الإحسان هو أرقى درجات العلاقة بين المخلوق والخالق، وهو المفهوم الذي عبر عنه النبي ﷺ بقوله: “الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ” وهذه المرتبة العظيمة إذا وصل إليها العبد تجلت في تعاملاته مع نفسه ومع غيره ومع الكون من حوله. وإذا نظرنا إلى منزلة الإحسان بين الأوامر الشرعية وجدنا قوله ﷺ:” إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ” وكتب هذه تستخدم مع الأمور العظيمة ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾، و﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
دائرة الإحسان الأولى: الإحسان في التعامل مع الله تعالى
نحن نذكر أن الله تعالى يرانا لكي نٌشعر أنفسنا وأبناءنا ومن نخاطب أن الله تعالى رقيب علينا ، وعلينا أن نذكّرهم بأن الله تعالى يراهم حين تنتابهم مشاعر الخوف والوحدة والقلق حتى تكاد تعصف بهم ،ونذكرهم بأن الله يراك ويرى ما أنت عليه من ضعف وحاجة ، وسيرسل لك النجدة وما يعلم جنود ربك إلا هو ، نذكّر أنفسنا ومن حولنا أن رحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء ،وقد أحاط جل جلاله بكل شيء علما ، لست وحدك أبدا الجأ إلى الله تعالى لجوء المضطر الذي لا يجد ملجأ إلا الله.
ونُعلّم أنفسنا كما نُعلّم أبناءنا كذلك بأن الله تعالى يراك وأنت تحسن وتفعل الخير وتساعد الناس ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 197] يعلمه سبحانه ويجازي به وإن لم يعلم به أحد أو يسجل لك هذا الموقف .
دائرة الإحسان الثانية: الإحسان في استقبال أقدار الله
يتقلب الإنسان بين فرح وحزن وصحة ومرض وقوة وضعف واجتماع بأحبابه وفراق يسعد إذا وجد النعمة ويحزن وربما يكتأب إذا جاءه الابتلاء، وكيف يستقبل ما لا يسره من أقدار الله تعالى استقبالا حسنا؟؟!! يفعل ذلك عندما يعلم أنه لله والمالك سبحانه يفعل في ملكه ما يشاء لا يٌسأل ربنا عما يفعل ، يعطي ويمنع بالحكمة﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ فإذا نزل بالإنسان ما يكره تذكر هذه الآية وتذكر ما كان من صحابة رسول الله ﷺ من حسن استقبال الأقدار المؤلمة؛ فهذا عروة بن الزبير فقد إحدى رجليه وبعد قليل فقد ولده ، بلاء ثقيل شديد انظر إلى ما أفرغه الله عليه من الصبر وكيف استقبل هذا البلاء المؤلم أحسن استقبال حين حمد الله تعالى، وقال مخاطبا ربه سبحانه وتعالى: «لئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت.»
دائرة الإحسان الثالثة: الإحسان إلى النفس (الروح والبدن)
أولاً: الإحسان إلى البدن
وله صور كثيرة منها:
- تناول الطعام الطيب النافع المفيد الذي يحمل قيمة غذائية عالية وعدم تناول ما يضر من أطعمة لا تناسب حالة الإنسان الصحية فضلا عن ما حرمه الله تعالى ، وقد قدم لنا أهل الكهف نموذجا في اختيار الطعام عندما قال قائلهم:﴿فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ﴾ [الكهف: 19] ، ومن الإحسان إلى البدن عدم الإسراف في تناول الأطعمة المحبوبة فإن في ذلك ضرر محقق للبدن.
- القيام بالعمل حسب الطاقة البشرية دون إجهاد يؤدي إلى المرض أو العجز .
- الترويح؛ فإن القلوب تمل وتحتاج إلى ما يجدد نشاطها لذلك كان قول النبي ﷺ:” ساعة وساعة” ساعة الترويح لا يسمح فيها بارتكاب محرم في الشرع ومن الترويح ممارسة الرياضة ومجالس السمر التي تخلو من الغيبة والنميمة.
- التزين بما يلائم الرجال والنساء، قال رسول الله ﷺ: “من كان لهُ شَعْرٌ، فليُكرِمْهُ» ، وعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رجلا ثائرا الرَّأْسِ فَقَالَ إِمَّا أَنْ تُحْسِنَ إِلَى شَعْرِكَ وَإِمَّا أَنْ تَحْلِقَهُ ،وكما أمر الشرع بالإحسان إلى الشعر أمر كذلك بالإحسان إلى الأسنان وغيرهما من أعضاء البدن. ومما يؤسف له أن يحظى البدن بالإحسان وتهمل الروح تماما.
ثانيًا: الإحسان إلى الروح
والإحسان للروح بأمور كثيرة منها:
- المعرفة: فكلما اتسع العلم كلما أدرك الإنسان سعة رحمة الله تعالى وقرب فرجه ، وعرف كيف يتعامل مع الدنيا ومواردها وما يحدث فيها من بلاء.
- الذكر: والذكر سبب لطمأنينة القلب وسعادته، وتوفير وجبات روحية منتظمة من الأذكار التي حث عليها النبي ﷺ مما يقوي الروح ويصلها بالله تعالى.
- الفكر: حيث تتجول الروح في جميل صنع الله وتتأمل فيه وفي أحوال البشر في الماضي والحاضر ، وكيف ننتفع بهما في الإعداد للمستقبل.
- التزكية: بترقية النفس الإنسانية والعقل والخلق، وهي أحد المهام التي كلف الله تعالى بها نبيه ﷺ، فمن استوى يوماه فهو مغبون.
اختيار الطيب من القول الذي يكسب النفس معرفة أو ثقة أو حقيقة، فالعالم مليء بالأكاذيب التي تضل الناس عن الخير، وقد وصف الله تعالى أولي الألباب بقوله ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]
دائرة الإحسان الرابعة: الإحسان إلى الخلق
الإحسان إلى الناس عامة
من الناس من يحسن في حال السعة فقط وإذا تعسرت أحواله توقف عن الإحسان ، ومنهم من يحسن حتى في حالات الضيق والشدة إيمانا بقوله تعالى ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 39] و استجلابا لأرزاق الله وبركاته وهذه الخصلة الحميدة أحد معالم الإيمان ،قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمانَ: الإِنْصافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعالَمِ، والإِنْفاقُ مِنَ الإِقْتارِ ” ومنهم من يشارك إخوانه ما يملك لقمة أو كسوة أو سكنا أو وقتا ، ومنهم من يقدم حاجة إخوانه على حاجته وهؤلاء هم الذين مدحهم الله تعالى بقوله ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9]
هناك إحسان يقدم ابتداء كسبب لفتح أبواب القلوب وانتظارا لوقت يحتاج فيه المحسن لمن أحسن إليه ، وهذه المعاملة تتم كنوع من المبادلة ، وعندما لا يجد من أحسن المكافأة يحزن ويسخط ويرى أن المعروف قد انتهى من الدنيا ولم يبق إلا أن تقوم القيامة ، وهناك إحسان يقدم لأن الله تعالى يحب المحسنين وهذا الصنف من البشر يقدم الاحسان وشعاره:” لا نريد منكم جزاء ولا شكورا” ؛ لأن جزاءكم وشكوركم قاصر ووقتي بينما جزاء الله تعالى وشكره لعبده جزاء كبير وموصول في الدنيا والآخرة ويبقى للأجيال التالية.
ولأن النفوس تتقلب والنوايا تتغير لابد من رعاية الإحسان في البدأ والختام ؛ فبعض الناس يسير في طريق الإحسان خطوة أو خطوات لكنه بعد قليل أو كثير يضيق صدره وينفذ صبره وينتقل من الإحسان إلى عكسه والإحسان يحتاج إلى صبر ومصابرة وحتى في أحلك اللحظات التي تشحن النفوس فيها بالغضب أو الحزن يأمرنا الله تعالى بالإحسان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، مع ما في حالة الطلاق من أجواء نفسية مؤلمة إلا أن الإحسان هو السبيل الأسلم لإتمام عملية الانفصال بأقل الخسائر المادية والمعنوية من الطرفين.
وقد يضيق المسلم بعدم مقابلة إحسانه بالشكر أو حتى بالسكوت وأحيانا يقابل إحسانه بأشد أنواع الإساءة ، يتعجب كيف ينحدر البشر لهذا المستوى ، ونظرة واحدة على استقبال العصاة لإحسان الله تعالى الذي لا ينقطع عنهم ليلا او نهارا كيف يكفرون بربهم ويجحدون فضله ويستخدمون نعمه في مبارزته سبحانه وتعالى بالمعاصي ومع ذلك يقابل جحودهم بالإمهال وإعطاء الفرصة تلو الفرصة.هذه النظرة لاستقبال الجاحدين لفضل ربهم تسكن الألم والغضب فما يبلغ إحسانك لغيرك مقارنة بإحسان الله تعالى للخلق؟؟.
الإحسان إلى الوالدين
وهذا الاحسان يتجاوز مجرد العطاء والخدمة وتلبية حاجاتهم إلى أن يكون ذلك وأكثر منه، مغلفا بالعاطفة الصادقة وتعبيرات الوجه والصوت الدالة على عدم الملل من كثرة طلباتهما أو شكواهما من مرض أو وحدة ، قد يطلب أحدهما شيئا فتسرع في تلبيته أو تحضره حتى قبل أن يطلباه ، لكن البعض يعطيهما ما يطلبان ويشعرهما بنبرة صوته أو تعبيرات وجهه بالإرهاق الذي أصابه لتلبية هذا الطلب ؛ سواء كان إرهاقا ماديا أو بدنيا مما يدفعهما إلى عدم طلب شيء مجددا ، أما المحسنون من خلق الله فيعبرون عن سعادتهم بطلب الوالدين وشعورهم بالامتنان أن اختاراه من بين الأبناء بهذا الطلب.
وقد قدم ابن عمر رضي الله عنهما نموذجا للإحسان المستمر للوالدين حتى بعد الوفاة ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ « أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ إِنَّهُمُ الْأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ » .فإذا كان هذا هو إحسان ابن عمر لابن صديق والده فكيف يكون بره بصديق والده ، وإذا كان الأعراب يرضون باليسير وهذا منهم فالولد البار لا يرضى إلا بما يناسب حبه وبره لوالده حسب وسعه وطاقته.
الإحسان إلى الأولاد والزوجة
- الإحسان للأولاد: وأساسه توفير بيئة صالحة لتنشأتهم ؛ بدأ من اختيار الزوجة الصالحة ،وإطعامهم من حلال ، وتعليمهم ما يلزمهم من أوامر الشرع وخبرات الحياة ، ومصاحبتهم حتى يشكون ما يؤرقهم لآبائهم وأمهاتهم قبل أصدقائهم لما يجدون عندهم من آذان صاغية وتقديم الدعم النفسي الملائم.
- الإحسان للزوجة: مما يرفع درجة العبد على غيره ، قال ﷺ : «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ” وكان النبي ﷺ خير الناس لأهله وفي إحسانه ﷺ لزوجاته يقول الإمام المناوي:” وكان أحسن الناس عشرة لهم حتى أنه كان يرسل بنات الأنصار لعائشة يلعبن معها وكانت إذا وُهِبت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه وإذا شربت شرب من موضع فمها وأراها الحبشة وهم يلعبون في المسجد وهي متكئة على منكبه وسابقها في السفر مرتين فسبقها وسبقته ثم قال هذه بتلك وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة “.
ومن عادة الكرام ألا يتوقف إحسانهم بوفاة من يحسنون إليه وقد قدم النبي ﷺ الأسوة الحسنة لنا في إحسانه لخديجة بعد وفاتها، وقد تمثل ذلك في الإهداء لصديقاتها وفي بيان فضائلها، قالت عائشة رضي الله عنها «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ، ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ»
وبقي النبي ﷺ راعيا لعهدها وفيا لذكراها ذاكرا لما كان بينه وبينها من مواقف طيبة ،عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يَكَادُ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى يَذْكُرُ خَدِيجَةَ ، فَيُحْسِنُ عَلَيْهَا الثَّنَاءَ ، فَذَكَرَهَا يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ ، فَأَدْرَكَتْنِي الْغَيْرَةُ فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ إِلَّا عَجُوزًا ، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عز وجل خَيْرًا مِنْهَا ، فَغَضِبَ حَتَّى اهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعْرِهِ مِنَ الْغَضَبِ ، ثُمَّ قَالَ : «لَا وَاللَّهِ مَا أَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهَا ، وَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي وَكَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِي مِنْ مَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عز وجل الْأَوْلَادَ مِنْهَا ، إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ» قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَقُلْتُ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي :لَا أَذْكُرُهَا بِسَيِّئَةٍ أَبَدًا “.
وندرك من هذه الرواية ما كان عليه النبي ﷺ من المداومة على الثناء على خديجة ، ومن تمام الإحسان غضبه ﷺ عندما شعر بانتقاص عائشة رضي الله عنها لخديجة غضبا شديدا دفع عائشة رضي الله عنها إلى الكف عن ذكرها بما يغضبه ﷺ ، ومن إحسانه ﷺ لخديجة ذكر مواقفها الطيبة.
دائرة الإحسان الخامسة: الإحسان للكائنات الأخرى
تتسع دوائر الإحسان في حياة المؤمن لتشمل الحيوانات وقد بين النبي ﷺ أجر الإحسان للحيوانات حين قال: « بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ» . وبقي الإحسان إلى الحيوانات في الأمة الإسلامية قبل أن يعرفه دعاة حقوق الحيوان ، كان عدي بن حاتم « يفت الخبز للنمل ويقول انهن جارات لنا ولهن حق»
خاتمة: إحسان جوار نعم الله
إن آخر وأشمل دائرة للإحسان هي إحسان جوار نعم الله، وذلك برؤية النعمة وتقدير المنعم سبحانه وعدم النظر إليها على أنها قليلة أو حقيرة فإذا غابت هذه الحقائق امتهنت النعمة ولم يشعر بها من هي عنده وبذلك يعرضها للزوال ويعرض نفسه لسخط الله تعالى .