اقرأ أيضا:
لم ينل النبي عليه الصلاة والسلام المعراج هبة دون دفع البدل، بل كان الثمن الذي قدمه تضعف دونه الهمم والأبطال، فأين صبرنا الذي نحتمي به أوقات الأزمات؟
هي منحة بعد المنحة.. هكذا نصف ذكرى الإسراء والمعراج، فهل كانت أزماتنا ومحننا داعية لنا لانتظار معراجنا، أم كانت محننا مدعاة لسخطنا وغضبنا على قضاء الله وقدره؟
الإسراء والمعراج كان رحلة في طيات التاريخ للقيا الأنبياء وزيارة التاريخ بأحداثه للاستفادة منه ومن عبره، فأين نحن من تاريخنا الآن؟ هل هو حكايات عنترة وعبلة، أم هو حكايات ألف ليلة وليلة، أم هو زمان نلتجئ إليه عندما يعز علينا الانتصار الحضاري، فنخفف غلواء هزائمنا بانتصارات التاريخ؟
رحلة الإسراء و المعراج لاينالها إلا من كان ذا مبدأ تعب في تحقيقه، وكان دون ذلك المتاعب الاجتماعية والنفسية والمادية، فأين مبادئنا وأين صبرنا عليها، قبل أن نسأل عن إسرائنا ومعراجنا..
جاءت المنحة لتعزز من ثبات المبدأ، وتزيد من إصرار النبي على المضي في سبيله، ونحن ننظر إلى المنحة على أنها الختام، فنطلِّق كل المبادئ، ونعيش في خضم المنحة على أنها الكل، ناسين الكلفة التي تعنيها أن تكون مرتفعا.
قبل الارتفاع.. لا بد من تجرع آلام الاعتراض على الهبوط، فالإسراء والمعراج قصة ليست حدثا حدث وانتهى في زمان ومكان معين، بل هي قصة تعيد نفسها في كل يوم، وفي داخل كل إنسان عندما يقرر أن “يرتفع إلى السماء” بدل أن “يخلد إلى الأرض”، ولكن عليه أن يتذكر أن الوزن الزائد غير مسموح به!
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين