الدراسات المستقبلية
يعبر فكر ساردار عن مزيج ثري من المعارف والعلوم. وهو يرى نفسه أنه أقرب إلى أبي الريحان البيروني عالم الإسلام الموسوعي الذي عبر عن تداخل العلوم والمعارف حتى الهويات
في إطار التضافر المعرفي، يعمل باحثون في ميدان الطب( الجهاز العصبي) وعلماء النفس( علم النفس الاجتماعي) وعلماء الدراسات المستقبلية على توظيف “الحدس”(intuition) في مجال التنبؤ في مختلف ميادين الحياة لا سيما التنبؤات التي تعبر عن مستويات دون الاتجاهات الأعظم(Mega-trends) مثل الأحداث والاتجاهات الفرعية والاتجاهات، ثم يتم قياس ومقارنة درجة التقارب والتباعد بين نتائج التنبؤات المبنية
لأن المستقبل يأتي قبل اوانه بفعل تسارع ايقاع التغير ، فان رصد وقياس حركة ومكونات الظواهر وبمنهجية كلانية(Holistic) اضحى احد مسلمات التخطيط لمن يريد الاتساق مع الحياة المعاصرة والتخلص من النظرة الدهرية .
طيلة تدريسي لهذا الموضوع أو خلال الدورات التي اعقدها في هذا الموضوع، كثيرا ما أثار الطلاب او المتدربون موضوع التنبؤات الواردة في النصوص الدينية ، وقد تناقشت طويلا في هذا الموضوع مع أساتذة من كليات الشريعة في الدول العربية، وقد ارسلت لي إحدى الجامعات العربية رسالة دكتوراة عن التنبؤات في الكتب الدينية (القرآن والتوراة بشكل رئيسي). لتقييمها.... وفي سياق هذا الموضوع أود التوقف عند بعض الملاحظات التالية لإثراء المناقشة:
إذا تجاوزنا التراث العربي الاسلامي بما فيه من كهانة وعرافة وما شاكلها من محاولات ، فإن تأصيل دراسة المستقبل كحقل علمي له مناهجه وتقنياته في العالم العربي لا يشير الى ثراء في هذا الجانب، ومع ان فكرة الدراسات المستقبلية طرحت عام 1793 على يد المفكر الفرنسي كوندرسيه والذي تنبا بظاهرة العولمة،فإن الدراسات المستقبلية كمصطلح ظهرت عام 1920 على يد العالم كولم جلفلين(Colum Gilflin)
في إطار مشروع بحثي لمستقبل المنطقة العربية تبين لي ان هناك 32 متغيرا تؤثر على رسم صورة المستقبل العربي، وعند تحليل هذه المتغيرات يجب تحليل التأثير المتبادل بين هذه المتغيرات، وهذا يعني قياس معامل الارتباط بين المتغيرات خلال الفترة من 2000 الى 2010 ثم من 2010 الى 2019، وهو ما يستدعي بناء جدول استنادا الى جداول فرعية عددها 32 ضرب 31 يساوي 992 جدولا. ويتفرع من كل متغير مركزي متغيرات فرعية يصل مجموعها لكل المتغيرات 128 متغيرا فرعيا.