أخي العزيز عزيز؛
أهلاً ومرحبًا بك.
طلبك الحديث عن الدكتور الفاضل عمر الأشقر أمرٌ يستحقُّ أن أشكرك عليه؛ لأنَّ الدكتور عمر الأشقر أحد الشخصيَّات التي ظُلِمت على المستوى الإعلاميّ ، رغم أنَّه عالمٌ متميِّزٌ ومتفرِّد.
قد يكون سبب عدم شهرته أمرٌ يرجع إلى طبيعته الشخصيَّة، إذ هو شخصٌ هادئٌ لا يحبُّ الأضواء ولا يلتفت إليها، وهذا ما قد يجعل وصول وسائل الإعلام إليه قليلاً، بل نادرًا.

لقد أكرمني الله تعالى أن التقيت بالدكتور عمر، وعرفته عن قرب حين كان في الكويت، ومنذ صغري وأنا أستمع لدروسه وخطبه، أسعى إليها سعيًا حثيثًا، ثمَّ يسَّر الله تعالى لي أن أقترب منه أكثر وأكثر، فوجدت فيه صدقًا وإخلاصًا – ولا أزكِّي على الله تعالى أحدًا – كما لمست صفاء عقيدته، ودفاعه المستمرّ عن أهل السنَّة والجماعة، وعقيدة سلفنا الصالح، كما عُرِف بعدم خوفه أحدًا في قول الحقِّ، وهذا ما عرَّضه للكثير من المتاعب والمشكلات مع مَن لا يعجبهم مثل هذه الشخصيَّات من العلماء ذوي العزَّة بدين الله تعالى.
والشيخ الدكتور عمر الأشقر اعتمد في منهجه الفقهيِّ أساسًا على صحيح الحديث الشريف، وهذا ما جعل فتاواه منضبطةً ذات تأصيلٍ شرعيٍّ واضح.

هذه مقدِّمةٌ أحببت أن أذكرها لعالِمٍ كان له فضلٌ كبيرٌ عليَّ، اعترافًا منِّي بهذا الفضل ، وتقديرًا لهذا الرجل الذي لو كانت أمَّتنا في حالتها الطبيعيَّة لكان له شأنٌ غير هذا، وحسبه أنَّ الله تعالى يعلم ما قدَّم، وسيكون له الأجر الجزيل من الله تعالى إن شاء الله تعالى، أمدَّ الله تعالى في عمره وزاد عمله حُسنًا وإصلاحًا، وجمعني به في ظلِّ عرشه سبحانه، جلَّ شأنه وعلا.

وقد أمدنا الأستاذ علي صبري، مراسل الموقع في الأردن، مشكورًا بهذه المعلومات عن فضيلة الدكتور الأشقر:
اسمه:
عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر.

مولده:
ولد عام 1940م بقرية برقة التابعة لمحافظة نابلس بفلسطين، وهو من بيت علم، إذ إنَّ أخاه هو الدكتور محمد سليمان الأشقر، أحد علماء أصول الفقه القلائل، الذين يمتلكون ناصية هذا العلم ومقاليده.

طلبه للعلم:
خرج الشيخ عمر – حفظه الله تعالى – من فلسطين وهو ابن ست عشرة سنةٍ، إلى المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وأكمل دراسته الثانويَّة العامَّة هناك، ثمَّ أكمل الدراسة في الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة، وحصل على البكالوريوس من كليَّة الشريعة، ومكث فيها فترةً من الزمن، ثمَّ غادر إلى الكويت عام 1966م، واستكمل الشيخ – حفظه الله – رحلته العلميَّة بدراسة الماجستير في جامعة الأزهر، ثمَّ حصل على الدكتوراه من كليَّة الشريعة بجامعة الأزهر عام 1980م، وكانت رسالته في “النيَّات ومقاصد المكلَّفين” في الفقه المقارن، وعمل مدرسًا في كليَّة الشريعة بجامعة الكويت.

بقي الشيخ بالكويت حتى عام 1990م، ثمَّ خرج منها إلى المملكة الأردنيَّة، فعُيِّن أستاذًا في كليَّة الشريعة بالجامعة الأردنيَّة حتى وقتنا هذا.

مشائخه:
الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله تعالى-، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى – ، والشيخ عبد الجليل القرقشاوي من مشايخ الأزهر.

كما للشيخ العديد من التلاميذ، نذكر من بينهم – على سبيل المثال – الشيخ إبراهيم العلي.

مؤلَّفاته:
للدكتور عمر الأشقر مؤلَّفاتٌ كثيرةٌ نذكر منها:
– مقاصد المكلَّفين فيما يُتعبَّد به ربُّ العالمين.
– سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنَّة، وتشمل: “العقيدة في الله – عالم الملائكة الأبرار – عالم الجنِّ والشياطين – القيامة الكبرى – القيامة الصغرى – الرسل والرسالات – القضاء والقدر“.
– أصل الاعتقاد.
– أسماء الله وصفاته في ضوء اعتقاد أهل السنَّة والجماعة.
– القياس بين مؤيِّديه ومعارضيه.
– الشريعة الإلهيَّة لا القوانين الجاهليَّة.
– الصيام في ضوء الكتاب والسنَّة.
– حكم المشاركة في الوزارة والمجالس النيابيَّة.
– المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدُّم.
– معالم الشخصيَّة الإسلاميَّة.
– نحو ثقافةٍ إسلاميَّةٍ أصيلة.
– جولةٌ في رياض العلماء وأحداث الحياة.
– مواقف ذات عِبَر.
إضافةً إلى العديد من الأبحاث والدراسات الأخرى.

عنوانه:
الدكتور عمر مقيمٌ في الأردن في عمَّان، وله دار نشر اسمها “دار النفائس” في منطقة “العبدلي” مقابل عمارة جوهرة القدس في عمَّان.
رقم الهاتف: 5693940 (009626)
البريد الإلكتروني: [email protected]
يمكنك الاتصال بدار النفائس، والسؤال عن فضيلته هناك.

أخي عزيز،
هذه بعض المعلومات عن الدكتور عمر الأشقر – حفظه الله تعالى – أتمنَّى أن تكون قد كفتك ، وأن نكون قد أعطينا الشيخ الدكتور عمر بعض قدره وحقِّه الواجب علينا.
نتمنَّى أن نسمع منك دائمًا.

ثقافة ومعارف