اقرأ أيضا:
يتكون البخور من مواد نباتية عطرية، غالبًا ما يتم مزجها بالزيوت العطرية.و تختلف الأشكال التي يتخذها البخور باختلاف الثقافة المحلية، وقد تغيرت طريقة تصنيعه مع التقدم في التكنولوجيا وزادت معدلات استخدامه.
يمكن تقسيم البخور عموما إلى نوعين رئيسيين بحسب طريقة الاستعمال إلى:
من أشهر أنواع البخور:
للبخور الكثير من الاستخدامات مثل التأمل وهدوء الأعصاب وتعطير الجو والعلاج العطري والعديد والعديد من الاستخدامات الأخرى، و البخور له أنواع كثيرة ومتعددة فهناك مئات الأنواع والماركات للبخور ومعظم أنواع البخور تتكون من التوابل والأعشاب والبذور والعلكة الطبيعية والتوت والنباتات والجذور، والبخور لها أشكال عديدة ومتنوعة مثل العصى والمخاريط والمساحيق والملفوف. وهذه بعض المجالات التي يستخدم فيها البخور:
يأتي تاريخ البخور من الكلمة اللاتينية “incendere” والتي تعني حرق. ويعود تاريخ البخور إلى قديم الزمان حيث عرف في الحضارات القديمة مثل الصينية والآشورية والفراعنة قبل وصوله إلى الحضارة العربية. ويقال أن بداية استخدام البخور أو العود ظهر عند الحضارة الصينية أولا ثم انتقل للحضارة الهندية.
حيث كان يصنع في ذلك الوقت من مواد عديدة لكنه لم يكن وقته يستخدم للتعطير بل كان له استخدامات دينية في المعابد .ويقال أيضا أنه يعود استخدامه إلى مصر القديمة حيث استخدمه الكهنة في تبخير القبور والمراسم الجنائزية.
كما استخدمه المصريون في المعابد المختلفة وقدموه لآلهتهم خلال طقوس مختلفة، وأيضا كان يستخدم في بابل و اليونان وعلى مر القرون وحتى يومنا هذا استخدم الناس الأبخرة بكل أنوعها في جميع دول العالم لأسباب متنوعة.
وصل البخور إلى شبه الجزيرة العربية نتيجة حرية التجارة من البلدان الأخرى إلى أراضي شبه الجزيرة العربية فتبادلوا المنتجات وكان من بينها العود و البخور الذي أصبح له مكانة مميزة عند العرب، وذلك لجودته وعبق رائحته المميزة.
ومن كثرة انتشاره أفردوا طريقا خاصا لتجارة البخور وعرف هذا الطريق بطريق درب البخور.
كما أفاد العديد من الباحثين المؤرخين والعلماء أن سبب تسمية هذا الطريق بدرب البخور أن كان ينقل البخور بكميات كثيرة على هذا الطريق وبجودة عالية ومشهورة في تلك الفترة.
لقد كان البخور معروفا عند العرب من قبل مجيء الإسلام، وقد ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم– حبه للروائح العطرة والزكية؛ بدليل ما ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه: “كان إذَا اسْتَجْمَرَ اسْتَجْمَرَ بالألُوَّةِ، غيرَ مُطَرَّاةٍ وَبِكَافُورٍ، يَطْرَحُهُ مع الألُوَّةِ، ثُمَّ قالَ: هَكَذَا كانَ يَسْتَجْمِرُ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-. (أخرجه مسلم).
والألوة نوع من أنواع العود، أما الكافور فنبات معروف بالرائحة الجميلة، وهذا ما وجدته من الأحاديث الصحيحة التي نصت على أنواع البخور؛ المحبب استخدامه من قبل النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ لم أقف على حديث صحيح ينص على استخدامه -صلى الله عليه وسلم- لبخور الجاوي.
وقد تكلم بعض أهل العلم في جواز استخدامه، من باب التطيب وتلطيف المكان برائحته، دون الزعم أن هذا النوع بحد ذاته – أوغيره – يطرد الشياطين كما يعتقد البعض، أو يؤثر استخدامه على أمور محددة، فهذا الاعتقاد لا يجوز.
كما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- وصفه لأول زمرة تدخل الجنة، بأنهم يستخدمون العود والمسك: “أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ.. ومَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ”. (أخرجه البخاري).
وعموما في الدين الإسلامي يستخدم البخور في العديد من المناسبات مثل حفل تخرج الحفّاظ، وتطهير الكعبة، وما إلى ذلك. فهو يعمل على تعطير الهواء وإمتاع أرواح الحجاج. حيث أن الملائكة في أحد أحاديث الرسول تحب الروائح الطيبة وتكره الروائح الكريهة.
يقول الشيخ العثيمين أن رائحة العطر لا تفطر، حتى لو استنشق الإنسان هذا العطر فإنه لا يفطر، لأنه لا يتصاعد إلى جسمه شيء سوى مجرد الرائحة، أما الاستنشاق بالماء، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للقيط بن صبرة رضي الله عنه: “أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً”. فاستثنى النبي صلى الله عليه وسلم عن المبالغة في الاستنشاق حال الصيام، لأن الصائم لأنه إذا استنشق الماء دخل الماء إلى جوفه، فلهذا قال: إلا أن تكون صائماً، وأما البخور فلا بأس أن يتطيب به الإنسان، ويطيب به ثوبه ويطيب به رأسه، ولكن لا يستنشقه، لأنه إذا استنشقه تصاعد إلى جوفه شيء من الدخان، والدخان ذو جرم، فيكون مثل الماء، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام للقيط: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً.
ثم إنه ثبت من الناحية الطبية أن استنشاق الدخان مضر على القصبات الهوائية، سواء كان بخوراً أو غير بخور، وبناء على ذلك لا ينبغي استنشاقه لا في حال الصيام ولا في حال الفطر.
هناك العديد من نصوص الفقهاء في المذاهب الأربعة مما له علاقة باستنشاق البخور في رمضان، بدءاً بالمذهب الحنفي، فلو أدخل الصائم حلقه الدخان بأى صورة كان الإدخال حتى لو تبخر ببخور وآواه إلى نفسه واشتمه ذاكرا لصومه أفطر لإمكان التحرز عنه، قال الشرنبلالي: هذا مما يغفل عنه كثير من الناس فليتنبه له ولا يتوهم أنه كشم الورد والمسك لوضوح الفرق بين هواء تطيب بالمسك وشبهه وبين جوهر دخان وصل إلى جوفه بفعله. فاستنشاق البخور يفسد الصوم و شمه من غير استنشاق له ولا قصد لا يفسده وكذلك الروائح الطيبة فإنها لا تفطر وهو محل اتفاق.
وقد نص فقهاء المذهب المالكي على أن استنشاق البخور يفسد الصوم، قال الخرشي على مختصر خليل بن إسحاق المالكي عند قوله وبخور أي من شرط صحة الصيام ترك إيصال بخور- قال الخرشي: واستنشاق قدر الطعام بمثابة البخور إلى أن قال: ويفرق بين صانعه وغيره. يعني البخور أي أنه يغتفر لمن يصنعه شم دخانه فلا يفطره لعسر الاحتراز منه.
قال العدوي معلقا على كلام الخرشي عل البخور: فلو وصل بغير اختياره لم يفطر، وفهم منه أن رائحة غير البخور كالمسك والعنبر لا تفطر وهو كذلك اتفاقا.
ويلاحظ اتفاق المالكية والأحناف في هذا الحكم، ولم ير الشافعية ضررا على الصوم من استنشاق البخور، قال في تحفة المحتاج وهو يذكر فروض الصيام: والإمساك عن وصول العين إلى ما يسمى جوفا لأن فاعل ذلك لا يسمى ممسكا بخلاف وصول الأثر كالطعم والريح بالشم ومثل دخول دخان نحو البخور إلى الجوف وإن تعمد فتح فاه قصدا لذلك.
وعند الحنابلة إذا تعمد استنشاق البخور ووصل إلى حلقه أفطر وهو قريب مما ذهب إليه المالكية والأحناف، وكره له -أي للصائم- شم ما لا يؤمن أن يجذبه نفس لحلق كسحيق مسك وكافور ودهن ونحوه كبخور بنحو عود خشية وصوله مع نفسه إلى جوفه وعلم منه أن شم نحو ورد وقطع عنبر ومسك غير سحيق لا يفطر. انتهى، وقوله سحيق أي مسحوق.
مع حلول الشهر الفضيل يزداد الإقبال على اقتناء شتى أنواه البخور في رمضان. وهنالك العديد من الأسباب الثقافية والتاريخية والروحانية إلى جانب العادات والتقاليد وراء الإقبال على شراء البخور والعطور العربية في المناسبات والأعياد، خاصة في شهر رمضان لما لها من مدلولات روحانية يتميز بها الشهر الفضيل.
يتزايد الطلب بشكل ملحوظ على البخور في رمضان وأيضا على العود والعطور العربية، حيث يحرص المواطنون على التطيب والتعطر بعد الإفطار وقبيل الذهاب لصلاة التراويح كما يستحب بحسب تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ويرجع حرص معظم الأسر العربية خاصة الخليجية على شراء البخور في رمضان إلى كثرة الزيارات العائلية والمجالس الرمضانية، فيبخرون بيوتهم وملابسهم قبل دخول المجلس وبعد المغادرة وعند الذهاب إلى الصلاة فهي من العادات القديمة التي تتميز بها المجتمعات الخليجية خصوصا والعربية والإسلامية على وجه العموم، ويختارون أنواعاً مناسبة من البخور في رمضان، كما يحرص عدد كبير منهم على شراء البخور والعطور الجيدة والمصنعة محلياً في هذا الشهر الفضيل لكون البخور في الثقافة الخليجية له علاقة وطيدة بالأجواء الروحانية التي تتجلى خلال شهر رمضان المبارك. فلا يكاد يخلو منزل أسرة خليجية من المبخرة وهي من الضروريات التي تستخدم بشكل يومي في رمضان لإكساب المكان طابعا روحانيا.
ويفضل القطريون أنواع البخور المحلية الصنع لما لها من جودة تفوق غيرها من الأنواع الأخرى في كثير من الأحيان ويقتنونها من المعارض أو من المصنعين الذين يثقون في خلطاتهم، وباتت عملية تصنيع البخور محلياً مهنة القطريين المبدعين في هذا المجال، والذين أصبحوا ينافسون العطورات العالمية بعطوراتهم العربية الممزوجة بخلطات البخور التي تدوم رائحتها طويلا.
من بين فوائد البخور أنه:
كما للبخور أضرار تظهر على طريقة الاستخدام الخاطئ له أو الفرط في استخدامه في أماكن مغلقة مما ينتج عنه مايلي:
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين