التراث

إن مجتمعاتنا تعيش أزمة حضارية، وتلك حقيقة مؤكدة، ولهذا لم يعد السؤال: هل نحيا أزمة حضارية أم لا؟وإنما: كيف نخرج من الأزمة التي نحياها؟

نظمت مكتبة قطر الوطنية ندوة إلكترونية شارك فيها عدد من الخبراء لمناقشة الجهود المبذولة لمكافحة التهريب والاتجار غير الشرعي بالمخطوطات والمواد التراثية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

حوار مع الأكاديمي المغربي د. حمزة النهيري؛ وهو أستاذ باحث بمختبر العقائد والأديان بجامعة الحسن الثاني

لطالما أثير النقاش حول مفهوم "التراث الإسلامي"، وكيفية التعامل معه، وحدود مساحات الأخْذِ والترك منه، والمعيار في ذلك.. إضافة إلى تساؤل مهم حول علاقة القرآن الكريم والسنة النبوية بهذا التراث: هل هما داخلان فيه، يسري عليهما ما يسري عليه؛ أم خارجان عنه ومتمايزان؛ بحيث نتعامل معهما بطريقة غير التي نتعامل بها معه؟

التراث كلمة واسعة الدلالة، وهى من حيث اللغة عربية فصيحة، بل قرآنية مُبينة .. وأصل الكلمة، من مادة وَرَثَ فالورث والإرث والوِراث والتراث.. كلها بمعنى واحد. وكلمة التراث أصل التاء فيها حرف الواو، فهي الوراث وهى تعنى: ما يتركه الإنسان لورثته الذين أتوا من بعده .. وجاء في القرآن الكريم: [وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمّا] .. (الفجر:19).

من حين لآخر، يثار الجدل حول "التراث" وما يتصل به؛ من حيث أهميته، وكيفية قراءته، وضرورة تجديده، وصولاً إلى إمكانية تجاوزه والنظر إليه على أنه عائق أمام اللحاق بقطار العصر!