رمي الجمرات يوم العيد وأيام التشريق أحد واجبات الحج، حيث إن الحاج لا يكمل نسكه وأعمال حجه حتى يأتي به. ومع تزايد عدد الحجاج فإن السائل المسلم يبحث عن الرخص في وقت رمي الجمرات، ومنهم من يطلب الفتوى إذا كان هناك أقوال للعلماء تجيز رمي الجمرات طوال اليوم أم لا؟
أفتى بجواز رمي الجمرات طوال اليوم في الحقيقة ثلاثة من أئمة التابعين المشاهير، فقد أفتى بذلك عطاء بن رباح وكان يسمى فقيه المناسك لأنه فقيه مكة.
وأفتى بذلك طاووس أيضاً فقيه اليمن وهؤلاء من أصحاب ابن عباس، وأفتى بذلك أبو جعفر الباقر من أئمة آل البيت وأفتى بذلك عدد من فقهاء المذاهب منهم الإمام الرافعي في مذهب الشافعية وغيرهم.
فهذا أمر ليس جديداً والشيخ عبد الله بن زيد المحمود ألَّف رسالته الشهيرة “يسر الإسلام” مما يقارب 45 سنة وذكر فيها من الأدلة العقلية والنقلية والشرعية والأصولية ما يجعل هذا أمراً جائزاً.
ولكن هل يصل القول بهذه الفتوى إلى إجماع في هذا، لا .. هيهات أن نصل إلى إجماع، إنما بحسبنا أن يوجد من العلماء المعتبرين من أمثال الشيخ ابن محمود ومن أمثال الشيخ مصطفى الزرقا وغيرهما من أفتى بهذا، فللمسلم أن يأخذ بهذا ولا حرج عليه.
والناس الآن يبدؤون من بعد صلاة الفجر وطول النهار ولا ينتهي الوقت ولو أخذناها من الناحية الحسابية الرياضية لو حسبت مليونين على هذه المساحة المكانية وهذا الزمن لا يمكن إلا أنك توسع ما استطعت من الزمن حتى تسع هذا العدد الهائل من البشر.
أ.د يوسف القرضاوي