قال تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه”، لقد أصبحنا بين عشية وضحاها بين يدي شهر عظيم، يفتح الله فيه أبواب الخير، وتتضاعف فيه الحسنات والرحمات، تُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبوابُ النيران، وحري بنا أن نغتنمه، لأنه يمضي كلمح البصر، كما قال الله تعالى عنه: “أيامًا معدودات”، لذا ينبغي أن نغتنم هذه الأيام المعدودات بتلمس أبواب الخير و أبواب الحسنات والرحمات فيه، ومن ذلك:
- الدعاء عند رؤية الهلال؛ لقول رسول الله ﷺ عند رؤيته: “اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله”.
- تعجيل الفطر؛ لقول رسول الله ﷺ: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر” رواه البخاري.
- الدعاء عند الإفطار؛ لقول رسول الله ﷺ: “إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد”. وكان رسول الله ﷺ يقول: “ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى” رواه أبو داود والدارقطني والحاكم.
- حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب: “إن الله ليرضى عن عبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها” رواه مسلم.
- المحافظة على صلاة التراويح؛ لقول رسول الله ﷺ: “أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” رواه مسلم.
- قيام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ لقول رسول الله ﷺ: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري ومسلم.
- الحرص على السحور؛ لقول رسول الله ﷺ: “تسحروا فإن في السحور بركة” رواه البخاري ومسلم.
- الذهاب إلى المساجد؛ لقول رسول الله ﷺ: “من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح” رواه البخاري ومسلم.
- إفطار الصائم؛ لقول رسول الله ﷺ: “من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا” رواه الترمذي وقال حسن صحيح، وحث من تعرفهم على المساهمة في إفطار صائم.
- الدعاء مطلقًا؛ لقوله رسول الله ﷺ فيما رواه عن ربه: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني” رواه البخاري ومسلم.
- الدعاء للمسلم بظهر الغيب؛ لقول رسول الله ﷺ: “ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل” رواه مسلم.
- استشعار الذنب والشعور بخطورة المعصية، وتصور عدم القدرة على تحمل عقوبة الإثم الذي تقوم به؛ لأن ذلك يحملك على المسارعة إلى الإقلاع عن المعصية وتجديد التوبة إلى الله مما فعلت حتى يحول سيئاتك حسنات؛ لقوله تعالى: “إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا”.
- الاستغفار؛ لقول رسول الله ﷺ: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب” رواه أبو داود والنسائي.
- الدعاء والاستغفار للمسلمين؛ لقوله تعالى: “والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم” الحشر.
- الحرص على ذكر الله؛ لقول رسول الله ﷺ: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله تعالى.
- الدعاء بين الأذان والإقامة؛ لقول رسول الله ﷺ: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد” رواه البخاري.
- أداء العمرة في رمضان إن تيسر لك ذلك؛ لقول رسول الله ﷺ: “العمرة في رمضان تعدل حجة، أو حجة معي” رواه البخاري ومسلم.
- الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته وتدبره؛ لقول رسول الله ﷺ: “اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” رواه مسلم.
- المحافظة على الصلاة المكتوبة؛ لقول رسول الله ﷺ: “ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت له كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله” رواه مسلم. وقد سُئل رسول الله ﷺ: أي العمل أفضل؟ قال: “الصلاة لوقتها” رواه البخاري ومسلم.
- المحافظة على صلاة الفجر والعصر؛ لقول رسول الله ﷺ: “من صلى البردين دخل الجنة” رواه البخاري.
- الحرص على الصف الأول؛ لقول رسول الله ﷺ: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا” رواه البخاري ومسلم.
- المداومة على صلاة الضحى؛ لقول رسول الله ﷺ: “يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما في الضحى” رواه مسلم.
- المحافظة على السنن الراتبة؛ لقول رسول الله ﷺ: “ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعًا من غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة” رواه مسلم.
- صلاة التطوع في البيت؛ لقول رسول الله ﷺ: “اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا” رواه البخاري.
- كثرة السجود؛ لقول رسول الله ﷺ: “أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء” رواه مسلم.
- الذكر بعد صلاة الصبح حتى الشروق؛ لقول رسول الله ﷺ: “من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة” رواه الترمذي وحسنه.
- المحافظة على صلاة الجمعة؛ لقول رسول الله ﷺ: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهم إذا اجتنبت الكبائر” رواه مسلم.
- تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة؛ لقول رسول الله ﷺ: “فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه” [رواه البخاري ومسلم].
- قراءة سورة الكهف؛ لقول رسول الله ﷺ: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له النور ما بين الجمعتين” رواه النسائي والحاكم.
- الإكثار من الصدقة: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” رواه الترمذي.
- أفضل الصدقة صدقة المُقل: “يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، وابدأ بمن تعول” رواه أبو داود وابن خزيمة والحاكم.
- الحرص على صدقة السر: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر” رواه الطبراني.
- بر الوالدين وطاعتهما؛ لقول رسول الله ﷺ: “رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه. قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة” رواه مسلم.
- الدعاء للوالدين؛ لقول رسول الله ﷺ: “إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنى لي هذا؟ فيقول: باستغفار ولدك لك” رواه أحمد.
- البر بالخالة والخال؛ لقول رسول الله ﷺ: “الخالة بمنزلة الأم” رواه البخاري.
- طيب الكلام؛ لقول رسول الله ﷺ: “اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة” رواه البخاري ومسلم.
- قضاء حوائج الناس؛ لقول رسول الله ﷺ: “لأن يمشي أحدكم في قضاء حاجة -وأشار بإصبعه- أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين” رواه الحاكم.
- زيارة المرضى؛ لقول رسول الله ﷺ: “من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة. قيل يا رسول الله: وما خرفة الجنة؟ قال جناها” رواه مسلم.
- صلة الأرحام؛ لقول رسول الله ﷺ: الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله” رواه البخاري ومسلم.
- إدخال السرور على المسلم؛ لقول رسول الله ﷺ: “من لقي أخاه المسلم بما يحب يسره بذلك سرّه الله عز وجل يوم القيامة” رواه الطبراني.
- التيسير على المعسر؛ لقول رسول الله ﷺ: “من يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة” رواه مسلم.
- الشفقة على الضعفاء ورحمتهم؛ لقول رسول الله ﷺ: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” رواه أبو داود والترمذي.
- الإصلاح بين الناس؛ لقول رسول الله ﷺ: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين” رواه أبو داود والترمذي.
- الحلم والصفح وكظم الغيظ؛ لقوله تعالى: “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” (آل عمران: 134)، وقال رسول الله ﷺ للأشج بن قيس: “إن فيك خصلتين يحبهما الله تعالى: الحلم والأناة” رواه مسلم.
- المصافحة بحب وسلامة نفس؛ لقول رسول الله ﷺ: “ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا” رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن.
- طلاقة الوجه؛ لقول رسول الله ﷺ: “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.
- غض البصر عن محارم الله تعالى؛ لقول رسول الله ﷺ: “النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها مخافتي أبدلته إيمانًا يجد حلاوته في قلبه” رواه الطبراني.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لقول رسول الله ﷺ: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” رواه مسلم.
- الجلوس مع الصالحين والأخيار؛ لقول رسول الله ﷺ: “لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده” رواه مسلم.
- حفظ اللسان والفرج؛ لقول رسول الله ﷺ: “من يضمن ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة” رواه البخاري ومسلم.
- الصلاة على النبيﷺ؛ لقول رسول الله ﷺ: “من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا” رواه مسلم.
- الدعوة إلى الله وإلى الخير: “من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا” رواه مسلم.
- إغاثة الناس؛ لقول رسول الله ﷺ: “من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” رواه مسلم.
- عدم إيذاء المسلمين: “سُئل رسول الله ﷺ: أي الإسلام أفضل؟ فقال: من سلم المسلمون من لسانه ويده” رواه البخاري ومسلم.
- مساعدة أهل الخير وإعانتهم؛ لقول رسول الله ﷺ: “كل سلامى عليه صدقة كل يوم، يعين الرجل في دابته يحمله عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة” رواه البخاري.
- قضاء حوائج الناس؛ لقول رسول الله ﷺ: “اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء” رواه البخاري.
- المداومة على العمل الصالح وإن قل؛ لقول رسول الله ﷺ: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل” رواه مسلم.
- الإحسان إلى الجار؛ لقول رسول الله ﷺ: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره” رواه مسلم.
- رد المظالم والتحلل من أصحاب الحقوق؛ لقول رسول الله ﷺ: “إن كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته ، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه” رواه البخاري.
- اتباع السيئة الحسنة؛ لقول رسول الله ﷺ: “اتق الله حيثما كنت، وأتبع الحسنة السيئة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن” رواه أحمد والحاكم.
- أداء الأمانة والوفاء بالعهد؛ لقول رسول الله ﷺ: “الإيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له” رواه أحمد.
- رحمة الصغير وإكرام الكبير؛ لقول رسول الله ﷺ: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا” رواه أحمد والترمذي.
- التعاطف والتراحم مع الناس والاهتمام بأمورهم قدر استطاعتك؛ لقول رسول الله ﷺ: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” رواه البخاري ومسلم.
- الصمت وحفظ اللسان إلا من خير؛ لقول رسول الله ﷺ: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” رواه البخاري.
- الدفاع عن أعراض الناس؛ لقول رسول الله ﷺ: “من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة” رواه الترمذي.
- سلامة الصدر وترك الشحناء؛ لقول رسول الله ﷺ: “تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا” رواه مسلم.
- العدل بين الناس؛ لقول رسول الله ﷺ: “كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الناس صدقة” رواه البخاري.
- إجابة الداعي إلى الخير وإعطاء السائل؛ لقول رسول الله ﷺ: “من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه” رواه أحمد والنسائي وأبو داود.
- شكر المعروف ومكافأة فاعله؛ لأن هذا من أدب المسلم؛ لقول رسول الله ﷺ: “من صنع إليه معروف فليجزه، فإن لم يجد ما يجزيه فليثن عليه، فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره” رواه البخاري في الأدب المفرد.
- الاجتهاد في العشر الأواخر: “كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره” رواه البخاري ومسلم.
- قيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا؛ لقول رسول الله ﷺ: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري ومسلم.
- الاعتكاف: “كان رسول الله ﷺ يعتكف في العشر الأواخر من رمضان” رواه البخاري.
- أداء زكاة الفطر في وقتها: “فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.
- وأخيرًا.. حقق صيام الدهر بصيام ست من شوال؛ لقول رسول الله ﷺ: “من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال كان كصوم الدهر” رواه البخاري ومسلم.
إعداد: محمود إسماعيل شل5>