على الوالدين مسؤولية ضخمة لا تختصر فقط في الحفاظ على هذا الإنسان الصغير على قيد الحياة، بل تتجاوز ذلك لتصل لمسألة غرس القيم الأخلاقية ، والتأكد من تنشئته بعقلانية واتزان.

ولكن عندما تعود لمنزلك في جو ماطر، ومحملا بأكياس السوق، قد يستثيرك طفلك ويدخلك في  نوبة غضب عارمة، في هذه الأثناء من الصعب الحفاظ على هدوء أعصابك، ويمكن لتعليق سيء أن يخرج دون انتباه ويترك أثرا سلبيا.

مؤخرا جرى نقاش من قبل مستخدمي موقع  ( Q & A ) عن  أغلب التعليقات المتسببة بأضرار نفسية للطفل، وذلك  استنادا إلى تجاربهم الخاصة، بعض هذه التعليقات تدعوا للقلق فعلا ، وبعضها تبدو تافهة لكنها تقال بلا أدنى تفكير.

سوف تفهم يوما ما

 ستيفاني مونسون سردت بعض العبارات  التي سمعتها من والديها وهي ما زالت طفلة، مثل “توقفي أن تكوني حساسة جدا” و “سوف تفهمين ذلك عندما يكون لديك أطفال في  يوم ما”، وتضيف أنه كلما كانت تطلب المساعدة، فإن أمها ترد: ” الآن ماذا فعلت ” ؟

وحذرت ستيفاني من تعليقات أخرى مثل  “ما مشكلتك ؟ ” و “لا تكن عبئا ثقيلا ” والتي ادعت بأنها سمعتها قبل أن تطرد من ممارسة بعض الأنشطة المدرسية أو في حال تعرضها لأي موقف ” تتورط فيه بمشاركة آخرين” .

ليس ما يقال بل النبرة والمزاج

يقول لوقا ماير – أب لثلاثة أطفال- يجب تجنب العبارات التي تشير إلى ” تحقير جهود ومواهب الطفل لا سيما إذا قالها في سياق محاولته إقناعنا بمواهبه وتوقع منا الثناء “. ومثال على ذلك عندما يحاول طفلك إقناعك بتعلمه العزف على آلة الكمان وأنت تقول له ” اسكت هذا الشيء ” حتى تتمكن من مشاهدة التلفزيون، سوف “لن ينسى لك ذلك”.

يجب تجنب العبارات التي تشير إلى تحقير جهود ومواهب الطفل لا سيما إذا قالها في سياق محاولته إقناعنا بمواهبه وتوقع منا الثناء

ويضيف لوقا إن ” أكثر ضرر نفسي قد تسببه للطفل هو الكذب عليه، لأنه سيكتشف في وقت لاحق أن ما قلته لم يكن صحيحا، وإذا  تكرر هذا الأمر فسيكون مدمراً للغاية من الناحية النفسية”.

ديفيد هنتر يصر على أنه الضرر ليس فيما تقوله للطفل وإنما كيف ستقوله، وكتب معلقا : ” لدى الأطفال حساسية عالية للنبرة والمزاج أكثر من المحتوى”.

ووفقا لكارل إنغاتشا السكوت يسبب أضررا نفسية على الطفل وتضيف: “السكوت أعني به عدم التواصل أو التفاعل مع طفلك على الإطلاق، فالأطفال ومنذ نعومة أظفارهم يعتمدون على التفاعل اليومي مع الأم أو الأب”.

لا تستخف بمعاناتهم

 تقترح الأم ميراندا ماركوس بعدم الإستخفاف والسخرية من الطفل أو التقليل من الألم أو المعاناة التي يمر بها – مهما بدت لك تافهة في ظاهرها.

وحذر آخرون من “الإفراط في السيطرة“، مثل إجبار الطفل على أكل شيء لا يحبه، ويجب عدم مقارنتهم بإخوانهم أو بأقرانهم  من الأطفال، كما نبهوا من ذكر إخفاقاتهم الشخصية أمام الأقارب حتى لا يُحرج الطفل.

وأشارت تعليقات بعض المستخدمين لعبارات أكثر وضوحا تضر بالطفل حيث ذكرت إلين بيركنز: “من دون أدنى شك، يتصدر قائمة تدمير نفسية الطفل قول ” أنا لا أحبك ” أو” كنت على خطأ “.

وتختم قولها: “ولكن الأهم من ذلك، مهما كانت الكلمات المستخدمة صريحة أو ضمنية فإن استشعار الطفل من خلال سلوك الوالدين بأنه غير محبوب هو الذي يسبب الضرر”.