وصف المفكر الدكتور عبدالكريم بكار حالة الخطاب الإسلامي هذه الأيام أنه يتجه نحو الرشد بالرغم من الانكسارات والتراجعات والارتباكات تجاه بعض القضايا الجديدة.
وأكد الدكتور بكار لـ ” إسلام أون لاين ” أن مجمل الخطاب الإسلامي أصبح أكثر واقعية وأكثر دقة وشمولا مبديا تفاؤله : ” التقدم والتأخر والجودة والرداءة كلها هذه أشياء نسبية وأنا أقيس الخطاب على ما كان سائدا قبل 30 أو 40 سنة .. الخطاب الإسلامي أكثر نضجا وأكثر وعيا وأكثر وسطية ” .
وحتى يتضح مقصوده عرف الدكتور بكار الخطاب ” بالفكر مجسدا في رسالة ونحن حين نقول الخطاب الإسلامي فهذا يعني الفكر الإسلامي مجسدا في رسالة .
ويرى الدكتور بكار أن الخطاب الإسلامي في حقيقة الأمر ليس خطابا واحدا، بل هو خطابات عديدة ، فهناك الخطاب السلفي والخطاب الصوفي والخطاب الإخواني وخطاب طلاب العلم الشرعي والخطاب الإصلاحي وخطاب المفكرين الذي يتسم بالفلسفة.
وحول وسائل الاتصال الجديدة وما كشفت عنه من لغة منحرفة ومتطرفة يرى الدكتور بكار أن وسائل التواصل الإجتماعي كشفت عن خطاب لدى العامة “مبتور وناقص ومشوه” كما كشفت أيضا عن قصور في الخطاب لدى بعض طلاب العلم – الدعاة – وعزى أسباب ذلك القصور بقوله : ” كان تصورنا عن الوعي الشعبي في الماضي تصورا ناقصا والان يتبين أن هناك تقصيرا هائلا في تثقيف الناس وهذا التقصير يأتي من الأسرة ومن الإعلام ومن المدرسة ويأتي أيضا من الدعاة، هناك تقصير كبير جدا في توعية الناس”.
وأضاف: ” نجد تعليقات الفيسبوك و تويتر مليئة بالكلام الخارج عن حدود الأدب والتهذيب ومليئة أيضا بالكلام السطحي وبالكلام المشوب بالتطرف وهذا كله يعود إلى قصور في التربية والتهذيب ويعود أيضا لقصور في الوعي والتثقيف “.
وعن الدور الناقص الذي يجب أن تقوم به مؤسسات تكوين العلماء والدعاة فأوضح أن إعدادهم مختلف وإمكاناتهم مختلفة قائلا : ” منهم من لم يدرس إلى المرحلة الثانوية ومنهم من نال أعلى الشهادات فهناك تفاوت كبير ولكن بشكل عام نحن نحتاج إلى أن نتقن لغة الخطاب المعاصر والذي يقوم على العمق وعلى الإيجاز ويقوم على الانفتاح والتفهم، ولا يخلو من روح الطرفة ومن روح الدعابة وأيضا يكون مفعما بالتفاؤل لأن كثيرا من الناس لديهم من الهموم ما يكفي ولا يصح أن نزيد همومهم هماً من خلال الطرح الجاد جداً أو المثالي جداً “.