يقول الله تعالى في كتابه العزيز : { والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }.
أقسم الله بالعصر أي الزمن دلالة على عظمه وأهميته، فإذا مر خسره الإنسان ولا يبقى له سوى العمل الصالح المفيد للأمة.
في عصرنا يعتبر الوقت الضائع من أكبر معطلات التقدم ، ترى الأمم أوقاتها حافلة بكثير من الإنجازات بينما تضيع أوقات المسلمين بلا فائدة تذكر لذا نجد تلك الفجوة الحضارية الهائلة .
من المؤشرات السلبية على الأوقات الضائعة تقرير صدر عن الإتحاد العربي للتنمية البشرية في 2013 اعتبر إنتاجية العامل العربي من أقل المعدلات في العالم، إذ بلغ متوسط ساعات العمل الحقيقية التي يؤديها 18 دقيقة في اليوم، مقارنة بمتوسط عدد ساعات العمل الحقيقي في دول مثل اليابان وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والتي تزيد على 7 ساعات.
وإذا أردنا تقليص تلك الفجوة وتحسين استغلال عامل الوقت بأحسن صورة ممكنة لنعد إلى فهم المشكلة من خلال سياقها الحضاري بناء على معادلة المفكر مالك بن نبي :
انسان + التراب + الوقت = حضارة
يقول رحمه الله : ” إن الزمن نهر قديم يعبر العالم ، ويروي في أربع وعشرين ساعة الرقعة التي يعيش فيها كل شعب؛ والحقل الذي يعمل به وهذه الساعات التي تصبح تاريخاً هنا و هناك قد تصير عدماً إذا مرت فوق رؤوس لا تسمع خريرها”.
هذا الوقت يحتاج لإنسان تتوافر له ظروف تستثمر ملكاته ومواهبه وتخرج أفضل ما عنده، وبإلقاء نظرة سريعة على أرقام التعليم والتأهيل المبذولة من قبل الدول المتقدمة سنجد محصلتها انصبت في ارتفاع معدلات الإنتاجية.
والصورة ليست مثالية بالكامل لدى الغرب أيضا، على سبيل المثال عند قراءة نسبة رضا الناس عن الأعمال التي يقومون بها في استطلاع بالولايات المتحدة شارك به أكثر من الفي شخص، جاءت أعلى إجابة : “إنه يسدد الفواتير” بنسبة 29%، بينما حصلت إجابة ” أنا فخور بعملي” على 11 % فقط.
ومع ذلك تظل أرقامهم أفضل منا ونحتاج إلى بذل مجهود أكبر لاختصار الفارق الزمني وتعويض ما فات وذلك بعد توفير ظروف “ملائمة” تساعد على رفع درجة الإنتاج.