السحر: حقيقة أم وهم؟ كيف تعرف أنك مسحور؟ هل تجد نفسك مرهقًا نفسيًا أو جسديًا بلا سبب واضح؟ هل تعاني من أحلام مزعجة أو تغييرات غريبة في حياتك اليومية؟ ربما تكون قد تساءلت: “هل أنا مسحور؟”
السحر ليس مجرد أسطورة؛ إنه ظاهرة ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية. قال الله تعالى: “وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله” [البقرة: 102]، ما يؤكد تأثيره المحدود وفق مشيئة الله. بين التخييل والأذى الجسدي، يظل السحر لغزًا يثير فضول الكثيرين ويشغل عقولهم.
الحماية من السحر ممكنة، وكذلك علاجه. بقراءة الرقية الشرعية، مثل آية الكرسي والمعوذات، والالتزام بالأذكار اليومية، يمكنك أن تستعيد سلامك الداخلي وتطمئن بأن الله هو الحافظ. والأهم من ذلك، أن العلاج متاح وميسّر للجميع دون اللجوء إلى الخرافات.
كيف تعرف أنك مسحور؟ وإذا كنت تعتقد أنك مسحور أو تبحث عن الوقاية، قم بتحصين نفسك بالقرآن والأذكار، واستشر رقاة شرعيين موثوقين إذا لزم الأمر. لا تدع القلق يسيطر عليك، فالحل دائمًا يبدأ بالتوكل على الله.
السحر: حقيقة أم وهم؟
السحر حقيقة، وله أعراض تظهر على المسحور، كعدم القدرة على جماع زوجته، أو يخيل إليه أنه فعل أشياء وفي الحقيقة هو لم يفعلها، وكثيرا ما يحدث للمسحور اضطرابات نفسية أو جسدية، ولكن ظهور هذه الأعراض ليس معناه وجود سحر يقينا، فقد يكون سبب هذه الأعراض هو مرض نفسي أو عضوي. فكيف تعرف أنك مسحور؟
السحر موضوع يتكرر ذكره في العديد من الثقافات والأديان، ويُعدّ من المسائل الغامضة التي تُثير الفضول والقلق على حدّ سواء. في الإسلام، يُعتبر السحر ظاهرة موجودة ذات آثار واضحة على الأفراد والمجتمعات، وقد أشار النص الشرعي إلى وجوده وأثره. إذا كنت تتساءل كيف تعرف أنك مسحور؟ فإن الإجابة تتطلب فهمًا متعمقًا للسحر، أنواعه، تأثيره، والعلامات التي تدل على إصابة الشخص به. سنتناول في هذا المقال تفصيلًا دقيقًا لجميع هذه المحاور، مع توجيهات للوقاية والعلاج وفقًا لما ورد في الشريعة الإسلامية.
يقول الشيخ فيصل مولوي رحمه الله النائب السابق لرئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث : الحق أن العلماء اختلفوا في حقيقة السحر وتأثيره على الإنسان فقال جماعة من العلماء: أنه لا وجود للسحر وإنما هو وهم وتخييل من قبل الساحر، وأنه لا يضر إلا أن يستعمل الساحر سماً أو دخاناً يصل إلى بدن المسحور فيؤذيه، وهو قول المعتزلة، وأبو بكر الجصاص من الحنفية والبغوي من الشافعية، ودليلهم قوله تعالى: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ….) – الأعراف: 116-. وقوله تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) -طه: 66-.
وجمهور العلماء ذهب إلى أن للسحر تأثير على الإنسان، وأدلتهم كثيرة في الكتاب والسنة.
ما هو تعريف السحر؟
السحر في اللغة هو كل أمر خفي سببه وتحقق أثره. وفي الاصطلاح الشرعي، يُعرف السحر بأنه عمل خفي يتعاون فيه الساحر مع الجن والشياطين لإلحاق الأذى أو التأثير في حياة الآخرين بإرادة الله وقدره. يُصنف السحر ضمن الكبائر لما فيه من إفساد للنفوس والمجتمعات، ويستند غالبًا إلى استحضار القوى الشريرة لتحقيق غايات دنيوية.
كيف يعالج الإنسان نفسه من السحر؟
الوضوء والصلاة: بشكل منتظم.
قراءة الرقية الشرعية: آيات الحفظ مثل آية الكرسي والمعوذات.
الاغتسال بماء مرقي: وُرد في السنة النبوية استخدام الماء المقروء عليه للعلاج.
الصدقة: فهي تطفئ غضب الله وتدفع البلاء.
كيف تعرف أنك مسحور؟
الإجابة على سؤال: كيف تعرف أنك مسحور؟ أمر ليس سهلا كما يعتقد البعض، فهو أمر يقع فيه الناس في وهم كبير، فيظن أحدهم إذا أحس شيئاً غير مألوف أنه مسحور، وقد يكون هذا الأمر عادياً جداً، وعلى العموم للسحر أنواع مختلفة منها ما يتعلق بخفة اليد ويسمى الشعوذة، ومنها ما يتعلق بالرقى والتمائم وتسمى النُشرة والعزيمة، والتنجيم، وغير ذلك ثم إن الناس يخلطون بين هذه المفاهيم وبين أمور أخرى كالعين ومس الجن وما إلى ذلك.
ليس هناك وسيلة حاسمة لمعرفة ما إذا كان الإنسان مصاباً بسحر أو عين. وفي الغالب الأعم يصاب الإنسان بأمراض نفسية عضوية فيتوهم أنها من قبيل السحر أو مس الجن أو غير ذلك، لكن المصاب عادة بالسحر أو العين يتعرض لاضطرابات نفسية، وربما جسدية أيضاً، ويظهر عليه تغير في العواطف غير مألوف أو غير متوقع.
والمحافظة على الأذكار والرقى المأثورة من أهم عوامل الوقاية من السحر وهذه الآفات، فلتكن ثقة المؤمن بربه قوية، وليبعد عن فكره الأوهام، فإن ذكر الله عامل مهم في طمأنة النفوس، وهذه الأذكار لها مواضع وأوقات مخصوصة، فلا ينسها المسلم في يومه وليلته وفي كل حركته في الحياة. ا.هـ
يقول الشيخ عصام الشعار –عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين-:
السحر: هو عُقَدٌ ورقى وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه ليعمل شيئاً في بدن المسحور أو عقله من غير مباشرة له.
والسحر حقيقة وهو ثابت بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وإجماع من يعتبرون في الإجماع، قال تعالى: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) –الفلق:4- يعني: السواحر اللاتي ينفثن في عقدهن، وقال تعالى: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) -طه: 69-.
وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي ﷺ سحر حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله)، وفي رواية أخرى قالت: (حتى يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن).
والسحر له تأثير على المسحور، ولا علاقة لتأثير السحر بصلاح المرء أو فساده، فقد يكون المرء من عباد الله الصالحين، ومع هذا يصيبه السحر، ويكون هذا نوع ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، كغيره من أنواع البلاء التي تصيب المؤمن، فيزداد ذله وخشوعه وخضوعه وافتقاره إلى ربه، فيكثر من التضرع والرجاء، هذا بالإضافة إلى الابتلاء بذلك فيه تكفير للسيئات ورفع للدرجات.
والمسحور تظهر عليه أعراض السحر في الغالب، كأن يحبس عن امرأته فلا يستطيع جماعها، أو يتخيل حصول أشياء لم تقع، أو أن ينسى كثيراً، وقد تظهر الأعراض في صورة رؤى منامية، ولكن هذه الأعراض لا تدل يقينا على وجود سحر، فقد تظهر هذه الأعراض على غير المسحور، بمعنى أن يكون سببها عوامل نفسية، أو عضوية.
4 مؤشرات تدل أنك قد تكون مسحورا
لكي تعرف إذا ما كنت مسحورًا، هناك علامات وأعراض قد تشير إلى وجود السحر، منها:
التغيرات النفسية
- شعور دائم بالقلق والتوتر بدون سبب.
- كوابيس متكررة أو أحلام مرعبة.
التغيرات الجسدية
- خمول دائم أو آلام مجهولة السبب.
- فقدان الشهية أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
التغيرات السلوكية
- كراهية شديدة تجاه أشخاص معينين دون مبرر.
- الانطواء أو العزلة المفاجئة.
النفور من العبادة
- صعوبة أداء الصلاة أو قراءة القرآن.
- إحساس بالضيق عند سماع الأذان.
أنواع السحر
لإجابة سؤال كيف تعرف أنك مسحور؟ يجب أولًا التعرف على أنواع السحر، حيث تختلف طرقه وأهدافه، ومن أشهر أنواعه:
سحر التفريق:
يهدف إلى التفرقة بين الأزواج أو الأصدقاء.
سحر المحبة (العطف):
لجذب القلوب أو إجبار شخص على مشاعر معينة.
سحر التخييل:
يجعل الشخص يرى أشياء غير حقيقية.
سحر المرض:
يتسبب في أعراض جسدية أو نفسية مستعصية على العلاج.
سحر الربط:
يهدف إلى تعطيل الزواج أو العلاقة بين الزوجين.
سحر الأثر:
يعتمد على استخدام مقتنيات الضحية لإلحاق الضرر بها.
حكم السحر في الإسلام
السحر محرم في الإسلام، ويُعتبر من كبائر الذنوب التي تؤدي إلى الكفر، كما ورد في قول الله تعالى:
“وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يُعلمون الناس السحر” (البقرة: 102).
اتفق العلماء على تحريمه لما فيه من الاستعانة بالجن وارتكاب المحرمات. وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال:
اجتنبوا السبع الموبقات“، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر…” (رواه البخاري ومسلم).
السحر قسمان:
1 -شرك:
وهو الذي يكون بواسطة الشياطين يعبدهم ويتقرب إليهم ليسلطهم على المسحور.
2 – عدوان وفسق:
وهو الذي يكون بواسطة الأدوية والعقاقير ونحوها.
ويفهم من كلام العلماء في هذا الموضوع أن السحر إما كفر ويكون صاحبه مرتداً ويجب قتله.
هو إثم عظيم وكبيرة من الكبائر يوقع صاحبه (الساحر) في غضب الله القهار. وأنه لا يقلب الأعيان إلى أعيان أخرى. كالحجر ينقلب شجراً. بل ذلك تخيل من المسحور وأنه يؤثر على المسحور من الضرر حتى القتل نسأل الله السلامة من شر الأشرار.
لا شك أن تعاطي السحر من المنكرات العظيمة، بل من الشرك، إذا عرف أنه يستخدم الجن، ويسألهم، قال الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة:102] فجعلهم كفارًا بتعليم الناس السحر، ثم قال تعالى: (وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ )[البقرة:102]
حكم السحرة القتل لكفرهم؛ لأنهم يعبدون الجن، ويستعينوا بهم في إيذاء الناس، وفي ظلم الناس.
هل ذكر السحر في القرآن؟
نعم، ورد ذكر السحر في عدة مواضع في القرآن الكريم، ومنها:
قصة هاروت وماروت:
يقول الله تعالى: “وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر” (البقرة: 102).
قصة موسى وفرعون:
يقول الله تعالى: “قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين، قال ألقوا، فإذا حبالهم وعصيهم يُخيَّل إليه من سحرهم أنها تسعى” (طه: 65-66).
طرق الوقاية من السحر
الوقاية من السحر قبل وقوعه يكون بالاستعاذة بالله تعالى وبالإكثار من التعوذ بالمعوذات عند المساء والصباح، وعند التلاوة وافتتاح الصلاة والخروج من المسجد، وعند إتيان الأهل ودخول الخلاء وقراءة سورة البقرة، ولا سيما فواتحها وخواتيمها، وآية الكرسي والآيتان بعدها، والإتيان بمائة من: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وبقيام الليل، والمحافظة على الوضوء والصلاة في الجماعة.
ويرجع في أدلة هذه المسائل “الصارم البتار في التصدي للسحرة والأشرار” لـ وحيد عبد السلام بالي.
كما أنه يقي منه بإذن الله تعالى التصبح بسبع تمرات عجوة، للحديث الثابت في الصحيحين: “من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سُمّ ولا سحر”.
للوقاية من السحر، يمكن الالتزام بالخطوات التالية:
- المحافظة على الأذكار اليومية: مثل أذكار الصباح والمساء.
- قراءة القرآن: خاصة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذات.
- الاستعاذة بالله: من كل شر والحرص على التوكل عليه.
- تجنب الأماكن المشبوهة: التي يُمارس فيها السحر.
علاج السحر
وأما علاجه بعد وقوعه فيحصل بمعرفة مكانه فيستخرج ويتلف فيبطل معه السحر بإذن الله، كما عَمل النبي ﷺ لما سَحَرَه يهود. وتحصل بالرقية الشرعية،
كما تحصل باستعمال بعض الأدوية المباحة كالسدر وغير ذلك من الأدوية، كماء زمزم والعسل والحبة السوداء. وثبت عنه أنه قال: ماء زمزم لما شرب له رواه ابن ماجه، وصححه الألباني. وقال: الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام رواه البخاري ومسلم. وقال تعالى في العسل: يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ[النحل:69].
وللزيادة في الموضوع يرجع لكتاب “الصارم البتار” وكتاب “وقاية الإنسان من الجن والشيطان” لـ وحيد عبد السلام بالي وكتاب “فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين” لـ عبد الله الطيار.
ويكون العلاج كذلك بالقرآن ،فإن القرآن كله شفاء لقوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) [الإسراء 82].
وقد ورد عن النبي ﷺ الاسترقاء بـ “قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقال: لم يتعوذ الناس بمثلهن،” رواه مسلم.
وكان النبي ﷺ إذ اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين ونفث. متفق عليه. والنفث: النفخ.
وتعوذ النبي ﷺ بالمعوذتين لما سحره اليهود.
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لمن رقى بالفاتحة “وما يدريك أنها رقية” رواه البخاري.
وبالتالي لعلاج السحر يمكن اتباع الطرق التالية:
- الرقية الشرعية: بقراءة الآيات القرآنية والأدعية المأثورة.
- إزالة أثر السحر: إذا عُرف مكان السحر يمكن إبطاله.
- الالتجاء إلى الله: بالدعاء والتضرع.
- استشارة الرقاة الموثوقين: الذين يتبعون القرآن والسنة.
هل للسحر تأثير؟
نعم، للسحر تأثير بإذن الله، ولكنه محدود ضمن ما قدّره الله تعالى. يقول الله عز وجل:
“وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله” (البقرة: 102). هذا يوضح أن تأثير السحر لا يحدث إلا بإرادة الله، وأن الإنسان المؤمن يستطيع التغلب عليه باليقين والصبر.
يقول الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمونَ النَّاسَ السِّحْرَ ومَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابَلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِه بَيْنَ الْمَرء وَزَوْجِه وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِه مِنْ أَحَدٍ إلَّا بِإذْنِ اللهَ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَن اشْتَرَاه مَالَه فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِه أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون) (سورة البقرة: 102).
تفيد الآية الكريمة المذكورة عدة أمور:
(أ) أن السحر حقيقة تاريخية موجودة، بصرف النظر عن كونه تخييلاً يجعل الإنسان ينظر إلى الشيء على غير حقيقته، أو كونه يقْلب الشيء عن حقيقته ويحوِّله إلى حقيقة أخرى، والذي يجب الإيمان به أن ما كان من انقلاب عصا موسى إلى حَيَّة ليس سحرًا، وإنما هو معجزة من صُنع الله تعالى، خَرَقَ بها العادة، وحوَّل حقيقة العصا الجامدة الميتة إلى حية متحركة بقدرته سبحانه، ثم أعادها بقدرته أيضًا إلى حقيقتها الأولى.
وجاء تعبير القرآن الكريم عما فعله السحرة بقوله (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسَ واسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ(سورة الأعراف: 116)، وقوله تعالى (يُخَيَّلُ إِلَيْه مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) (سورة طه: 66).
(ب) أن للسِّحر تأثيرًا بالنفع والضُّر (يُفَرِّقُون بِه بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه).
(ج) أن تأثيره لا يكون إلا بإذن الله (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِه مِنْ أَحَدٍ إلَّا بِإذْنِ اللهِ).
(د) أن السِّحْر كُفْرٌ (وَلَكِنَ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أّحَدٍ حَتى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُر).
كيف يعرف الإنسان أنه مصاب بالعين؟
العين تختلف عن السحر ولكنها قد تسبب أعراضًا مشابهة، ومنها:
– الإعجاب الزائد بشيء أو شخص
– كثرة الأمراض بدون أسباب طبية واضحة.
– توقف النجاح أو البركة في أمور الحياة.
علامات السحر والحسد في البيت
هناك عدة علامات للسحر والحسد قد تكون لها مظاهر في البيت مثل:
- تعطيل الأمور: كعدم إتمام الزواج أو العمل.
- الخلافات العائلية: بشكل مستمر دون أسباب واضحة.
- تلف الممتلكات: مثل تعطل الأجهزة أو فساد الطعام.
- شعور غريب بالضيق: عند دخول البيت.
أعراض السحر أو المس أو الحسد
للسحر والمس والحسد عدة أعراض تظهر في مظهر الإنسان وسلوكه:
- الجسد: صداع مستمر، آلام مجهولة، ضعف في الجسد.
- النفس: الاكتئاب، الخوف المفاجئ، الكوابيس.
- السلوك: تصرفات غير طبيعية مثل الغضب المفاجئ.
خلاصة
السحر ظاهرة قديمة وموجودة لها تأثيرها، ولكن المسلم يمكنه التغلب عليها بالاعتماد على الله والتحصن بالأذكار والقرآن. إذا كنت تتساءل كيف تعرف أنك مسحور؟ فالعلامات واضحة ويمكن التعامل معها بالطرق الشرعية. والسحر موجود وله آثار، لكنه محكوم بمشيئة الله، ويُعد اختبارًا للمؤمن. العلاج والوقاية متوفران لكل مسلم باللجوء إلى الله والتمسك بالقرآن والسنة. لا يجب التسرع في الظن بالإصابة بالسحر، فقد تكون الأعراض ناتجة عن أسباب نفسية أو طبية، لذا يُنصح بالتروي واستشارة المتخصصين الشرعيين.