من السنن البيتية أداء النوافل في البيت وسنن وأذكار ماقبل النوم ، وفيها خيرٌ كثير ، منها :

1- قوله ” إنّ خيرَ صلاة المرء في بيته ، إلا الصلاةَ المكتوبة ” متفق عليه .

2- وقال : ” صلاةُ الرجلِ تطوعاً حيث لا يراه الناسُ ، تعدل صلاته على أعين الناس ، خمساً وعشرين ” رواه أبو يعلي وغيره ، وصححه الألباني .

3-  وقال : ” فضلُ صلاةِ الرجل في بيته ، على صلاته حيثُ يراه الناس ، كفضلِ المكتوبة على النافلة “رواه الطبراني ، وحسنه الألباني .

فتكرار هذه السنة في يومه وليله عدة مرات ، من السنن الرواتب ، وصلاة الضحى ، وصلاة الوتر ، كل واحدة منها يحرص أنْ يصليها في بيته ، حتى يعظم أجره ، ويُصيب السُنة ، وبعلم أهله ، ويذكّر ناسيهم وغافلهم .

ويمكن إجكال ثمرات تطبيق هذه النوافل في البيت :

أ‌) أنها سببٌ لتمام الإخلاص ، والبعد عن الرياء .

ب‌) أنها سبب لنزول الرحمة في البيت ، وحُلول البركة .

ت ) أنها سببٌ لتنزل الملائكة ، وخروج الشيطان منه .

ج‌) أنها سببٌ لمضاعفة أجرها ، كما يضاعف أجر الفريضة في المسجد .

د) أنها سبب لتمام الخشوع والسكينة .

سنن وأذكار ما قبل النوم

وهي كثيرةٌ طيبة مباركة ، يأتي المسلم والمسلمة منها بما استطاع :

1- قول “باسمكَ اللهم أموتُ وأحيا ” رواه البخاري .

2- يجمع كفيه ، ثم ينفثُ فيهما فيقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات ” رواه البخاري .

3- قراءة آية الكرسي ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ …) البقرة : 255 . رواه البخاري .

وقراءة هذه الآية فيها حفظ للعبد في ليلته : فقد قال : ” منْ قرأها لم يزلْ عليه من الله حافظ ، ولا يَقْربه شيطانٌ حتى يصبح “. كما صح في الحديث السابق .

4- قول ” باسمك ربي وضعتُ جنبي وبك أرفعه ، إنْ أمسكتَ نفسي فارحمها ، وإنْ أرسلتها فاحفظهـا بما تحفظ بـه عبـادك الصـالحين ” رواه البخاري ومسلم .

5- قول ” اللهم إنّك خلقتَ نفسي وأنتَ توفاها ، لك مَماتها ومحياها ، إنْ أحييتها فاحفظها ، وإنْ أمتها فاغفر لها ، اللهم إني أسألك العافية ” رواه مسلم .

6- قول ” اللهم قِني عذابَك ، يومَ تبعث عبادك ” ثلاث مرات ، ويضع يده اليمنى تحت خده . رواه أبو داود والترمذي .

7- قول ” سُبحان الله ” ثلاثاً وثلاثين ، ” والحمد لله ” ثلاثاً وثلاثين ، ” والله أكبر ” أربعاً وثلاثين ، رواه البخاري ومسلم .

8- قول ” الحمدُ لله الذي أطعمنا وسَقانا ، وكفَانا وآوانا ، فكم ممنْ لا كافيَ ولا مأوي ” رواه مسلم .

9- قول ” اللهم عالمَ الغيبِ والشهادة ، فاطرَ السموات والأرض ، ربَّ كل شيءٍ ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، وأنْ أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم ) رواه أبو داود والترمذي .

10- قول “اللهم أسلمتُ نفسي إليك ، وفوّضتُ أمري إليك ، ووجهتُ وجهي إليك ، وألجأتُ ظهري إليك ، رغبةً ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا إلا إليك ، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ” رواه البخاري ومسلم .

11-  قول ” اللهم ربَّ السماوات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيءٍ ، فالقَ الحب والنوى ، ومُنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذُ بك من شرِّ كل شيء أنتَ آخذٌ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، إقض عنا الدين وأغننا من الفقر ) رواه مسلم .

12- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة ، من قوله تعالى ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ .. ) إلى قوله ( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) قال قال ” من قرآ بهما في ليلةٍ ، كفتاه ” رواه البخاري ومسلم

ومعنى كفتاه : قيل : كفتاه عن قيام ليلته ، وقيل : كفتاه من كل سوء ومكروه وشر ، ويجوز أنْ يُراد الأمران .

13-  أنْ يكون نومه على طهارة ، لحديث ” إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ” .

14-  يستحب النوم على الشِّق الأيمن ، للحديث السابق :” ثم اضطجع على شقك الأيمن …” رواه البخاري ومسلم .

15-  أن يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ، لحديث : ” كـان إذا رقـد ، وضع يده اليمنى تحت خـده ” رواه أبو داود .

16-  أن ينفض الفراش قبل نومه عليه ، لحديث أبي هريرة قال : ” إذا أوى أحدُكم إلى فراشه ، فليأخذ داخلة إزاره ، فلينفض بها فراشه ، وليسم الله ، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه ، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن ، …” . رواه البخاري ومسلم .

فقوله : ” داخلة الإزار ” طرفه ، ومعناه : أنه يستحب أن ينفض فراشه ، قبل أن يدخل فيه ، لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره ، لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك .

17-  قراءة سورة ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ، فعن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه  : يا رسول الله ، علمني ما أقول إذا أويت إلى فراشي ؟ قال : ” اقرأ ( قل ياأيها الكافرون ) ثم نم على خاتمتها ، فإنها براءة من الشرك ” .

رواه أبو داود والترمذي وأحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي وحسنه الحافظ ، وصححه الألباني .

قال النووي في الأذكار : الأولى أن يأتي الإنسان بجميع المذكور في هذا الباب ، فإنْ لم يتمكن اقتصر على ما يقدر عليه من أهمه .

ونجد أنّ غالب الناس ينام في يومه وليلته مرتين ، فيكون حينئذ قد قام بهذه السنن أو بعضها مرتين أو أكثر ، لأن هذه السنن ليست خاصة بنوم الليل ، بل تشمل نوم النهار ، لأن الأحاديث عامة ، والعمل بها فيه من الأجر والثواب ، ما لا يعلمه الا الله تعالى ، وفيه حفظ الله للعبد من الشرور كلها ، وبعد للشيطان عنه في ليله ونهاره ، وسلامته من  كل الآفات .