هو سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة الخُدري الأنصاري الخزرجي المدني، والمعروف بـ أبو سعيد الخدري ، واسم الأبجر: خُدْرَة، وقيل: بل خدرة هي أم الأبجر . وأخو أبي سعيد لأمه هو قتادة بن النعمان الظفري. استشهد والده في غزوة أُحد، فقاسى أبو سعيد شظف العيش، ويُروى أنه كان من أهل الصفة، استصغر يوم أحد، ثم شهد معظم الغزوات مع النبي ، وشهد بيعة الرضوان، وكان يحضر حلقات الرسول – صلى الله عليه وسلَّم، فتحمل عنه الكثير الطيب حتى عد في المكثرين عنه.

من صغار الصحابة لكنه من أفقهم كما قال حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه : أنه لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله -- أعلم من أبي سعيد الخدري.

روى عن الرسول وعن أبي بكر الصديق ، و عمر بن الخطاب ، و عثمان بن عفان ، و علي بن أبي طالب ، وعن زيد بن ثابت ، وغيرهم من الصحابة، وروى عنه من الصحابة ابن عباس، وعبد الله بن عمر، وجابر، ومحمود بن لبيد، وأبو أمامة بن سهل، وأبو الطفيل، ومن كبار التابعين سعيد بن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وطارق بن شهاب، وغيرهم، وممن بعدهم عطاء، وعياض بن أبي سرح، ومجاهد، وغيرهم.

روى أبو سعيد الخدري من الحديث ١١٧٠ حَدِيثًا، أخرج له منها الشيخان ١١١ حَدِيثًا، اتفقا على ٤٣ حَدِيثًا منها، وانفرد البخاري بـ ١٦ حَدِيثًا، ومسلم بـ٥٢ حديثا، أحاديثه في ” الكتب الستة “، وروى عنه جميع أصحاب المسانيد والسنن.

ويعتبر أبو سعيد الخدري من الحفاظ المتقنين الفضلاء العلماء العقلاء، وأخباره تشهد بذلك، وهو من الذين بايعوا النبي -- على أن لا تأخذهم في الله لومة لائم، وهو الذي روى عن النبي -: “لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلموا بالحق إذا رآه أو علمه” ، قال أبو سعيد: فحملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثم رجعت.

عرف أبو سعيد الخدري باستقامته الشديدة، وحرصه على الحق، فكان يصدع به لا يخاف في الله لومة لائم.

ومن فتياه في زمن رسول الله -- أنه أخذ الجعل على رقية رجل لدغته عقرب، وكان الجعل رؤوسا من الغنم, ولما قدم على النبي -- أمضى فتواه وقال: “إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله” ، وتوفي رضي الله عَنْه بالمدينة سَنَةَ (٧٤ هـ)، وَسِنُّهُ (٨٦) سنة.


المراجع :

1 – محمد عجاج بن محمد تميم بن صالح بن عبد الله الخطيب : السنة قبل التدوين،  دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة الثالثة

2- محمد بن الحسن بن العربيّ بن محمد الحجوي الثعالبي الجعفري الفاسي ، الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، دار الكتب العلمية ، بيروت-لبنان  ، الطبعة الأولى