تحدث الدكتور محمد عياش الكبيسي أستاذ العقيدة والدعوة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، في برنامجه الرمضاني (التديّن الواعي) عن طبيعة العلاقة بين القرآن الكريم والسنة النبوية والتي أشبه ماتكون بـ  “المثلثات المتعاكسة”.

الحلقة حاولت الإجابة على تساؤلين  :

هل لغة القرآن الكريم هي نفس لغة الأحاديث الشريفة ؟

هل الموضوعات المتناولة في كتب السنة أو في كتب السيرة هي نفسها في القرآن الكريم؟

القرآن الكريم والسنة المصدران الرئيسان للتشريع الإسلامي، والتمسك بهما طريق النجاة، كما أخبرنا رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلم، ويعتبر فهمهما وفهم طبيعة العلاقة بينهما هو الطريق الأول لبناء تصور علمي دقيق.

ووصف الدكتور الكبيسي العلاقة بين القرآن والسنة بالمثلثين المتعاكسين والمكملين لبعضهما، وكل من يقرأ القرآن الكريم و السنة النبوية سيكتشف هذا الأمر.

وأضاف الدكتور الكبيسي لو تخيلنا القرآن والسنة هرمين متعاكسين سنجد أن ما أجمله القرآن وسعته السنة وماوسعه القرآن أجملته السنة.

ويتبادر للذهن سؤال آخر : لماذا لم تكن كل المصادر من قرآن وسنة وسيرة نبوية في كتاب واحد ؟

أجاب الدكتور الكبيسي أن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى لكن هل نستطيع أن نفهمه تمام الفهم من مجرد سماعنا أو تلاوتنا للنص دون أن نرى نموذجا عمليا يتحرك على الأرض ؟! حين يقول المولى عز وجل :” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ” نفهم الناحية النظرية من الآية أن هنالك موعظة وحكمة ومجادلة بالتي هي أحسن ، وفي ذات الوقت لا نملك صورة أو نموذج لكن بالاطلاع على ماجاء في سنة نبينا محمد وإلى سيرته العطرة  سنجد صور ونماذج عملية على الأرض مثل: تحاور الرسول مع المشركين ، وتحاوره مع الأطفال ومع كبار السن .. نقاشه مع المخالفين ومع المؤمنين والمقربين .. هذه الصور مجتمعة تقرب لنا طريقة الامتثال للأمر الوارد في القرآن الكريم.

وأشار الدكتور الكبيسي أن هذه المسائل التطبيقية حينما نجمعها تحتاج إلى مجلدات ضخمة ولو جمعنا كل هذه السيرة العطرة للنبي والسنة المطهرة ، فسيصعب حفظها أما تلاوة القرآن الكريم فهو كتاب واضح وقراءته ميسرة قال تعالى : {ولقد يسرنا القرآن للذكر } ويمكن للمسلمين الالتقاء حول كتاب الله وفهمه ومن ثم العودة للسنة النبوية، بينما سيتعسر الأمر إذا كان القرآن متضمنا للسنة النبوية في كتاب واحد .