هل تعرف أن يومًا واحدًا يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تماسك الأسرة؟ يوم الأسرة في قطر ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو منصة وطنية غنية بالفعاليات الهادفة التي تُقام في كتارا من 15 إلى 19 أبريل، لتعزيز الاستقرار الأسري وترسيخ القيم الاجتماعية في المجتمع القطري.

هذه المبادرة تُعزز الوعي بدور الأسرة في التنمية، وتقدّم ورش عمل ومحاضرات تفاعلية وأنشطة ترفيهية لجميع أفراد العائلة، إلى جانب تركيز خاص على قضايا العصر مثل المخاطر الرقمية والتربية الوالدية. إنها فرصة حقيقية لبناء روابط أقوى بين أفراد الأسرة، وتوجيههم نحو بيئة أسرية صحية ومتوازنة.

فعاليات توعوية وترفيهية ومشاركة واسعة من المؤسسات

بالتزامن مع يوم الأسرة في قطر، انطلقت الفعاليات يوم الثلاثاء 15 أبريل في الحي الثقافي – كتارا، بساحة الحكمة، وتستمر حتى 19 الجاري، وذلك بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي– كتارا. وتشارك الجهات الحكومية والمؤسسات المجتمعية خلال أيام الفعاليات بباقة متنوعة من البرامج التي تشمل ورش العمل، والمحاضرات التوعوية، والعروض الترفيهية، والأنشطة التفاعلية، التي تهدف إلى تمكين الأسرة، وتعزيز التواصل بين أفرادها، وغرس القيم الإيجابية في المجتمع القطري، والاستخدام الآمن للتكنولوجيا.

يوم الأسرة القطرية 15 أبريل، يحتفل بالأسرة كأولويات وطنية ودعماً دائماً. صورة تظهر عائلة قطرية تتكون من أم ترتدي الحجاب، وأب يرتدي الملابس التقليدية، وطفل صغير، مع تصميم يرمز إلى المنزل.

ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على أهمية الأسرة، وتعزيز قيم التماسك الأسري، والتأكيد على دور الأسرة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتُنظّم خلاله فعاليات متنوعة تشمل محاضرات توعوية، وورش عمل، وأنشطة ثقافية وترفيهية، بمشاركة مؤسسات حكومية ومجتمعية، لتعزيز الوعي بأهمية الأسرة ودورها المحوري في المجتمع.

كما تشارك نخبة من الجهات الوطنية من خلال أركان تفاعلية، وأنشطة توعوية وتثقيفية موجهة لجميع أفراد الأسرة، إلى جانب عدد من الجهات التجارية والفنادق المحلية التي تقدم عروضًا وخصومات حصرية بهذه المناسبة، في إطار دعمها للمبادرات المجتمعية، مما يعزز من تجربة الزوار ويضفي طابعًا احتفاليًا شاملًا على أجواء الفعالية.

الأسرة في “خطبة الجمعة”

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مشاركتها بهذه المناسبة من خلال تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن أهمية الأسرة ومكانتها في الإسلام، تعزيزًا لدور التوعية الدينية في دعم التماسك الأسري، ونشر القيم الأخلاقية بين أفراد المجتمع، بما ينسجم مع أهداف يوم الأسرة في قطر.

ظبية المقبالي: فرصة لتعزيز التماسك الأسري

وأكدت السيدة ظبية المقبالي، مدير إدارة التنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، أن هذه الفعاليات تُعد منصة مجتمعية مهمة لتسليط الضوء على مكانة الأسرة وأدوارها المتعددة، مشيرة إلى أن “الاحتفال بيوم الأسرة في قطر هو فرصة سنوية لتعزيز التماسك الأسري، ونشر الوعي حول التحديات التي تواجه الأسرة الحديثة، وتمكينها من أداء دورها التنموي والاجتماعي”.

وأضافت أن تنوع الفعاليات يهدف إلى الوصول إلى كل أفراد الأسرة بطريقة تجمع بين المتعة والفائدة، وتعكس التزام الوزارة برؤية شاملة لتعزيز الاستقرار الأسري في المجتمع القطري.

جلسات نقاشية ومحاضرات

وفي إطار الاهتمام بيوم الأسرة، تنظم وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة فعاليات متنوعة لترسيخ ثقافة هذا اليوم الذي يُعد مناسبة وطنية مهمة للاحتفاء بالأسرة باعتبارها نواة المجتمع وأساس استقراره وتقدمه.

بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة والمؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا، نظمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، ندوتين توعويتين، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بدور الأسرة في بناء مجتمع متماسك ومستدام، وذلك احتفالا بـيوم الأسرة في قطر، الذي يوافق 15 أبريل من كل عام.

جلسة نقاشية في مؤتمر تتناول أهمية التربية الرقمية والسلامة في الفضاء الإلكتروني، مع مشاركة متحدثة رئيسية ورجال أعمال، خلفية تعرض رسومات تعبيرية لعائلات متنوعة.
فعاليات بمناسبة يوم الأسرة في قطر

في هذا الإطار، أقيم في مركز الاستشارات العائلية “وفاق”، بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، جلسة نقاشية بعنوان: “التربية الوالدية والسلامة من المخاطر الإلكترونية”. بالإضافة إلى إقامة محاضرة بعنوان: “وجعل بينكم مودة ورحمة”، قدمها الأستاذ ياسر الحزيمي، مدرب التنمية البشرية المتخصص في العلاقات الزوجية.

جاءت هذه الفعاليات في إطار حرص الوزارة على تعزيز أهمية الاستقرار الأسري، وترسيخ القيم الاجتماعية، ومواكبة التحديات التربوية والاجتماعية الحديثة، من خلال طرح قضايا معاصرة تمس واقع الأسر القطرية، وخاصة الشباب المقبلين على الزواج، وأولياء الأمور في عصر التقنية.

التربية الوالدية والمخاطر الإلكترونية

وأُقيمت الندوة الأولى بعنوان «وَهُوَ يعِظُهُ: التربية الوالدية والسلامة من المخاطر الإلكترونية»، في مركز الاستشارات العائلية «وفاق»، وأدارها الدكتور خالد النعمة، بمشاركة كل من خالد عباس كمال العمادي عضو مجلس الشورى والدكتورة شريفة العمادي مدير معهد الدوحة للأسرة والدكتور خالد عبدالجبار مستشار تربوي من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة.

خالد العمادي: تربية الأبناء هي حجر الأساس

أكد خالد عباس كمال العمادي، عضو مجلس الشورى، أن تربية الأبناء تُعد حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك ومستقر، وتقع مسؤوليتها الأولى على عاتق الأسرة، مشددًا على الدور المحوري للوالدين في ترسيخ القيم وتعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي للأبناء.

وأشار إلى أن هناك العديد من الجهات التي تسهم في دعم التماسك الأسري، إلا أن الأسرة تبقى الركيزة الأهم في هذا الجانب. كما نوّه إلى أن الاحتفال بيوم الأسرة القطري يجسّد اهتمام الدولة بتعزيز مفاهيم التماسك الأسري، لما لذلك من أثر بالغ في بناء مستقبل الوطن وضمان استقراره عبر أجياله القادمة.

شريفة العمادي:دور الأهل في الرقابة الواعية

من جانبها، تناولت الدكتورة شريفة العمادي، مدير معهد الدوحة الدولي للأسرة، التحديات المتزايدة التي تواجه الأسر في ظل الانفتاح الرقمي المتسارع، وسلّطت الضوء على آثار الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال، والمخاطر الأخلاقية والسلوكية المرتبطة بالألعاب الإلكترونية والمحتوى الرقمي المفتوح.

وأكدت على دور الأهل في الرقابة الواعية دون التسلط أو العزل، وضرورة توجيه الأطفال نحو المحتوى المفيد وتعزيز المهارات الرقمية الإيجابية. كما ناقشت الندوة نماذج بديلة للترفيه والتعلّم تُقلل من الاعتماد على الشاشات، إلى جانب آليات الحماية الرقمية للأسرة، مثل أدوات الرقابة الأبوية وتحديد أوقات الاستخدام.

خالد العبدالجبار: تهيئة بيئة رقمية آمنة

فيما قال الدكتور خالد العبدالجبار، المستشار التربوي في إدارة الحماية الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، إن الأسرة تلعب دورًا جوهريًا في تهيئة بيئة رقمية آمنة ومتوازنة للأطفال، خاصة في ظل التحديات المعاصرة التي فرضتها ثورة التكنولوجيا.

وجعل بينكم مودة ورحمة

أما الندوة النقاشية الثانية، فقد أُقيمت في المسرح المكشوف في الحي الثقافي – كتارا، بعنوان “وجعل بينكم مودة ورحمة”، وقدمها الأستاذ ياسر الحزيمي، مدرّب معتمد في تطوير الذات وخبير في العلاقات الأسرية.

استهدفت الجلسة الشباب المقبلين على الزواج، والمتزوجين حديثًا، وأولياء الأمور، وركّزت على سبل بناء علاقات زوجية ناجحة قائمة على التفاهم والتكامل العاطفي والسلوكي.

تصميم يروج ليوم الأسرة القطري 15 أبريل، يظهر silhouettes لعائلة مكونة من البالغين والأطفال يمسكون بأيدي بعضهم البعض، مع خلفية معالم معمارية شهيرة في قطر.

تناول الحزيمي خلال المحاضرة عدة محاور، أبرزها أهمية التأهيل الأسري قبل الزواج، والاستعداد النفسي والمعرفي لتكوين أسرة، والتحديات التي تواجه الأزواج الجدد وكيفية التعامل معها بطريقة بنّاءة، بالإضافة إلى دور الأهل في دعم العلاقة الزوجية دون التدخل السلبي.

كما ناقش الفروق بين الأجيال في فهم مفهوم الزواج وتأثيرها على استقرار الأسرة، مشددًا على أهمية بناء علاقات قائمة على الحوار والاحترام والتفاهم، واختتم المحاضرة بتقديم نصائح عملية للشباب لضمان حياة زوجية مستقرة وطويلة الأمد.

وتعكس هذه الفعاليات اهتمام دولة قطر العميق بالأسرة باعتبارها النواة الأساسية للمجتمع، حيث تعمل الدولة عبر مؤسساتها المختصة على تعزيز مكانة الأسرة وتمكينها من أداء دورها المحوري في التنمية الشاملة. وتحرص وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة على تقديم برامج توعوية وثقافية ومجتمعية تواكب تطورات العصر وتلبي احتياجات مختلف الفئات الأسرية.

شارك مع عائلتك

ويُعتبر يوم الأسرة في قطر مناسبة وطنية يُحتفل بها سنويًا في 15 أبريل، وقد وُلدت فكرته خلال مؤتمر الأسرة العالمي الذي نظمه المجلس الأعلى لشؤون الأسرة عام 2004، بمناسبة الذكرى العاشرة للسنة الدولية للأسرة، حيث دعت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر إلى تخصيص يوم للاحتفال بالأسرة، وتم اعتماد هذا التاريخ رسميًا في عام 2011. تدعو وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة جميع أفراد المجتمع للمشاركة في هذه الفعاليات، والاستفادة من البرامج والأنشطة المقدمة، التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الأسرة ودورها المحوري في المجتمع.

يوم الأسرة في قطر ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو فرصة والتفاتة تحظى بالتقدير والاحترام، لأنها تدعو للتفكير في مصير الأسرة، فلا تفوت هذه الفعاليات الوطنية الملهمة، شارك مع عائلتك في برامج يوم الأسرة في قطر، واكتشف كيف يمكن للوعي والمعرفة أن يبنيا مجتمعًا أكثر تماسكًا.