سورة الشرح أو سورة الانشراح هي في معناها مكملة لسورة الضحى، ففي سورة الضحى امتن الله عز وجل على نبيه محمداً
ﷺ بتلك النعم الثلاث: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى } [الضحى:٦ – ٨ ] ، وهاهنا أيضاً يعدد بعض نعمه على نبيه
ﷺ، فيقول سبحانه: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:١ – ٤ ]
شرح الله لصدر نبيه
قال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح:١] قال أهل التفسير: الاستفهام هنا للتحقيق، أي: أن حرف الاستفهام وهو (الهمزة) إذا دخلت على (لم) النافية فإنه يراد بها التحقيق، كما في قول الله عز وجل: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين:٨]، وكما في قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة:٤٠]، وكما في قول جرير يمدح
عبد الملك بن مروان: ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح (ألم نشرح لك صدرك) بلى، قد شرح الله له صدره. قال أهل التفسير: المعنى: ألم نوسع لك صدرك؟ ألم نفسح لك في صدرك؟ قال أهل التفسير: ومن شرحه لصدر نبيه
ﷺ: أن صدره وسع علوم الأولين والآخرين، حتى قال عليه الصلاة والسلام: (أوتيت
جوامع الكلم)، أي: يجمع المعنى الغزير في اللفظ اليسير. وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن
أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضوان الله عليهما: أن رسول الله
ﷺ قال: (بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت صوتاً يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين، فجاءني ملكان ومعهما طست فيه ماء زمزم، فشرحا صدري إلى أسفل بطني) أي: شقا صدره صلوات ربي وسلامه عليه. والحديث أيضاً عندما
الإمام أحمد عن
أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (كان أبو هريرة جريئاً على رسول الله
ﷺ يسأله عن أشياء لا يسأل عنها غيره. قال مرة: يا رسول الله! ما أول نبوءتك؟ قال: فاستوى رسول الله
ﷺ وكان متكئاً وقال: إني في الصحراء ابن عشر سنين وأشهر -يعني: كان عمره صلوات ربي وسلامه عليه عشر سنوات وشهور- إذ رأيت ملكين بأرواح فاستقبلاني بوجوه لم أراها لخلق قط وأرواح لم أجدها من خلق قط، وثياب لم أجدها على أحد من خلق الله قط، قال أحدهما للآخر: أهو هو؟ قال: نعم. قال: فأخذ كل منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مساً، فقال أحدهما للآخر: أضجعه فأضجعاني، ثم قال: افلق صدره، ففلق صدري من غير وجع ولا دم، ثم استخرجا منه مثل العلقة. قال: أخرج الغل والحسد، ثم قال: أدخل الرقة والرحمة، فأدخلا شيئاً شبيه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى، وقال: اغدو واسلم رحمة للصغير ورقة للكبير). قال العلامة الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله: ومن شرح الصدر الممتن به على نبينا
ﷺ: ما آتاه الله عز وجل من صبر وحلم وصفح ورقة، حتى أنه كان ليعامل العدو اللدود معاملة الصديق الصدوق، وهذا ظاهر في سيرته صلوات ربي وسلامه عليه لما غزا ثقيفاً، وأصيب عدد من أصحابه وما استطاعوا أن يفتحوا حصونها، ولما استحر فيهم القتل رضي الله عنهم وأوجعوا قالوا: (يا رسول الله! ادع على ثقيف، فقال عليه الصلاة والسلام: اللهم اهد ثقيفاً وائت بهم)، فدعا بذلك ثلاث مرات فجاءت قبيلة ثقيف كلهم مؤمنون مسلمون. وكذلك لما جاء أبو هريرة رضي الله عنه يبكي قال
ﷺ: (ما يبكيك؟ قال: يا رسول الله! أمي دعوتها إلى الإسلام فأسمعتني فيك ما أكره، فرفع الرسول
ﷺ يديه إلى السماء وقال: اللهم اهد أم
أبي هريرة، اللهم اهد أم أبي هريرة). يقول أبو هريرة رضي الله عنه: فانطلقت أعدو والباب مجاف، وسمعت صوت خضخضة الماء، قالت أمي: على رسلك يا أبا هر! ثم خرجت إلي وقد عجلت عن خمارها، وقالت: أشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فنبينا عليه الصلاة والسلام اتسع صدره حتى شمل العدو المخالف مع المؤمن الموافق، وكان صدره عليه الصلاة والسلام فسيحاً بنعمة الله عز وجل، ومثلما آتاه الله صدراً منشرحاً آتاه شريعة سهلة ميسرة لا تشق على شيخ كبير، ولا شاب صغير، ولا امرأة عجوز، ولا فتاة محدثة، وإنما الكل يجد في شريعة محمد
ﷺ ما يناسبه وما يصلح دنياه وآخرته. قال الله: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ} [الشرح:٢] وضعنا: حططنا وأزلنا. هذه الآية كقول الله عز وجل: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح:١ – ٢]. السؤال : ما هو الوزر الذي وضع عن رسول الله
ﷺ؟ قال بعض أهل التفسير: هو ما عاتبه عليه ربه جل جلاله في القرآن من الأمور الراجعة للاجتهاد، كقوله سبحانه: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} [عبس:١]، {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} [التوبة:٤٣]، {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} [الأنفال:٦٧] وقال بعضهم: بل المراد ما كان من أمر الجاهلية؛ لأن رسول الله
ﷺ كان على مذهب قومه، ولعله قد عبد صنماً أو وثناً. وقال بعضهم: هي ذنوب أمته، ونسبت إليه؛ لأنه كان مشغولاً بها صلوات الله وسلامه عليه. وقال الحسين بن الفضيل رحمه الله: بل المراد الخطأ والنسيان؛ لأن الخطأ والنسيان في حق الأنبياء ليس كما هو في حق غيرهم، وكلنا يقرأ في القرآن قول ربنا جل جلاله: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه:١١٥] وقد عدها ربنا معصية {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه:١٢١] { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ } [الشرح:٢] ، وهاهنا بحث قال أهل العلم فيه: ينبغي الجزم بأن رسول الله
ﷺ بعد البعثة كان معصوماً من الذنوب صغيرها وكبيرها، وهذا نص القرآن في قول ربنا سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:٢١]، والتأسي لا يتحقق لو كان يذنب، فهو
ﷺ بعد البعثة لا يذنب ولا يتعمد كبيرة ولا صغيرة، فهو معصوم من الذنوب. وأما قبل البعثة فهو كذلك صلوات ربي وسلامه عليه لم يأت كبيرة قط؛ لأنه قد هيئ منذ صغره للنبوة، ولو كانت عهدت عليه كبيرة لاحتج بها مخالفوه وشانئوه بها، كأمثال أبي جهل والوليد بن المغيرة وعقبة بن أبي معيط وشيبة بن ربيعة ومن كان مثلهم من صناديد الكفر، لقالوا: يا محمد! أنت فعلت كذا أو أنت قلت كذا، لكن رسول الله
ﷺ ما عهدت عنه فاحشة ولا كذبة ولا غدراً ولا خيانة صلوات ربي وسلامه عليه. وأما بالنسبة للصغائر قبل البعثة فهي محل احتمال، فامتن الله عز وجل عليه بهذه المنة. {الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ} [الشرح:٣] أي: أنقض حتى سمع لظهرك نقيض صوت العظام والمفاصل، وكأن هذا الأمر كان ثقيلاً على رسول الله
ﷺ، فالله عز وجل بشره.
رفع الله لذكر نبيه
ثم قال له: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:٤] قال مجاهد رحمه الله: المعنى: لا أذكر إلا ذكرت معي، لا إله إلا الله محمد رسول الله. و
قال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى: أنه لا يذكر الله إلا ويذكر معه محمد رسول الله، في الأذان والإقامة والتشهد في الصلاة وخطبة الجمعة وخطبة العيد وخطبة النكاح، وإذا أراد إنسان أن يدخل دين الإسلام لا يتم له الأمر إلا بعد أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وهذا المعنى أخذه حسان عليه من الله الرضوان حين قال: وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس
المؤذن أشهد وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد فاسمه صلوات ربي وسلامه عليه مرفوع فوق المآذن في مشارق الأرض ومغاربها، فيذكر اسمه بالليل والنهار. وقال الزمخشري: من رفع الذكر: أن الله عز وجل قرن بينه وبين نبيه
ﷺ في القرآن فقال: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النور:٥٤]، وقال: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} [التوبة:٦٢]، وقال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء:٨٠] قال الرازي رحمه الله: ومن رفع الذكر أن الله عز وجل ما ناداه في القرآن باسمه، ما قال كما قال: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ} [الأعراف:١٤٤]، {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} [آل عمران:٥٥]، {يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات:١٠٤ – ١٠٥]، فهو لم يقل أبداً: يا محمد! بل يقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} [الأنفال:٦٤]، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ} [المائدة:٤١]، {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المزمل:١]، {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: ١ ] وكله من رفع الذكر.
تيسير الله على النبي وأمته
قال الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:٥ – ٦] هذه الآيات نزلت على نبينا عليه الصلاة والسلام وهو في مكة محاصر مضطهد، وهو
ﷺ وأصحابه لا يستطيعون أن يظهروا دينهم ولا أن يجهروا بدعوتهم، ولا أن يواجهوا مخالفيهم، فالله عز وجل يعده ويقول له: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:٥ – ٦] قال الإمام
القرطبي رحمه الله: ويمكن أن تفسر هذه الآية بأن العسر ما كان في مكة من ضيق واضطهاد، فيحصل معه يسر وهو ما كان يوم الفتح حين دخل رسول الله
ﷺ في جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل لا يعرف أوله من آخره، فجعل الله بعد العسر يسراً. قال: ولم يمت رسول الله
ﷺ حتى فتح الله له مكة واليمن، وهاداه ملوك هجر والبحرين، وآتاه الله عز وجل بالغنائم والأنفال حتى كان يعطي الرجل الواحد المائتين من الإبل، ويهب الهبات السنية، ويعد لأهله قوت سنة، وهذا كله في حياته صلوات الله وسلامه عليه. وهذا المعنى فهمه الصحابة حق الفهم، فلما كان أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في بعض الغزوات وجاء
الروم بجموع كثيرة، وخاف أبو عبيدة رضي الله عنه من كثرتهم، كتب إلى عمر رضي الله عنه يشكو إليه، ويطلب دعاءه، فأجابه عمر: أما بعد: فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من ضيق وشدة يجعل الله له فرجاً، ولن يغلب عسر يسرين، وإن الله تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:٢٠٠] وهذا المعنى كان رسول الله
ﷺ يتكلم به في أحلك اللحظات، وأشد الحالات، ومن ذلك: عندما كان الصحابة رضي الله عنهم يعذبون في مكة جاء خباب بن الأرت فشكا إليه وقال: يا رسول الله! ألا تدعو لنا، ألا تستنصر لنا؟ قال: (فاعتدل رسول الله
ﷺ وقال: والذي نفسي بيده! لقد كان يؤتى بالرجل ممن كان قبلكم فيمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يرده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون). فينبغي أن يعلم الإنسان أنه لو كان في ضيق فإن بعد الضيق فرجاً كما قال النبي
ﷺ: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً). وليعلم أن الفرج من الله عز وجل آت لا محالة: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }
أمر الله لنبيه بدوام عبادته
ختم ربنا جل جلاله هذه السورة بأمرين مثلما ختم سورة الضحى، قال الله عز وجل: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:٩ – ١١]، وهنا أيضاً قال الله عز وجل: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح:٧ – ٨] وقد نبه أهل العلم إلى أن بعض المبتدعة قرأ هذه الآية: فإذا فرغت فانصب. وقال: نصب إماماً، وهم الرافضة ويقصدون بذلك علياً، قال بعض أهل التفسير: ويمكن للناصبي المبتدع في الجهة المقابلة أن يقرأها: فإذا فرغت فانصَب.من النصب وهو كراهية آل البيت، ودين الله لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. قال ابن مسعود رضي الله عنه: (فإذا فرغت) من الفرائض (فانصب) في
قيام الليل. والنصب هو: التعب. وقال الكلبي: فإذا فرغت من جهاد عدوك فاستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال قتادة رحمه الله: فإذا فرغت من أمر الخلق فاجتهد في عبادة الحق. وقال آخرون: فإذا فرغت من أمور نفسك فتفرغ لعبادة ربك، وانصب في عبادة ربك. والمعنى: أن الله عز وجل يريد لنبيه
ﷺ ولكل مؤمن أن ينتقل من عبادة إلى عبادة، ومن طاعة إلى طاعة، ولنتأمل شهر الصيام، فإذا أفل نجمه دخلت أشهر الحج، فإذا انتهى الحج دخل شهر الله المحرم، وأحب الصيام إلى الله بعد رمضان صيام شهر الله المحرم، وهكذا المسلم ليله ونهاره في كل وقت من أوقات العمر يتقلب من عبادة إلى عبادة، ومن طاعة إلى طاعة، وليس هناك سن للتقاعد في عبادة الله عز وجل، بل كما قال الله: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:٩٩[ وقوله تعالى: { وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح:٨] أي: لتكن رغبتك وحاجتك إلى ربك. وبعض أهل التفسير فسر هذه الآية بقوله: فإذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء، وهذا المعنى صحيح، ويشهد له قول النبي
ﷺ لـ معاذ بن جبل: (يا معاذ! والله إني لأحبك، فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى.