إنَّ الكتاب يُغَير القارئ أوَّلا، ويخلق في وعيه حرارة المعرفة، ويَدفع به إلى الفعل و الأثر في الواقع ثانيا، وكم يقُصُّ علينا التَّاريخ نماذج حضارية وإنسانية ..
لا جدال في أن "التاريخ" يمثل رافدًا مهمًّا من روافد الوعي والمعرفة، ورصيدًا لأي أمة تمتح منه زادًا لحاضرها ومستقبلها.. ونحن المسلمين في أمسِّ الحاجة لإعادة قراءة تاريخنا، ومراجعة ما يتصل به من قضايا الفكر والنهوض والتجدد الحضاري؛ حتى نكون على بصيرة من خطواتنا ومسيرتنا.وفي هذا الحوار نتوقف مع الأكاديمي الجزائري د. مولود عويمر، لنقلب معه صفحات فكرية وأوراقًا حضارية تتصل بالتاريخ والحضارة وإشكالياتهما.
ما هو مفهوم نقد الحضارات وما موقف مالك بن نبي والعسيري من نقد الحضارة الغربية؟
على مدار ثلاثة أيام استقبلت الدوحة كوكبة بارزة من الشخصيات القطرية والدولية والعلماء والباحثين والمفكرين، الذين شاركوا في مؤتمر دولي حول "أسئلة النهضة في الذكرى السبعين لكتاب ’شروط النهضة‘ لمالك بن نبي" كان عبارة عن حوار أكاديمي حول مشروع النهضة للمفكر مالك بن نبي، الذي طرح للنقاش في سياق القوانين العالمية (السنن)، التي أدرجها في منهجيته، ودراسته للظواهر الفكرية والثقافية والاجتماعية والحضارية، وهي أفكار لا تزال حاليا مصدر اهتمام واحتفاء في كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي.
يقدم كتاب (العفن) الجانب الأكثر صراحة من الذكريات والمذكرات لصاحبه فيلسوف الحضارة مالك بن نبي، فمذكراته الرئيسة (مذكرات شاهد القرن) كانت هادئة في أسلوبها على الأقل. نفث ابن نبي في كتاب (العفن) ما كان يطوي عليه صدره من محن ومقاساة نفسية وأسرية واجتماعية إلخ خلال عشرين سنة، وكما قال هو نفسه عن الكتاب إنه “خلاصة
المفكر و الفيلسوف المسلم مالك بن نبي أحد الذين اهتموا بشكل جذري بالتأصيل لمشكلة الحضارة ودورها في تشكيل وعي الشعوب ومواجهة تحديات التنمية والبناء، ويعتبر بن نبي أن مشكلة الحضارة في العالم الإسلامي وما ينبثق عنها من تحديات تواجه العقل المسلم في مجالات الحياة المختلفة تحتاج للكثير من التحليل والدراسة للوقوف على الأسباب الحقيقة التى
ثمة آراء متعددة في تفسير حالة التدهور والانحطاط التي انزلق إليها المسلمون في القرنين الأخيرين، والتي أصابت حياتهم على المستويات كافة؛ تربويًّا، وتعليميًّا، واجتماعيًّا، واقتصاديًّا، وسياسيًّا، وغير ذلك. من بين هذه الرؤى المتعددة تبرز رؤيتان أساسيتان، من المهم أن نتوقف عندهما، ونتبين مواطن التميز أو الخلل فيهما. الرؤية الأولى: وقد بلورها المفكر مالك بن نبي
قال د. بدران مسعود بن لحسن، الأكاديمي الجزائري، إن مالك بن نبي مدرسةٌ في الفكر الإسلامي المعاصر، لم ينصب اهتمامه على تفسير النص، ولكن اتجه إلى دراسة سنن التخلف والتحضر
يعتبر كتاب :”المسلم في عالم الاقتصاد” من أهم كتب المفكر الجزائري مالك بن نبي. بيدَ أني ألاحظ أن هذا الكتاب المهم جدا، لم يأخذ نصيبه الطبيعي من الدراسة والشهرة عند القراء والمهتمين بتراث مالك بن نبي على الأقل، مقارنة ببعض كتبه الأخرى التي أشبِعَت دراسة ونقدا. ولعل ذلك يعود إلى جملة أسباب منها موضوع الكتاب،
يركز مالك بن نبي في تصوره للأزمة الحضارية وما يرتبط بها من عناصر مختلفة على المشكلة الفكرية التي يعاني منها العالم الإسلامي منذ عصر ما بعد الموحدين** ويرى أن الجانب الفكري هو الأساس في المشكلة التي نحن بصددها. إن الأفكار لا تتمتع في المجتمع الإسلامي بقيمة ذاتية، تجعلنا ننظر إليها بصفتها أسمى المقومات الاجتماعية، وقوة
من الضروري عند البحث في نماذج الإصلاح والثورة عن العامل الأساس للتغيير وفكرته ومضمونه وتجلياته المعرفية والسلوكية، فإذا كانت النماذج الاشتراكية والرأسمالية الوضعية على اختلافها ترجح العامل المادي والاقتصادي تحديدا من خلال فكرة الصراع الطبقي للنموذج الأول والتراكم الرأسمالي للنموذج الثاني، فإن النموذج التوحيدي الذي يقدمه الإسلام يجعل من ( الإنسان ) العامل الأساس للتغيير
ذكر مالك بن نبي رحمه الله في كتابه (ميلاد مجتمع) أن الرئيس السوفيتي الأسبق خروتشوف أنذر نوعا من القوارض (أفراد يحملون وينشرون أفكار تؤدي إلى تآكل شبكة العلاقات الاجتماعية) المنبثين في صفوف الشعب، واعدا إياهم بإرسالهم إلى حيث يستروحون هواء سيبيريا، حتى يحول بينهم وبين أن يلتهموا شبكة العلاقات الأخلاقية والثقافية في المجتمع السوفيتي. قد
تأثر الكاتب – مالك بن نبي – بما وقع للمجتمع الجزائري من استعمار فرنسي جائر فلم تكن ردة فعله عاطفية تتمثل في رثاء وأشعار ونواح بل راح يفكر في قضية المجتمعات وقضية الاستعمار ومن ثم قابلية أي مجتمع للاستعمار فانطلق فكره وقلمه بحثا ودراسة في ” المجتمع ” ماهيته وتركيبه وأنواع المجتمعات ومايحركها وكيف تبني