرضيّ لا إراديّ، واضطرابات الشَّخصيَّة: عدم التكيّف الاجتماعيّ والانطوائيّة وسرعة الغضب وعدم المرونة في التفكير.
وهناك أيضا الشخصية الاعتبارية: الكيان الذاتي المستقّل لجماعة من الأشخاص أو مجموعة من الأموال تنفصل بكيانها عن أعضائها أو منشئيها. والشخصيّة الاستهوائيّة: الميَّالة للتَّصرُّف بطلاقة والعيش بحرّيّة، والتّخفُّف من جميع القيود والالتزامات. والشخصيّة الاكتئابيّة: انفعاليّة هستيريّة تتسم بالعبوس وشدة الحزن والانكسار ”الشخصيّة الاكتئابيّة مدمّرة لصاحبها.
لمحة تاريخية عن الشخصية
اشتقت كلمة شخصية “Personnalité” من اللاتينية”Personna”وتعني أصلا (القناع المسرحي) وهو السبب الذي دفع باشتقاق مصطلح “Personna” من اليونانية “Prosopon” الذي يعني أيضا القناع المسرحي”.
يشير”سيسرون “Ciceron أنه وحسب “ألبورت Allport” (1937) يمكن تمييز عدة معان لمصطلح Personna””:
- نظرة الآخرين لنا (هي نظرة لا تعكس حقيقة شخصيتنا)
- الدور الذي يؤديه شخص معين في الحياة
- الجمع بين خصائص الشخصية التي تجعل الفرد قادرا على تأدية عمله.
ظهور أول تعريف ل Personna”” هو تعريف “بويس Boece “: الشخصية هي مصدر العقلانية الطبيعية في الفرد، وهنا يظهر أن مفهوم Personna””لا يعني إطلاقا المظهر، وإنما يعني جوهر الفرد في حد ذاته. وقد طورت الفلسفة الأكاديمية ((Scholastique هذا المصطلح وأصبح يدعى “”Personalitas، ثم تبناه الفلاسفة الألمان وترجموه “Personlichkeit”، حيث يعني “Lich” الجسم ويعني “Kiet” الجوهر فالشخصية بهذا المعنى هي خالدة في الكائن.
مامعنى الشخصية التاريخية؟
الشخصية التاريخية هي شخص تاريخي مشهور. وغالبًا ما تكون أهمية الشخصيات التاريخية في التقدم البشري محل نقاش الكثيرين. إذ يعتقد البعض أنهم يلعبون دورًا حاسمًا في تشكيل تاريخنا، بينما يرى آخرون إن تأثيرهم ضئيل على الحركات الفكرية الكبيرة والمُغيرة اجتماعيًا.
يُستخدم هذا مصطلح الشخصية التاريخية بشكل عام بمعنى أن الشخص المذكور كان موجودًا بالفعل في الماضي، وليس مجرد أسطورة. ومع ذلك، قد يكون من الصعب التمييز بين الحقائق والأساطير التي يمكن أن تتكون عن هذه الشخصيات التاريخية. في الأغلب تكون المصادر غير مكتملة وقد تكون غير دقيقة، خاصة تلك التي تعود إلى فترات مبكرة من التاريخ. بدون مجموعة من المستندات الشخصية، فلا يمكن إلا تخمين الجوانب الشخصية الأكثر دقة للشخصيات التاريخية. أما بخصوص الشخصيات التاريخية التي كانت أيضًا شخصيات دينية، فقد تكون محاولات فصل الحقيقة عن الإيمان مثيرة للجدل.
الشخصية التاريخية في العملية التعليمية
في العملية التعليمية، قد يؤدي تقديم المعلومات كما لو كان يتم سردها بواسطة شخصية تاريخية إلى تأثير أكبر على متلقيها. غالبًا منذ الأزمنة الكلاسيكية كان يُطلب من الطلاب أن يضعوا أنفسهم في مكان شخصية تاريخية كوسيلة لإحياء التاريخ. غالبًا ما تُمثل الشخصيات التاريخية في الأعمال الخيالية، حيث يحدث جمع بين الواقع والخيال. في التقاليد السابقة قبل ظهور تقليد تاريخي نقدي، لم يهتم المؤلفون بالدقة عند وصف ما يعرفونه عن الشخصيات التاريخية وأفعالهم، خالقين عناصر وهمية تهدف إلى خدمة غرض أخلاقي للأحداث. وفي الآونة الأخيرة، كان هناك ميل مرة أخرى لدى الأدباء للابتعاد بقصد عن الحقائق عندما تتعارض مع أهدافهم الإبداعية.
أهمية الشخصية التاريخية
لطالما كانت أهمية الشخصيات التاريخية موضع نقاش من قبل الفلاسفة. اعتبر هيغل (1770-1831) أن الشخصيات التاريخية العالمية لعبت دورًا محوريًا في تقدم الإنسان، ولكنه شعر بأنهم كانوا مجبرين على الظهور عند الحاجة إلى التغيير. رأى توماس كارليل (1795-1881) أن دراسة شخصيات مثل الرسول محمد ﷺ، ووليام شكسبير، وأوليفر كرومويل هي مفتاح فهم التاريخ.
وفيما شعر هربرت سبنسر (1820-1903)، وهو من أوائل المؤمنين بالتطور وعالمية القانون الطبيعي، بأن الشخصيات التاريخية ليس لهم أي أهمية تذكر. حدد الفيلسوف الألماني هيغل مفهوم الشخصية التاريخية العالمية، التي جسدت التقدم القاسي لمفهوم إيمانويل كانط عن الروح العالمية، وغالبًا ما أطاحت بهياكل وأفكار عفا عليها الزمن.
وبالنسبة لهيغل، كان نابليون مثل هذه الشخصية. وقد اقترح هيغل أن الشخصية التاريخية العالمية ستشكل تحديا، أو فرضية، وهذا من شأنه أن يولد نقيضًا، أو قوة معارضة لها. وفي النهاية سيؤدي التوليف إلى حل هذا الصراع. نظر هيغل إلى يوليوس قيصر كشخصية تاريخية عالمية، إذ ظهر في مرحلة نمت فيها روما إلى درجة أنها لم تعد قادرة على الاستمرار كدولة جمهوريّة، وكان عليها أن تصبح إمبراطورية. فشل قيصر في محاولته لجعل نفسه إمبراطورًا، وتم اغتياله، لكن الإمبراطورية نشأت بعد ذلك بوقت قصير، وأصبح اسم قيصر مرادفًا للإمبراطور.
مع ذلك، لاحظ هيغل، وتوماس كارليل، وآخرون أن الشخصيات التاريخية العظيمة كانت مجرد رجال ممثلين، ومعبرين عن قوى التاريخ المادية. بل ولم يكن بوسعهم اختيار ما يفعلونه إلا نادرًا. يتعارض هذا مع آراء جورج بانكروفت، أو رالف والدو إيمرسون، الذين أشادوا بالاعتماد على الذات والفردية، وأيضًا مع كارل ماركس، وفريدريك إنجلز الذين شعروا أيضًا أن الأفراد يمكنهم تحديد مصائرهم. وجد إنجلز أن نظام هيغل يحتوي على “تناقض داخلي غير قابل للإصلاح”، إذ أنه قائم على كل من النسبية الجدلية، والمثالية المطلقة.
أهم الشخصيات التاريخية
ظهرت العديد من الشخصيات التاريخية التي كان لها دور مؤثر عبر التاريخ، ومن أبرز هذه الشخصيات:
شخصيات تاريخية إسلامية:
- سيدنا محمد ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين
- أبو بكر الصديق
- عمر بن الخطاب
- علي بن أبي طالب
- الإمام البخاري
شخصيات تاريخية عسكرية:
- صلاح الدين الأيوبي
- خالد بن الوليد
- الإسكندر الأكبر
- ادولف هتلر
- نابليون بونابرت
شخصيات تاريخية علمية:
- ابن سينا
- الخوارزمي
- إسحاق نيوتن
- ألبرت آينشتاين
- ابن خلدون
- ابن النفيس
شخصيات تاريخية مختلفة
- السيدة خديجة رضي الله عنها
- غاندي
- مريم بنت عمران
- تشي جيفارا
- أبراهام لينكولن
- الخنساء
- ماري كوري