
ان اسمُها عابرة.. ارتقت فوق الأسماء، عبرت فوق هشيمِ الحرف.. صار العبورُ لها فعلًا، لا اسمًا ولا كلمات.. تخلّت عن كلّ الأسماءِ.. ما عادت الأسماءُ تعنيها… هي اليوم في بحثٍ دائمٍ عن المعنى.. عن النبضِ الغائصِ في بحرِ الكلمات…

إن الجهد الشخصي في محاولة التجرد والتزام الموضوعية مهم جداً في جانب العلوم (الإنسانية).. وبما أن التجرد التام والموضوعية المطلقة، يتعذر تحقيقهما بشكل كامل، فإن رفع الحساسية تجاه الانطباعات الشخصية إلى أقصى حد ممكن، هو المتوقع والمطلوب ممن يريد أن يصنع جزءاً من الإرث المعرفي، لا سيما في العلوم الإنسانية.

لقد كشف فيروس كورونا كوفيد 19 حقيقة العالم بأسره، هذا العالم الذي تطاول في البُنيان، واستمرأ النعم بلا حمد أو شكران، كما انغمس في مستنقع المادية إلى أخمص قدميه بلا حدود، وافتتن بمتعه وشهواته إلى أن وقع في دركات البهيمية، حيث لبّى حاجات الجسد في إغفال تام للتوزان المطلوب بين الروح والجسد، أضِف إلى ذلك

من بين الآفات التي تعرقل سبل الحواربين الناس، وتحجبهم عن الرؤية الواضحة للأمور، التخندق الفكري والنظرة الأحادية، والذي يتمثل في امتلاك الأفراد والجماعات لقناعات يتم ترسيخها تدريجيا، بشكل يصعب معه قبول آراء الآخرين مهما حاول هذا الآخر لتعزيز آرائه وتجويد عرضها.

من عجائبِ الأطفال أنّهم سريعو المللِ والضجر من كلِّ محفّزٍ خارجيٍّ يتلقّونه، أو أيّ مكافأةٍ تشجيعيّة يحظون بها؛ حتّى وإن كانت في السابق من أحبِّ الأشياء إليهم، وأعظمها قيمةً عندهم. فإن كرّرتَ لهم قصة قبل النوم، أو أنشودةً يحبّونها، ملّوا منها وقصدوا إلى غيرها وإن كانت الأولى أمتع وأجمل، وإن كرّرت لهم صنفًا من أنواعِ

دائما أسال هذا السؤال لأصدقائي ما هي إنجازاتك؟ وطبعا أكثر الإجابات تكمن في كلمة لا أعرف! أو ليست لدي إنجازات، وغير ذلك من العبارات التي تلبس تارة ثوب التواضع المذموم، وتارة أخرى تبين عدم معرفة الشخص لنفسه، أو بالأحرى عدم يقينه بما قدم في الحياة وذلك لأنه لا يعي المعنى الحقيقي لوجوده في الدنيا. في