وصايا الرسول ﷺ لأصحابه: بعث الله سبحانه نبيه محمدا ﷺ مبشرا ونذيرا، معلما وميسرا، مربيا ومزكيا.
قال تعالى: { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا } [الأحزاب: 45، 46]، وقال سبحانه: { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة } [الجمعة: 2].
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ((إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا؛ ولكن بعثني معلما وميسرا))؛ (رواه مسلم).
الوصية في اللغة
والوصية في اللغة: هي طلب فعل الشيء بعد موت الموصي، أو هي العهد بفعل الشيء بعد الموت، وهي مشتقة من الوصل، وهي إيصال خير الدنيا بخير الآخرة.
إن الوصية النافعة لا تصدر إلا من محب ناصح صادق مخلص؛ ولذلك حرص النبي ﷺ على نصح الصحابة وجماعة المسلمين بكل ما فيه خير لهم من أمور الدين والدنيا، فليس هناك من هو أشد حبا للخير منه، قال تعالى: { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم } [التوبة: 128].
وعلى من أوصي بوصية نافعة من محب ناصح صادق مخلص عليه أن يقبلها، فكيف إذا كانت هذه الوصية من رسول الله ﷺ الذي لا يعلم خيرا إلا دل الأمة عليه، ولا يعلم شرا إلا حذر الأمة منه، فإن المؤمن لا يتردد في قبولها والعمل بها.
وهذه الوصايا الشريفة وإن كانت موجهة إلى بعض الصحابة إلا أنها تشمل كل المسلمين، وهي تحث على إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، وعدم الشرك به، وتبين ما جاء في فضل التهليل، والسجود لله عز وجل، وفضل الصيام والصلاة، وقيام الليل، وفضل طلب العلم، وفضل الصدقة والتسبيح، والحث على رضا الوالدين، ومكارم الأخلاق، وصلة الرحم، وتعاهد الجيران، وإطعام الطعام، وحب المساكين، وما إلى ذلك من الأعمال الصالحة.
ومن هذه الوصايا وصية الرسول ﷺ لأبي ذر، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: ((أوصيك بتلاوة القرآن، وذكر الله؛ فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء))، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: ((إياك وكثرة الضحك؛ فإنه يميت القلب))؛ (أخرجه ابن حبان).
ومنها وصية الرسول ﷺ لأبي هريرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي ﷺ بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام.
أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لهدي رسول الله ﷺ، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح، وحسن الخلق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.