ادوارد سعيد ونقد تناسخ الاستشراق
صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في بيروت وعمان، ومكتبة كل شيء في حيفا، كتاب بعنوان : “ادوارد سعيد ونقد تناسخ الاستشراق : الخطاب، الآخر، الصورة” جديد للدكتور وليد الشرفا.
ينتقد الكتاب التناسخ الذي حدث في إعادة إنتاج الشرق اعتمادا على الأطروحات النظرية الكبرى التي أنجزها سعيد في كتابه العالم والنص والناقد ، الذي شكل المرجعية التأسيسية للنظرية النقدية التي أنجزها سعيد، والتي ترفض الانفصال بين اللحظة التاريخية واللحظة الإبداعية.
الكتاب يقدم قراءة لصورة الاستشراق وإعلامه وخلفياته التاريخية، والسياسية ونتاجاته الأكاديمية والبحثية والتخيلية، وممارساته المباشرة في الحجم وتطورها من عصر الصدمة والخوف الذي وسم أوروبا في عصر النهضة في علاقته بالإسلام، مرورا بعصر التنوير وما رافقه من فتوحات علمية وفلسفية وانثروبولوجية، وتزامنت مع علوم اللغة، وفقه اللغة تحديدا، في محاولة لعلمنة العلو الإنسانية وتشريحها وللوصول في هذا الغاية التي أفضل مستوى.
جديد غادة السمان في أدب الرحلات
” امرأة على قوس قزح” آخر أعمال الكاتبة السورية غادة السمان في أدب الرحلات، جمعت فيه نحو 60 مقالا كلها في موضوع السفر.
ورد الكتاب في 251 صفحة كبيرة القطع وصدر عن (منشورات غادة السمان) في بيروت مع رسم غلاف للفنان الأمريكي مارك شاجال ورسم لغادة السمان على الصفحة الأخيرة للغلاف بريشة الفنان التشكيلي محمد خالد.
استهلت غادة السمان كتابها بإهداء شعري الطابع ورمزي قالت فيه “لعلي ولدت وفي فمي بطاقة سفر.. مضرجة بالرحيل. تتقاذفني مدن المطر.. ككرة قدم وانزف قلبي في صالات ترانزيت العمر. ولذا أهدي هذا الكتاب.. إلى المحبوب الذي أبعدني دوما عنه رافضا حبي ممعنا في تشريدي بين القارات.. واسمه (الاستقرار). ترى هل على أبجديتي أن تشكره على ذلك؟”
بعد ذلك نقرأ (مقدمة بقلمي ولن أكتبها) أوردت فيها الكاتبة “مسودة العناوين التي كنت أعتزم إطلاقها على الكتاب وحرت بينها”. وتلت ذلك عشرة عناوين قالت بعدها “فإذا ما أعجب القارئ بعنوان منها بوسعه شطب العنوان الذي اخترته أنا للكتاب ليخط مكانه ما ارتآه هو من عنوان وإني كعادتي أبارك مشاركته هذه –ولو الرمزية– في الكتابة معي.”
وتحت عنوان (السائح العربي. لماذا يسافر؟) كتبت غادة السمان تقول “لسبب أجهله يلتصق معظم المصطافين العرب في سويسرا بمدينة جنيف بالذات بل وبجزء صغير منها.. أي أنهم يتحركون في رقعة محدودة. ومن النادر جدا أن ألتقي بعربي في متاحف جنيف الكثيرة المهمة أو حتى في مطاعمها السويسرية أو الفرنسية باستثناء المدرجة على الجدول السياحي الفولكلوري أو معارضها الفنية أو قطاراتها النظيفة الجميلة دقيقة المواعيد كساعاتها.
“وكمسافرة محترفة يدهشني أن السائح العربي الذي التقيت به في أربع قارات بالأرض لا يركض –عامة– خلف اكتشاف البلد المضيف الجديد بل يحاول أن ينقل بلده إليه: طعامه العربي المحلي ومقهاه وأصحابه وثيابه وعاداته وينفق ثروة صغيرة في محاولة تحويل غرفته في الفندق إلى غرفة من غرف بيته. فلماذا يسافر إلى الغرب إذن؟ وهل لندن وباريس وجنيف مجرد مدن مكيفة الهواء صيفا؟”
لكن بعدما صار المسافر العربي في هذه الأيام يتعرض لأنواع عديدة من التدقيق المبالغ فيه أحيانا فإن غادة السمان تختم كتابها بمقال قصير عنوانه (حذار .. لا تسافر) وفيه تقول “يا عزيزي القارئ.. لا ترحل معي. لم يعد الرحيل بالطائرة قفزة إلى الدهشة. صار مزروعا بتفتيش حذائك وذاكرتك وحنجرتك. وقد تجد نفسك مثلي خارج الزمان والمكان في محطة رمادية تحت الأرض معلقة بين الوحشة والخوف والأحزان وبعدها قد تضيع بقية حقائبك.. وذاكرتك
شجرة الخلود
صدر للدكتور أحمد فاضل زعيتر حديثا عن دار البيروني للطباعة والنشر بعمان كتاب جديد بعنوان شجرة الخلود .
ويدعو الكتاب لبحث طبيعة الإنسان والمثل العليا التي تلائم الطبيعة البشرية بعيدا عن اسلوب المفكرين الأفلاطونيين الذين لا يجيدون إلا إعلان الويل والثبور على الإنسان لانحرافه عما يتخيلون من مثل عليا، دون أن يقفوا لحظة ليتبينوا المقدار الذي يلائمه منها.
ويبين المؤلف ان اختلاف الطبيعة البشرية لدى الاشخاص تكون في الدرجة لا بالنوع، مركزا على أصل الكون وتركيبه الفيزيائي، في مزاوجة بين التاريخ والعلم.
وجمع زعيتر في الكتاب الذي جاء في عشرين فصلا بين العلم والتاريخ الإنساني، بين الحياة الاجتماعية الكاشفة لتاريخ العلم والتاريخ الإنساني في آن معا، مشيرا الى انه “مرت آلاف السنين بعد أن تحضر الإنسان وظن أنه وصل إلى قمة العلم. إلى أن اكتشف الموجات الكهربائية من القلب واستطاع تسجيلها، ثم اكتشف الموجات من الدماغ وسجلها واكتشف الموجات الكهربائية من الاعصاب ومن الخلية الواحدة.
ودعا من تثقف من المفكرين بثقافة حديثة أو قديمة، الى استخدام طراز آخر من التفكير، هو تفكير العلم.
معنى أن تكن صوفيًا
صدر عن مركز المحروسة بالقاهرة كتاب بعنوان “معنى أن تكن صوفيًا” للباحث المصري خالد محمد عبده ، والذي ناقش ظاهرة الفرار إلى روحانية الإسلام ومدى أهمية التصوف للمسلم المعاصر، وكيف يمكن للتصوف أن يسهم في تأسيس إنسان يتسق مع ماضيه ويساهم في بناء مجتمعه الحالي؟ وكيف يمكن تفسير الحنين إلى التصوف في بلداننا الإسلامية، خصوصًا بعد انتفاضات الدول العربية؟ هل للتراث الروحي في هذه البلدان أثر أعاد المجتمع إليه اليوم؟
وحاول المؤلف إعادة تعريف الصوفي وقراءته بروح معاصرة وذلك من خلال زيارته لـ “الدروايش” في مصر وتركيا والمغرب وتتبع أقوالهم وتجاربهم وكتاباتهم.
يقول الباحث خالد محمد عبده: “إننا اليوم نعيش في مرحلة مختلفة من مراحل التصوف، يمكن توصيفها ب ” أرحب من الطرقية” أو “ما بعد الطرقية” ينبغي أن يهتم بها الدارسون والباحثون، كما ينبغي على أهل الطرق أن يتفهمو هذا اللون الصوفي الذي أضحى منتشراً، فبعد أن كانت البلدان العربية والاسلامية هى التي تُصدر التصوف، أصبح أهلها وخاصة الشباب منجذبين الى التصوف الناطق بلغات أعجمية، وإن نطق بالعربية فبروح أهل الغرب!”.
وأضاف: “هذا اللون الجديد من التصوف لا يقيم وزناً للعصبيات والمسميات الطرقية، كما لا يعتد بشرائط أهل التصوف الحالية، ولا تنطلى عليه الهالات الصورية التى يصطبغ بها أهل التصوف الكلاسيكي، ولا الأشكال التى يلتزمون بها”.