اقرأ أيضا:
واقع الأحداث يفيد أننا نتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية بطئ انتشار الإسلام في العالم، ونحن من يتحمل مسؤولية الصورة الذهنية المشوهة لهذا الدين عند كثيرين، ونحن من يعمل – دون وعي – على بث روح النفور أو التخوف من الاقتراب من الإسلام فضلاً عن دخوله واعتناقه..
الإسلام به طاقة جذب هائلة يمكنها جذب وسحب أي إنسان بعد قليل من التدبر والتأمل والتفكر، ويكون بعيداً عن مشاهد وصور الإساءات أو المغالطات التي سواء، نقوم بها نحن المسلمين أو يقوم غيرنا بها.. إن دين الإسلام هو دين الإنسانية، وأنظر إلى عظمته إن شئت، حين يدعو الناس جميعاً وليس المسلمين فقط، ليتعارفوا، لنأتي نحن ونضرب أسوأ الأمثلة في الشقاق والخلاف والعراك بين بعضنا البعض! فكيف نقول للآخرين بأن ديننا دين سلام وإنسانية، ونحن من يطرد السلام والإنسانية عن أنفسنا وإخواننا في الدين بل اللغة أيضاً؟! إن التناقضات التي نعيشها اليوم من أسباب تعزيز الصورة الذهنية السلبية عن الإسلام والمسلمين عند الآخرين..
خلاصة الحديث أن الإسلام جاء يخاطب النفوس والعقول، ومن ثم يترك المجال للاختيار، فلا إكراه في الدين، ولا حاجة للقهر والعنف من أجل زيادة عدد المسلمين. هذا الدين ما انتشر إلا لإنسانيته وتعزيزه للقيم الإنسانية الرائعة، وسماحته، فحين يرى غير المسلمين أتباع هذا الدين وقد سادت العداوة البغضاء والكراهية بين بعضهم البعض، وضاعت الكثير من المعاني السامية والقيم النبيلة من حياتهم، وساد الظلم والقهر بدل المساواة والعدل، فلا عجب إذن إن تردد احدهم في اعتناق الإسلام أو ظل حائراً متردداً لا يدري ما يفعل..
من هنا ندعو ونكرر ونحث على أهمية الدعوة والجدال بالحسنى، سواء بين بعضنا البعض أو مع غيرنا من أبناء الملل والنحل الأخرى، وإن قوتنا في قوة منطقنا وشدة تمسكنا بروح هذا الدين، وكلما تعمقنا في ديننا ووصلنا إلى مراتب الإيمان حتى ندخل تحت مظلة ” يا أيها الذين آمنوا.. “، كلما زاد عدد من يدخل ديننا ويكثر سواد المسلمين.. أما إن حدث العكس وبقينا في عداد المسلمين، فلا شك سيزيد عدد من ينتظرون على بوابات الإسلام، خشية أو حيرة، وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.. تأمل في هذا القول ثم انظر ماذا ترى.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين