العالم الإسلامي

صدور العدد السابع عشر من تقرير "قضـايـا ونـظرات" الفصلي عن مركز الحضارة للدراسات والبحوث، في أبريل 2020، في (123) صفحة، مُعطيا اهتماما خاصا للمسلمين خارج النطاق العربي

برزت في الآونة الأخيرة الحاجة إلى استدعاء "التزكية الروحية" أو "التصوف"، خاصة مع الأزمات المتعددة التي يمر بها عالمنا، وتضغط على الإنسان وترهقه.. وهو ما دعا البعض ليعتبر "الجانب الروحي" في الإسلام أحدَ المداخل المهمة لمخاطبة الإنسان المعاصر؛ بعد أن شقي بماديته، وتاه في فراغ روحي.

ونحن على مشارف نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، لازال العالم الإسلامي بمختلف أطيافه وألوانه، يلعب دور المراقب لِما يجري ويحدث دون أي فاعلية تُذكر أو دينامية تُستطر، فالآخر يفعل ما يشاء وكيف يشاء، ويخترع ويجرب كيف يريد، لا يثنيه أحد ولا يصرفه صارف، فلما كان الفكر الإسلامي راسما لخارطة طريق الأمم، صار فقط يرصد لنا ما تقترفه أيدي الآخرين مع الإنكار المستهلك، أو ما يكتشفه الآخر مع الإشادة به، أوالتوبيخ لِأفراد الأمة لما فاتهم من الِاكتشاف.

كلما اطلع المرء على سير المستشرقين، تلقفته موجتان متناقضتان من الانفعالات:الموجة الأولى: الإعجاب والانبهار بما تضمنته سير أولئك القوم من الخصال المحمودة في ذاتها، كالجلَد المدهش، والاجتهاد الشديد، والتضحية الجمة والإقبال على التعلم، وركوب المخاوف والمخاطر في سبيل الوصول إلى أهدافهم وأهداف من أرسلهم.والموجة القانية: الاشمئزاز والاحتقار للأهداف الوضيعة التي يعملون من أجلها، والوسائل التي ينتهجها البعض منهم، والتي تتنزل إلى دركات الانحطاط الأخلاقي في أحيان كثيرة.

عظمة العصر الذهبي في العلوم لم تأت من حقيقة أن أولئك العلماء كانوا أفضل الناس، بل لأنهم عاشوا في مجتمع منفتح على مدرسة البحث وطرح الأسئلة

قررت فتح هذا الملف الساخن أملا في المساهمة مع القائمين على هذا القطاع الخيري في كل دول العالم الإسلامي لرفع كفاءته المهنية، ومكانته الإنسانية والاجتماعية