لا شك أن الآيات التي ذُكرت فيها الحيوانات والطير، كانت ومازالت من أبرز الآيات التي يقف عندها الإنسان كثيرًا، ولقدرة إلهية خالصة كانت لقصص هذه الحيوانات في القرآن الكريم عبر وعظات وأيضًا نموذجا يحتذى ومعلما.

 

فكانت الناقة وعيدًا من الله سبحانه وتعالى لقوم نبي الله صالح، بألا يمسوها بسوء وإلا فلهم عذاب شديد، وهو ما حدث عندما عقرها بعضهم فكانت النتيجة أن أصبحوا من الهالكين. “وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”.

كما كانت البقرة “نبراسًا” لبني إسرائيل لكشف قاتل أحدهم، “وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ”. بينما كان “الغراب” دليلاً لقابيل في كيفية دفن جثة أخيه هابيل بعد أن قتله، “فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ”، بينما كان الهدهد أكثر علمًا من النبي سليمان حينما أبلغه بقوم لا يؤمنون بالله، “وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ”.

كما كانت أيضًا “نملة” عونا لبني جلدتها وحمايتهم من جيش سليمان، “حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”.وأيضًا كان “الحوت” دليلاً لموسى في سفره إلى الخضر عليه السلام، “قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا.

ولاشك أن القرآن الكريم معجزة من معجزات الله جل جلاله، والتي لا تتغير ولا تتبدل مع تغير الزمان والمكان… لقوله تعالى: “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا” (النساء).

ويكفي أن نعلم أن هذه المخلوقات في الأرض كلها تسجد لله جل جلاله وتسبح بحمده كل بطريقة ما، وقد فضل الله جل جلاله الإنسان على كثير ممن خلق تفضيلاً، ومع هذا فالكثير ليس ساجدًا ولا شاكرًا، ونجد أن الأنعام تسبح وتشكر وتسجد لله خالقها، فكيف يكون الأمر وقد صور الله جل جلاله بأن ذرأ لجهنم كثيرًا من الجن والأنس لهم قلوب وأعين وآذان لا يعقلون ولا يفقهون بها؟، بل هم أضل سبيلا من الأنعام وهي البهائم من الحيوانات!

في هذا الإطار، يستكشف رواد مكتبة قطر الوطنية في شهر يوليو أسرار عالم الحيوان وعلاقته بالإنسان والكون من خلال باقة متنوعة من الفعاليات التي تسلط الضوء على الأحياء الأخرى التي تشترك معنا في الحياة على كوكب الأرض، سواءً كانت أليفة وداجنة أو برية تسرح في الغابات والمحميات، وسواءً كانت تطير في أعالي السحاب أو تسكن أعماق المحيطات، أو كانت تعيش في الصحراء الجرداء أو في الغابات الخضراء.

وتأتي مناسبة اليوم العالمي للسكان في 11 يوليو كمناسبة تؤكد على أهمية التعايش بين البشر والأحياء الأخرى وكيفية حماية المنظومة المنسجمة والدقيقة على كوكبنا.

وتتضمن صور المكتبة التراثية العديد من صور الحيوانات والطيور العربية التي تشكل جزءًا أصيلًا من الحياة في قطر مثل الصقور.

ولطالما كانت الخيول العربية الأصيلة رفيقًا مخلصًا لسكان قطر على مر الأجيال والقرون. وحول هذه السلالة المرموقة ذات السمعة العالمية من الخيول تدور محاضرة “تاريخ الخيول في قطر”، التي تستعرض تاريخ الخيول العربية الأصيلة في قطر، وتسلط الضوء على أنواعها وسلالاتها، وكيفية تربيتها والعناية بها، وسوف تعقب المحاضرة رحلة إلى الشقب للاستمتاع بمشاهدة جمال الخيول عن قرب.

ولأن شهر يوليو يتزامن مع العطلة الصيفية، أعدت المكتبة برنامجًا حافلًا بالأنشطة والفعاليات المرحة والتثقيفية التي تثري عقول الأطفال الصغار. ومن هذه الفعاليات “قصة النبي يونس والحوت” في 3 يوليو وهي موجهة للأطفال من 8 إلى 12 عامًا، وتسلط الضوء على حكاية نبي الله يونس عليه السلام، وحكايته مع الحوت التي ذكرت في القرآن الكريم، ورحلته في دعوة قوم، وهذه الفعالية جزء من سلسلة فعاليات “قصص الأنبياء” التي تغرس في الأطفال القيم الروحية والإنسانية السامية المستمدة من حكايات الأنبياء والرسل.

وفي إطار دور المكتبة في بناء الجسور بين الأبناء والآباء ونشر ثقافة القراءة وغرسها لدى الأطفال في سن مبكرة، تأتي فعالية “متعة القراءة للصغار: كيف تقرأين لطفلك قصص الحيوانات” والتي جرت في 4 يوليو، وكانت موجهة للأطفال الصغار من 3 إلى 5 سنوات، وفيها قام أخصائيو المكتبة بقراءة قصص تعليمية مختارة عن الحيوانات، وشارك الأطفال وأولياء الأمور في الغناء معًا، وابتكار ألعاب مسلية للصغار، كما تم تسليط الضوء على الحقائق العلمية عن علاقة القراءة بتطور دماغ الطفل ومفهوم التعليم المبكر للقراءة.

وعلقت مها النعيمي، أخصائية المعلومات في المكتبة، على هذه الفعاليات المتعلقة بالحيوانات بقولها: “بينما تبدأ الكثير من العائلات عطلتها الصيفية، تحرص المكتبة على تشجيع الجميع على زيارة المكتبة والمشاركة في فعالياتها المتنوعة خلال شهر يوليو التي تجمع بين الفائدة والتثقيف والمرح، وتتيح للرواد استكشاف المزيد حول عالمنا، والتواصل مع أفراد المجتمع، وبالطبع تجنب حرارة الصيف”. وأضافت النعيمي بقولها: “ترحب فعاليات المكتبة بكل فئات المجتمع من مختلف الأعمار والاهتمامات، فقد حرصت المكتبة على أن تكون الفعاليات متنوعة لكي تواكب تنوع اهتمامات وأعمار رواد المكتبة. وقد حاولنا بقدر المستطاع تلبية ذلك، مع التركيز على الحيوانات والفنون والتاريخ، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بالعديد من القضايا المهمة من خلال محاضراتنا المعلوماتية”.

يذكر أنه في 17 يوليو الجاري، سيتعلم الأطفال من 9 إلى 11 عامًا تقنيات وأساليب مختلفة لرسم الحيوانات على القماش مثل الرسم بالتنقيط ورسم الظل باستخدام كائنات ومخلوقات من الطبيعة مثل الحيوانات والطيور والحشرات، كما تدعو المكتبة الأطفال من 6 إلى 11 عامًا للاستمتاع بوقت القصة كل يوم اثنين ابتداءً من 8 يوليو، من الساعة الخامسة مساءً ولمدة نصف ساعة، حيث يستمعون إلى سرد جذاب وممتع للقصص والحكايات حول أصدقائنا من عالم الحيوان.

وتنظم المكتبة باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الأخرى لكي تلبي احتياجات المعرفة للفئات المختلفة من المجتمع. ومن هذه الفعاليات جلسة إرشادية كل سبت طوال شهر يوليو حول استخدام المصدر الإلكتروني “بوك شير BOOKSHARE”، وهو قاعدة بيانات إلكترونية لمن لديهم صعوبات في قراءة النصوص المطبوعة، ويحتوي على الكتب المسموعة، والكتب المصحوبة بسرد صوتي، وكتب ”ديزي“ DAISY الناطقة، والكتب المطبوعة بطريقة برايل والكتب المطبوعة بخطوط كبيرة، ويتيح للمستخدمين تحديد إعدادات استخدام الكتب الإلكترونية بصيغ تتفق مع احتياجاتهم. وتحفل هذه الورشة بالمعلومات حول كيفية البحث والعثور على المراجع في”بوك شير“ وإنشاء حساب عضوية من أجل استخدامه والاستفادة منه.