مصطلح التوحيد
التوحيد في اللغة وحّد: أصل واحد يدل على الانفراد (1)، وتوحَّد: بقي مفردا، ووحَّده توحيدا: جعله واحدا، والأوحد والمتوحّد : ذو الوحدانية (2). والله الواحد الأحد: ذو الوحدانية والتوحد، والله الأوحد والمتوحد وذو الوحدانية، ومن صفاته الواحد الأوحد، والواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، والأحد منفرد بالمعنى (3).التوحيد في الاصطلاح الشرعي
هو الإيمان بالله تعالى وحده، والشهادة بأنه إله واحد لا شريك له (4) وفسر أهل السنة التوحيد بنفي التشبيه والتعطيل والمنادّة؛ فالله عز وجل منفرد بذاته، وصفاته وأفعاله لا نظير له ولا شبيه له، متفرد بصفات الكمال ونعوت الجلال، فهو واحد في ذاته لا انقسام له، وفي صفاته لا مثيل له، وفي ألوهيته وملكه وتدبيره لا شريك له ولا رب سواه ولا إله غيره (5).مصطلح الإخلاص
الإخلاص في اللغة خلص: هو تنقية الشيء وتهذيبه (6)، وخلص خلوصا وخالصة: صار خالصا والخالص: كل شيء أبيض يمتاز بالصفاء كالثلج (7). وأخلصه وخلّصه وأخلص لله دينه: أمحضه، والمخلص الذي أخلصه الله تعالى وجعله مختارا خالصا من الدنس (8).الإخلاص في الاصطلاح الشرعي
هو ترك الرياء والسمعة، وهو إسلام الوجه لله، بإخلاص القصد والعمل له، وقيل: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة، وقيل تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين، وقيل استواء أعمال العبد في السريرة والعلانية، وقيل تصفية العمل من كل شوب (9).صيغ التوحيد والإخلاص كما جاءت في القرآن الكريم
جاءت صيغ التوحيد في القرآن الكريم أربعة:- وحده: { وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا } (الإسراء: 46)
- واحد: { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } (البقرة: 163) .
- واحدا: { وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا، لا إله إلا هو } (التوبة: 31)
- أحد: { قل هو الله أحد } (الإخلاص: 1)
- مخلصا: { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين } (الزمر: 2)
- الخالص: { ألا لله الدين الخالص } (الزمر: 3) .
- مخلصون: { ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون } (البقرة: 139)
- مخلصين: { هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين } (غافر: 65)
الفرق بين التوحيد والإخلاص
أولا التوحيد
إن التوحيد متعلق بألوهية الله عز وجلّ وربوبيته وأسماءه وصفاته، وحده لا شريك له، وهذا الإفراد في الاعتقاد. والخبر نوعان:- الأول: إثبات مباينة الرب تعالى للمخلوقات وعلوه فوق سبع سماوات واستوائه على عرشه كما يليق بجلاله، وفق ما جاءت به الكتب المنزلة وأخبرت به جميع الرسل.
- الثاني: إفراده سبحانه بصفات الكمال وإثباتها له على وجه التفصيل، كما أثبتها لنفسه وأثبتها له رسله منزهة عن التكييف والتحريف والتعطيل والتمثيل (10).
