القرآن والاستشراق المعاصر

تعرض القصص القرآني لهجمات وطعون منذ نزول القرآن الكريم، فقيل عن قصصه أنها أساطير وأكاذيب، وأنها مختلقة ومنتحلة، وهي افتراءات لازمت القصص القرآني مع الاستشراق الذي أعاد تكرار كثير منها، محاولا منحها قدرا من المنهجية والعلمية.

أحد عقبات الاستشراق في فهم القرآن الكريم هي أنه يسلك في التعامل مع القرآن نفس المناهج التي اتبعها مع دراسة التوارة والإنجيل، فالنص يُحسَبُ عُمُرُه بحساب أقدم المخطوطات المعثور عليها منه، لكن القرآن يختلف عنهما، إذ تواتر التلاوة هو أصل في إثبات النص القرآني، لذا عرف تاريخ الإسلام على امتداد عصوره ظهور طبقة القراء، الذين يحفظون القرآن بالتواتر بأسانيد معروفة ومتصلة حتى النبي-صلى الله عليه وسلم.

يعد تفسير المستشرقين للقرآن ظاهرة جديدة وقليلة، فهو يعتمد مناهج البحث المتبعة في تفسير الكتاب المقدس، ويعتمد منهجية العلوم الإنسانية

تناولت الدورية مدارس الاستشراق في التعامل مع القرآن الكريم، ومنها مدرسة الاستشراق الألمانية وعرضت أشهر المشترقين الألمان، وأشهر ترجماتهم للقرآن، وأشهر بحوثهم القرآنية، ودورهم في طباعة المصحف، كما عرضت مدرسة الاستشراق الفرنسي وآثارها في الدراسات القرآنية.