كتاب مشاهير ومجاهيل (1)

سيرة علماء وشخصيات في الدين والفقه والدعوة والإصلاح

لقد حمل رسولنا الكريم محمد ﷺ أمانة تبليغ كلمات الله تعالى إلى
العالمين لما فيه من هداية وخير للبشرية. وقد أدى ﷺ الأمانة على أكمل
وجه، وترك لنا من الإرث ما ينفعنا دنيا ودينا.
لكن هذا الإرث الذي تركه رسول الله رحمة للعالمين، حمل أمانته في الحقيقة رجال أتقياء
معروفون وأخفياء، إذا غابوا لم يُفتقدوا، وإذا حضروا لم يُذكروا في ضوضاء الزحام
وبريق الأضواء التي يصعب أن يجاريها علماء أجلاء صدقوا النية مع الله لاستكمال
الرسالة وتبليغ كلمة الله على الأرض، فكان القرآن الكريم لهم زادا هيأوه لكل من آمن بالله
ورسوله، ومرجعا لمن أراد أن يفهم الدين الإسلامي الحنيف والحضارة الإسلامية.
وكان هدفهم ومشروعهم الذي أوقفوا عليه حياتهم هوتفسير القرآن الكريم أوترجمة
معانيه من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية، أوالدفاع عنه في المقامات والمناسبات،
فكانوا فتحا جديدا للإسلام، يحفظ كلام الله من كل تحريف، ويتصدى لهجمات كل من
يريده بسوء.
لكن هؤلاء العلماء الذين أضاءوا الطريق بنور القرآن، ليسوا وحدهم، ففي هذا العالم
رجال ونساء من كل حدب وصوب، ومن كل أصل وثقافة ودين ومجتمع، قدموا للإنسانية
أعمالا جليلة في مختلف الثقافات والعلوم، منهم أطباء ومهندسون ومترجمون وقضاة
ومؤرخون ورحالة ومكتشفون وفلاسفة وأدباء.. وهؤلاء كلهم أوبعضهم، هم ”مشاهير“
لدى فئة من الناس و“مجاهيل“ لدى فئات أخرى.