تشجيع الأبناء على القراءة: القراءة من أهم المهارات الأساسية في حياتنا اليومية، والقراءة ليست مجرد هواية يمارسها الأولاد، بل أداة لإثراء العقول وتشكيل الشخصيات، وهي أساس تقدم الشعوب وتطورها.
وأول ما نزل من القرآن الكريم؛ قال تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق: 1 – 5].
ورسول الله ﷺ تعامل مع أسرى غزوة بدر إمَّا بالفدية، وإمَّا أن يُعلِّم أحدهم عشرة من أولاد المسلمين القراءة والكتابة، وهذا دليل واضح على أهمية القراءة للشباب والفتيات؛ قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة: 11]، وقال تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [الزمر: 9].
تقول فتاة: “أحببت القراءة كثيرًا بسبب والدي، إذ جعلني أقرأ منذ طفولتي، وعلّمني أن القراءة تجعل مني إنسانة محترمة ومهذبة ومثقفة. لكن مشكلتي مع طفلي الوحيد، الذي يكره القراءة كثيرًا بسبب تعلقه بالأجهزة الإلكترونية، حاولت معه كثيرًا، لكني فشلت، دلوني على الطريقة الصحيحة”.
كيف أشجع أولادي على القراءة؟
أيها الآباء وأيتها الأمهات في عصر الإنترنت يضيع كثير من أوقات أولادنا بين الأجهزة والألعاب الإلكترونية، مما جعل القراءة ثقيلة على قلوبهم وعقولهم. وحتى نشجع أولادنا على القراءة، علينا بالتالي:
- أن ندرك أهمية القراءة في تطوير طلاقة وبناء الجانب اللغوي والعقلي في حياة أولادنا.
- أن نتعرف على أهم الأسباب التي تجعل أولادنا يكرهون القراءة؛ مثل: إدمان الأجهزة الإلكترونية، أو التعلق بالبرامج وأفلام الكرتون، أو عدم تفرغ الوالدين لهم، أو إصابة أحدهم بعُسر في القراءة والكتابة… وغيرها، ثم معالجتها بأسلوب تربوي.
- الاستعانة بالكتب والقصص المصورة لتشجيعهم على القراءة، ثم الطلب منهم سرد القصة بأسلوبهم الخاص.
- استثمار الأجهزة الإلكترونية بطرق إيجابية، وذلك بتحميل بعض التطبيقات التربوية التي تساعد الأطفال على القراءة والكتابة، وخاصة التي تحتوي على مسابقات وألغاز محفزة.
- تحديد زمن محدد لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، ويكون استخدامها كحافز لهم إذا أدَّوا واجباتهم في القراءة والكتابة.
- عرضهم على طبيب أو مستشار متخصص لتشخيص حالتهم ومعرفة الأسباب التي أدت إلى ضعف قدراتهم في القراءة؛ حتى لا يتعرضوا للسخرية أو المقارنة مع زملائهم.
- أشركوهم مع بعض الزملاء الجيدين في القراءة، حتى يتعلموا منهم القراءة، فالطفل يتعلم من أقرانه أكثر من غيرهم.
- عمل خطة للقراءة معهم بانتظام، خاصة في المواضيع التي يحبها الأولاد؛ مثل القصص والمسابقات ومواضيع الرياضة.
- عمل مكتبة مصغرة في غرفة الأولاد، تحتوي على بعض القصص وكتب المسابقات والألغاز.
- المشاركة في مسابقات القراءة على مستوى الأسرة والمدرسة، لأنها تعطي الأولاد حافزًا للقراءة والتفوق والمنافسة مع الأقران.
أخيرًا، علينا أن نعلم أن القراءة تغير من حياة الإنسان؛ فهي تزيد من مستوى المعرفة لديه، وتجعله يتعرف على ربه ودينه وسيرة رسوله ﷺ، وتكسبه مهارات التفكير والتحليل والخيال والإبداع، وتساعد على الاسترخاء والهدوء وتقوية الذاكرة والتركيز، وتقلل من التوتر والاضطرابات، وهي مهمة للتواصل مع الآخرين، وتعزز التعاطف معهم، والاستقلالية، والمسؤولية، والثقة بالنفس، وهي طريق للتقدم والتطور الحضاري.
أسأل الله العظيم أن يصلح أولادنا، وأن ينبتهم نباتًا حسنًا، وأن يطهر قلوبهم من الشهوات والشبهات، وأن يحفظهم من كل شر وفتنة. وصلى الله على سيدنا محمد.
تنزيل PDF