غيب الموت يوم الاثنين 24 مايو 2022 الموافق لـ 10 شوال 1443، الداعية الشيخ أحمد القطان عن عمر يناهز الـ 76 عاما بعد رحلة دعوية حافلة. و القطان طيب ومفكر كويتي بارز، وداعية إسلامي كويتي الجنسية ، يعد أشهر خطباء المساجد في الكويت والخليج، و قد عرف بدفاعه القوي من على المنابر عن قضايا الأمة خاصة القدس والمسجد الأقصى وفلسطين.
يعتبر الشيخ الراحل أحمد القطان من أبرز الشخصيات العربية التي برزت بشكل كبير خلال سنوات طويلة من العمل الديني والدعوي، حاصل على دبلوم المعلمين من معهد المعلمين عام 1969، انتهج طوال مسيرته منهج الوسطية والاعتدال في دعوته وتبنيه للقضايا الإسلامية وتربيته للأجيال المسلمة.
وقد ضجت الصحف والقنوات ومواقع التواصل الاجتماعي للبحث عنه بعد الإعلان عن وفاته قبل عدة ساعات، حيث اهتم الكثير من الناس في مختلف دول الوطن العربي لمعرفة أهم التفاصيل التي تتحدث عن الشيخ أحمد القطان وخبر وفاته وسيرته الذاتية ونشاطه العلمي والدعوي. فمن هو الشيخ أحمد القطان؟
من هو الشيخ أحمد القطان؟
ولد الشيخ أحمد القطان في منطقة المرقاب يوم الجمعة الموافق 12 محرم عام 1366 هجري الموافق 6 ديسمبر 1946.
تلقى تعليمه الأول في الكتاتيب على يد الملا مرشد ثم ملا فهد، ثم تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قتيبة ثم التعليم المتوسط من مدرسة الشامية ثم مدرسة الخليل بن أحمد. حصل على دبلوم المعلمين من معهد المعلمين فحصل على دبلوم المعلمين عام 1969.
عمل الشيخ مدرسًا للمواد العامة الأدبية لعدة سنوات، ثم وكيلاً للمدرسة حتى عام 1996، ثم تقاعد وتفرغ تفرغًا كاملاً للعمل الدعوي والخطابة.
انخرط الشيخ حفظه الله في تقديم الدروس والمحاضرات التطوعية والثابتة في مدارس الكويت الهادفة لإعداد الجيل والنشء المسلم وذلك منذ تقاعده عن العمل عام 1996 وإلى يومنا هذا.
النشاط الدعوي للشيخ أحمد القطان
وفي المجال الخيري، عمل الشيخ مستشارا في العديد من اللجان الخيرية التي تخدم المسلمين في العديد من القارات مثل دول إفريقيا والفلبين وباكستان من خلال الإشراف على إقامة المشاريع التنموية كالمدارس ودور الأيتام وغيرها. و عمل كذلك في لجنة التعريف بالإسلام الداعية إلى نشر وتعريف الدين الإسلامي لغير المسلمين.
قدم الراحل الدروس والمحاضرات التطوعية والثابتة في مدارس الكويت منذ تقاعده عن العمل عام 1996، كما قدم العديد من الدروس الثابتة والسلاسل الكاملة في إذاعة القرآن الكريم مثل برنامج مسيرة الخير وسلسلة الفاروق بعد الصديق وسلسلة ذي النورين والسبطين وكذلك سلسلته السمعية الرائعة “رياض الصالحين.
كما قدم دروسا في لجان العمل الاجتماعي والفضائيات والمؤتمرات ولجان العمل النسائي ومراكز القرآن.
وساهم في دعم الطلبة المغتربين كمستشار لهم منذ عام 1984 وذلك بمتابعتهم والمشاركة في مؤتمراتهم وملتقياتهم السنوية سواء في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أو رابطة الشباب العربي المسلم متبنيا جميع قضايا المسلمين حتى عام 1994.
وعمل أحمد القطان مستشارا في العديد من اللجان الخيرية التي تخدم المسلمين في العديد من القارات مثل دول إفريقيا والفلبين وباكستان من خلال الإشراف على إقامة المشاريع التنموية كالمدارس ودور الأيتام وغيرها، وكذلك العمل في لجنة التعريف بالإسلام الداعية إلى نشر وتعريف الدين الإسلامي لغير المسلمين.
دروسه وخطبه ومؤلفاته
كتب الداعية الشيخ أحمد القطان الكثير من المؤلفات العلمية الدينية التي تدرس اليوم بشكل كبير في الدراسات الجامعية، وهي مؤلفات نفع بها الأمة الإسلامية، فقد كان لهذه الكتب الأثر الكبير في نفوس الكثيرين حيث اهتموا بها في المجالات الدينية والعلمية.
وقد أصدر الراحل العديد من الكتب من بينها “للعبرة والتاريخ”، “ذاتية المؤمن”، “طريق النماء”، “شيخ الإسلام أحمد تقي الدين ابن تيمية“.
ومن إصداراته مايلي:
- “الداعية الناجحة” الكتاب الثاني – الجزء الثالث.
- “للعبرة والتاريخ ”
- ذاتية المؤمن .. طريق النماء.
- شيخ الإسلام .. أحمد تقي الدين ابن تيمية.
- سلسلة اللمسات المؤمنة للأسرة المسلمة.
- سلسلة مفاتيح الجنة.
- سلسلة تربية الأولاد في الإسلام.
- سلسلة خواطر داعية.
- سلسلة قراءة لكتاب رياض الصالحين.
- سلسلة العفن الفني.
- سلسلة السيادة لله.
نماذج من أشرطته المسجلة وخطبه ودروسه:
- رسالة إلى محبي الأغاني
- المحجبات المتبرجات
- عذاب القبر
- الحياء
- وقفات مع سورة ق
- وفاة الرسولﷺ
- مطالب أهل النار
- قصص وعبر
- وصية النبي لابن عباس
- حال المؤمن والكافر يوم القيامة
- غض البصر وطهارة القلب
- حوريات الجنة
- الحقوق الزوجية
- مفاسد الرشوة
- الصحبة الصالحة
- أثر الذنوب والمعاصي
- علامات الساعة الكبرى والصغرى
- الناس يوم الحساب
- أثر الجانب الروحي في علاج الانحراف
- الاختلاط
- شباب في دائرة الموت
- امتحانات الله
- الله أشد فرحًا بتوبة عبده
- كيف تكسب أخًا صالحًا؟
- معاني المحبة في الله
- أهمية الرفقة الصالحة
شيوخه وتلامذته
تتلمذ الشيخ أحمد القطان على يد الشيخ محمد الشايجي في كيفان ثم الشيخ حسن أيوب رحمهم الله والشيخ حسن طنون والشيخ جاسم الرماح والشيخ جاسم مهلهل الياسين والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق والشيخ عمر الأشقر.
أما تلامذته، فقد تتلمذ على يديه ومن خلال أشرطته العديد من الشيوخ الكرام والدعاة داخل الكويت وخارجها من أمثال الشيخ يوسف السند والدكتور نجيب العامر والدكتور محمد العوضي والشيخ الدكتور نبيل العوضي والعديد من الخطباء وأساتذة الجامعات والمربين والمربيات في المدارس.
كان الشيخ القطان رحمه الله يردد : “فلا أنا بشيء ولا مني شيء ولا بي شيء ، هذا فضل ربي علي، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم”.
مدافع “شرس” عن الأقصى
تبنى الشيخ أحمد القطان قضية الدفاع عن المسجد الأقصى فأسس منبر الدفاع عن الأقصى وأعلن عنه عام 1979 في مسجد منطقة الدوحة في الكويت، ثم تنقل بين مساجد الكويت محاضرًا وخطيبًا كمسجد العلبان ثم مسجد المزيني ثم مسجد الكليب ثم مسجد ضاحية جابر العلي ثم مسجد جابر العلي في منطقة جنوب السرة وإلى يومنا هذا تحت شعار منبر الدفاع عن المسجد الأقصى والتي كانت ومازالت تطوعًا لله تعالى.
وكان وصف خطيب منبر الدفاع عن المسجد اﻷقصى، لصيقًا بالشيخ أحمد القطان، الذي كان خلال الثمانينيات وأوائل التسعينات من أشد المدافعين عن المسجد الأقصى و كذلك عن مختلف قضايا الأمة الإسلامية.
القطان وقصة التوبة
في كتاب ” العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين ” لمحمد بن عبد العزيز المسند ، روى الشيخ أحمد القطان رحمه الله قصة توبته والتزامه الديني قائلا : “إن في الحياة تجارب وعبراً ودروساً، لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلّبة حائرة، لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية- ثمانية عشر عاماً، وتخرجت بلا دين (…)، أخذت ألتفت يميناً وشمالاً : أين الطريق؟ هل خلقت هكذا في الحياة عبثاً؟.. أحس فراغاً في نفسي وظلاماً وكآبةً.. أفر إلى البر.. وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء، ولكن أعود حزيناً كئيباً”.
ويضيف الداعية الكويتي : “تخرجت في معهد المعلمين 1969م وفي هذه السنة والتي قبلها حدث في حياتي حدث غريب، تراكمت فيه الظلمات والغموم، إذ قام الحزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم وجرائدهم…أخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلى بعض حتى نفخوا فيّ نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر؟ وما قلت كلمة إلا وطبّلوا وزمّروا حولها”.
ووصف الشيخ أحمد القطان رحمه الله هدايته قائلا :” دخلتُ عالماً آخر وأحببت الرسول ﷺ، وصار هو مثلي الأعلى وقدوتي وبدأت أنكبُ على سيرته قراءة وسماعا حتى حفظتها من مولده إلى وفاته ﷺ، فأحسست أنني إنسان لأول مرة في حياتي وبدأت أعود فأقرأ القرآن فأرى كل آية فيه كأنها تخاطبني أو تتحدث عني (أوًمنْ كانَ ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها…) نعم.. لقد كنت ميتاً فأحياني الله… ولله الفضل والمنة… “
العالم الإسلامي ينعى الشيخ أحمد القطان
بعد ساعات قليلة من إعلان خبر وفاة الشيخ أحمد القطان، ضجت الصحف والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخبر الصاعق، حيث كان خبر رحيله صدمة للأمة العربية والإسلامية خاصة فلسطين فقد كان ممن ناصروا القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، كما كانت حياته عبر ودروس للكثيرين، ليرحل عن عالمنا شيخ من أهم دعاة الإسلام والمعلمين إلى مثواه الأخير رحمة الله عليه.
ونعى المئات من الدعاه والخطباء والعلماء والنشطاء والبرلمانين على مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت ودول الخليج والعالم العربي والإسلامي الشيخ أحمد القطان. وأعرب هؤلاء في تغريدات ومنشورات عن حزنهم وصدمتهم لفقدانه باعتباره أحد أشهر الدعاة إلى الدين الإسلامي والمدافعين عن المسجد الأقصى المبارك.
وكتب عبد الكريم الكندري، عضو مجلس الأمة الكويتي، في تغريدة عبر تويتر: “انتقل إلى رحمة الله الشيخ أحمد القطان. اللهم اجزه عنا خير الجزاء، وارحمه برحمتك، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة”.
فيما نعى البرلماني الكويتي عبد العزيز طارق الصقعبي، الشيخ القطان قائلاً في تغريدة: “إنا لله وإنا إليه راجعون (..) نعزّي أنفسنا وأهل الكويت والعالم الإسلامي أجمع بوفاة الداعية الجليل والمربي الفاضل خطيب منبر الدفاع عن الأقصى الشريف الشيخ أحمد القطان”.
وقال المحامي والسياسي الكويتي ناصر الدويلة، في تغريدة له ناعياً القطان: “يا شباب الدعوة الإسلامية شمروا في ميادين التربية وحلقات المساجد التي أنتجت أحمد القطان وأمثاله..لعل الله أن يبارك في جهودكم، وتحظى الكويت بشباب مثل القطان يسيرون على منهجه ويكملون مسيرته ويشيدون للدعوة الإسلامية صروحاً مثل صرح القطان اللهم لا تحرمنا أجرهم وارحم شيخنا”.
ومن فلسطين نعى خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري القطان قائلا : “فقدنا أحد علماء الأمّة الإسلامية، العالِم العامل المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ الجليل أحمد القطّان، وقد عرفته عن قرب، فهو صاحب الصوت الإيمانيِّ القويِّ، والخطيب المُفوَّه الذي نذر نفسه للدفاع عن بيت المقدس، وحمل همَّ القضية الفلسطينية، وسخر المِنبرَ لذلك، وهذا قليلُ ما نعرفُ عنه” .
وكتب أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وشيخ عموم مقارئ الديار المصرية سابقاً، أحمد عيسى المعصراوي: “إنا لله وإنا إليه راجعون خالص العزاء فى وفاة الشيخ أحمد القطان عظم الله أجركم وجبر مصابكم نسألُ الله أن يرحمهُ رحمةً واسعةً وأن يُسكنهُ الفردوس الأعلى من الجنة وأن يُنزلَ على قلوبكم بَرْدَ السَّكينة والرضا”.
القرة داغي: منهج القطان في أربعة صور
وكتب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي القره داغي في وداع فضيلة الشيخ أحمد القطان: “كلماتي هذه إليكَ ذكرى وفكرة واستقطاب للرحمة عليك والدعاء لك أُحبُّ أن أُقدِّمها في يوم وفاتك.
إنه الداعية أحمد القطان من مواليد منطقة المرقاب في 6 ديسمبر 1946، في الكويت وحاصل على دبلوم المعلمين من معهد المعلمين عام 1969.
وأضاف الشيخ علي القره داغي: شهدت دروب الهداية بعلو منهجك في أربعة صور:
- الوسطية.
- الاعتدال في دعوته.
- جبهة الدفاع عن القضايا الإسلامية.
- التزكية للأجيال المسلمة.
وأضاف “عزائي مفعم باليقين كلمات وفاء واستذكار لخطيب المنابر ورجل المآثر وصاحب المواقف ومجيش العواطف ليس هدفي مديحاً مصطنعاً ولا اختلاقاً لمجد موهوم”.
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في نعي القطان:”حياتك تلخص العيش في سبيل الله من منا لا يذكرك يامن أبكيتنا في الثمانينات وأنت تكسر قيد السجان عن مسلمات سوريا..ومنبرك ليس قصة مخدرة فالقصة المنومة للشعوب تحتاج إلى التركيبات والتهويمات التي تصالح الواقع وما أحسب أنكَ كنت من أهلها إن منبرك عرفه المسلمون وعرفَت الناس من خلاله بالدين والفكر والتربية والموقف”.