اقرأ أيضا:
لقد اعتمد الإسلام على مبدأ التخصص في الأعمال والمهام، والمجتمعات لا تتطوّر ولا تنهض إلا إذا احتكمت إلى مبدأ التخصص وتقسيم الأعمال بحيث توزع المهام والمسؤوليات كلّ بحسب إختصاصه، والإختصاص لا يأتي بالوراثة، ولا بمنحة من السلطان، ولا بمرسوم من وليّ الأمر، ولا بالظهور على وسيلة إعلامية هنا وهناك.. بل يأتي بالعِلم وبالجهد وفق معايير علمية مُنظمة ووحدات قياسية وأدوات تحققّ من الإمكانيات والجدارات مُتفق عليها.
ولتقريب الصورة أكثر نجد أن المجتمعات المتقدّمة تستعين بشركات إستشارية عالمية للتدقيق وللتحقيق في شهادات المهندسين، والأطباء، والقانونيين، وذلك للتأكد من مدى استحقاق هؤلاء لشهاداتهم، رغم نجاحهم باختبارات لا تُعدّ ولا تُحصى..والهدف من ذلك هو الحرص على سلامة الفرد والمجتمعات.
كذلك أصحاب تخصصات علوم القرآن الكريم والسُنّة النبوية، يحتاجون إلى تدقيق من جهات متخصصة وفق معايير علمية، وهنا نذكر ماقاله الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في هذا الشأن :” إن القرآن الكريم والسُنّة النبوية تعرّضا لشؤون نفسية وكونية ولمسائل اجتماعية وتشريعية يتطلب الخوض فيها طاقة ذهنية عالية إلى جانب الاستعداد الروحي العتيد، فكيف يصل إلى فقه ناضج في دين الله إمرؤ محدود الفكر، ومختل التصوّر ؟ “.
لا أحد مِنّا يَنكر الدور الجلّي الذي يؤديه البعض اجتهادا ، ولا أحد يقف بوجه الباحثين والمحبين للعلم، لكن ربط الأدوار الدينية التخصصية بأشخاص لا يمتلكون العمق المعرفي والأدوات الفكرية أصبح يُسيء إلى مفاهيم ديننا الكريم.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين