تقول الدكتورة أماني السيد مدرس علم النفس التربوي بجامعة القاهرة: إن الأم تشعر باحتياجات طفلها (ابن الخامسة)، ولديها وعي واستعداد لمتابعة كل ما يطرأ عليه..

وحددت الدكتورة أماني أن مشكلة الطفل ابن الخامسة تتمثل في فقد إحساسه بدور المدرسة وما تقدمه له من معلومات؛ وذلك نتيجة ما عكفت على تقديمه له قبل دخوله المدرسة أثابك الله عليه، والأمر هيّن بإذن الله لا يحتاج إلا إلى مزيد من الصبر ومضاعفة الجهد مع طفلك والحل سيأخذ جانبين:
الأول: تغيير مفهومه عن المدرسة والذي سبب فتوره ناحيتها.
الثاني: جهد يقع على عاتق الأم في الاستمرار في مواصلة ما بدأته من تعليمه وتثقيفه.

أولاً: بالنسبة للمدرسة:

1- لا بد من تغيير مفهوم طفل الخامسة عن المدرسة عن طريق الآتي:
تشجيعه على الاشتراك في أنشطة المدرسة المختلفة سواء الثقافية أو الرياضية أو الفنية … حتى يشعر أن المدرسة مكان لأنشطة لا توجد إلا في المدرسة، وأنها لا تقدم معلومات فقط بل خبرات أيضاً لم يتلقاها في البيت مما قد يزيد من جاذبية المدرسة له.


2- حرص الأم على أن يشترك طفلها في أنشطة المدرسة ذات الطابع الذي يحتاج إلى خبرات أوسع ومعلومات أكبر لا تتوفر إلا للطلبة النابهين ذوي الاطلاع مثل الاشتراك في الإذاعة المدرسية والصحافة والخطابة، والمسابقات التي تقام سواء بين الفصول أو بين المدارس أو مسابقات القرآن على مستوى الجاليات العربية، وكذلك الأنشطة البحثية …. إلخ فهذا من شأنه أن يضعه في مواقف تنافس مع نفسه فيسعى للتفوق عليها، ومواقف تنافس مع الآخرين مما يكسبه خبرات اجتماعية هامة، وهذا من شأنه أن يشعره أن المدرسة كيان وليس مجرد معلومات قديمة، واحذري أن تدفعيه إلى هذه الأنشطة عن طريق الأمر أو الإرغام بل عن طريق المناقشة والترغيب، بحيث يشترك فيها عن رغبة وحب وميل.


3- حرص الأم على تكوين صداقات مع مدرسين والتعرف على زملاء الطفل ومتابعته ومتابعة احتياجاته وآرائه حول المدرسة وما يدور فيها، واختيار معلم أو معلمة من أصحاب سعة الأفق والفهم لتعهدي إليه بمتابعته ورعايته في المدرسة.
أما الجانب الثاني: فيتعلق بالأسرة في البيت:
أ- الحرص على ألا ينقطع حديث الوالدين مع الطفل عن المدرسة وأنها مكان لعقد الصدقات الجميلة مع من في عمره، ورواية قصص مدرسية عندما كانا الوالدين في مثل سنه، وماذا كانت تعني المدرسة لهما وذكرياتهما الجميلة فيها؟!.
ب- عندما يرجع الطفل من المدرسة الحرص على سؤاله عن كل ما حدث بالتفصيل ومتابعة الأحداث الخاصة بأصحابه وسؤاله مثلا: ماذا فعل فلان؟ وماذا حدث في الموضوع الفلاني؟ وما رأيك في التصرف الفلاني؟ … إلخ وجعل ذلك مدخلاً لتوثيق صلته بالمدرسة، وسيشجعه على أداء الواجبات الاجتماعية نحو أصدقائه: زميل مرض يسأل عنه ويزوره، مناسبة جميلة عند صديق آخر يهنئه … إلخ بحيث تصبح المدرسة بمن فيها جزءًا من محيطه الاجتماعي ومعارفه.
ج- الحرص على ترغيب الطفل في حب القراءة والاطلاع، عبر الموضوعات التي يدرسها ، وجعلها مجالاً للتوسع في معرفة المزيد، مثلاً يدرس ليبيا في التاريخ (على سيبل المثال تحضر الأم خريطة للبلد وللقارة والبلاد المجاورة … ثم تشجعه على كتابة هذه المعلومات الجديدة وتقديمها في الإذاعة المدرسية أو يراسل مجلة للأطفال ويرسل لها هذا الموضوع في باب الإسهامات وهكذا في باقي الموضوعات ) …
ومن المهم عدم تركيز اهتمام الأم واهتمام الطفل في مجال واحد علمي مثلًا أو ديني ، بل لا بد أن تهتمي بكل المجالات على السواء، فطالما أنه بهذا الذكاء فلا بد أن يظهر هذا الذكاء تفوقًا بصفة خاصة في مجال معين، وهذا ما عليك محاولة اكتشافه من الآن.


4- وعندما يتبلور للأم نقطة تفوقه لا بد من مضاعفة الجهد فيها وتركزي عليها دون إهمال لباقي المجالات؛ لأن هذا ربما يكون نقطة تفوقه ودراسته في المستقبل.

وبهذه الطريقة إن شاء الله سوف يعود طفلك ابن الخامسة إلى نشاطه وحيويته واهتمامه بالمدرسة.
وهمسه أخيرة : لا تتوقفوا أبداً عن الدعاء أن يحمي الله ويبارك في أبناءكم ويعينكم على أداء الأمانة فيه، آملة أن ينفع الله به المسلمين قريباً ويكون قرة عينك لك في الدنيا والآخرة.