لا يزال “الإعجاز العلمي” قضية موضع جدل على الأقل، وحولها الكثير من الانتقادات المعرفية والعلمية التي لها أهلها من المشتغلين بالتفسير وعلوم القرآن والفكر، وخاصة قضايا التأويل، وهؤلاء هم أهل التخصص في هذا الميدان الذي تجرأ عليه الكثيرون، وأصبح “موضة” شائعة في السنوات الأخيرة، والبعض يقرأ الاشتغال بقضية الإعجاز العلمي على أنها تعبر عما انتهت إليه الحال في عالمنا الإسلامي من تردٍّ معرفي لاذ الناس على إثره بالإعجاز العلمي فرارا من إحساس رهيب بالفشل والتراجع الحضاري، وآخرون يرون أن القائلين بالإعجاز العلمي فُتنوا بالعلم التجريبي إلى حد الإيمان به كمطلق ونهائي ويقين لا يجوز بحقه الشك، ولا حق في انتقاده ومراجعته، كما أنهم -أو بعضهم على الأقل- تأثروا بشكل مستتر بالحداثة الغربية المادية -وإن تبرءوا منها- فالحديث هنا عن الوعي واشتغاله والمساحة التي يتحرك فيها وتشكل سقفه المعرفي، وهذا كله قد يقع دون وعي من هؤلاء، ومن الانتقادات أيضًا: الخلط بين كلام الله المقدس المطلق الثبوتي وبين أفهام واجتهادات وعلم البشر فيما شبهه بعض المنتقدين بفتنة خلق القرآن الكريم.

هذه الإشكالات والانتقادات -وهي بعضٌ مما يُطرح حول الإعجاز العلمي- نطرحها على الدكتور زغلول النجار، الذي صار علما على قضية الإعجاز العلمي، لنسمع ردوده عليها، ونترك الحكْم بعدها للقراء والمهتمين.

وما يلي هو نص الحوار الذي دار بيننا، وقد آثرت أن أنقله بدقة، ومن دون أي تحسينات، ولن أعقب عليه إلا فيما يخص دقة المعلومات، وسأكتفي فقط بوضع خطوط تحت ما يستحق النقاش:

تابع في نفس الملف:

اقرأ أيضا:


** باحث وصحفي مصري.