ودعت جموع غفيرة في باكستان الشيخ عبدالرزاق إسكندر (رحمه الله) رئيس جمعية وفاق المدارس العربية بباكستان ورئيس حركة تحفيظ ختم النبوة وصاحب التآليف النافعة باللغتين العربية والأردية، الشيخ العلامة اسكندر الذي يُعتبر من أكثر العلماء نفوذا في باكستان، وهو عالم شهير أمضى حياته كلها في تدريس الإسلام ونشره وخدمة الدين ونشر دعوته وبذل أقصى الجهود في سبيل لم شمل المسلمين وجمع كلمتهم ووحدة صفوفهم.

توفي الشيخ الدكتور عبدالرزاق إسكندر عن عمر يناهز 86 عاما في مدينة كراتشي ، حيث كانت جنازته مشهودة بجموع غفيرة تجلى فيها تقدير الناس ومحبتهم للشيخ اسكندر الذي شغل منصب رئيس جمعية وفاق المدارس الباكستانية على مدى السنوات العشر الماضية، وهي منظمة جامعة للحوزات العلمية التي تمثل طائفة ديوباند.

يعد الشيخ عبدالرزاق إسكندر من أكثر العلماء شهرة وتأثيرا في باكستان. كان طالبًا للباحث الإسلامي الشهير في شبه القارة الهندية السيد حسين أحمد مدني ، ومعلمًا للقاضي السابق بالمحكمة الشرعية الفيدرالية الباكستانية محمد تقي عثماني. ويحظى الشيخ إسكندر باحترام كبير جدا في باكستان، وقد لبى نداء ربه، بعد صراع طويل مع المرض.

من هو الشيخ عبدالرزاق إسكندر؟

هو الدكتور الشيخ عبد الرزاق إسكندر من مواليد 1935 في كوكال (تهسيل هافيليان) ، بمنطقة أبوت آباد الأردية في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، عالم وكاتب إسلامي باكستاني من عائلة متدينة في باكستان، لإسكندر خان بن زمان خان، أكمل تعليمه الابتدائي والالتحاق بالجامعة في منطقته الأصلية في أبوت آباد، التحق لاحقًا بمدرسة دار العلوم شوهار شريف في هاريبور، ثم تابع دراسته في أحمد ماداريس في سيكانداربور، ثم درس السنة الرابعة إلى السادسة من دارس نظامي في جامع دار العلوم وكراتشي في السنة السابعة ودرة هاديس من جامعة العلوم الإسلامية في عام 1956 – وكان أول طالب في دار النظام في هذه المدرسة.
بعد ذلك التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1962 ودرس علم اللاهوت لمدة أربع سنوات. وكان الشيخ عبد الرزاق إسكندر أحد أنبغ تلامذة المحدث الأديب الشيخ محمد يوسف البِنورِي (ت1397هـ) رحمه الله تعالى، تخرج عليه في العلوم الشرعية واللغة العربية، ثم واصل دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان من أوائل خرِيجيها، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر في عام 1972م.
عمل الفقيد مديرا  لجامعة العلوم الإسلامية في (بنوري تاون) بكراتشي إحدى أكبر الجامعات الإسلامية في باكستان، وعمل رئيسا للمجلس العالمي للدفاع عن عقيدة ختم النبوة (محارب للقادياينة)، كما عمل رحمه الله رئيسا لمؤسسة وفاق المدارس العربية، وهي أكبر هيئة إسلامية في باكستان تضم حوالي 22 ألف مدرسة دينية تتبع المذهب الحنفي (الديوبند)، وتقيم امتحانات عامة موازية للتعليم النظامي.

حياته المهنية ومسؤولياته

كان رحمه الله تعالى رئيسَ المجلس العالمي للدفاع عن عقيدة ختم النبوة (محارب للقادياينة)، ومدير جامعة العلوم الإسلامية في بنوري تاون بكراتشي، إحدى أكبر الجامعات الإسلامية في باكستان، ورئيس مؤسسة وفاق المدارس العربية، وهي أكبر هيئة إسلامية في باكستان تضم حوالي 22 ألف مدرسة دينية تتبع المذهب الحنفي (الديوبند)، وتقيم امتحانات عامة موازية للتعليم النظامي.

الشيخ عبدالرزاق إسكندر يدرّس منذ عام 1955 في مؤسسات مختلفة. خلال دراسته في جامع دار العلوم وكراتشي وجامعة العلوم الإسلامية بدأ التدريس. في عام 1997 تم تعيينه عضوا في لجنة العمل في جمعية وفاق المدارس . كما شغل منصب نائب رئيس وفاق المدارس من 30 سبتمبر 2001 إلى 5 أكتوبر 2017. بعد وفاة سليم الله خان ، ظل رئيسا بالإنابة لمدة 9 أشهر تقريبا. وفي 5 أكتوبر 2017 ، تم انتخابه بالإجماع رئيسا دائما.

في عام 1981 انتخب عضوا في مجلس شورى علمي لـ”مجلس تحفوز خاتم نبووات”، وبعد وفاة السيد نفيس الحسيني في عام 2008 ، أصبح النائب المركزي لأمير علمي مجلس تحفوز خاتم نبووات .

قالوا في رحيله

نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العالم الباكستاني الكبير فضيلة الشيخ عبدالرزاق إسكندر رحمه الله، وجاء في بيان النعي:” تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة  العالم والمحدث والأديب، وأحد أبرز علماء المسلمين ومشاهيرِهم في باكستان فضيلة الشيخ عبدالرزاق إسكندر عن عمر يناهز 86 عاماً ، بعد رحلة حافلة بالعطاء،  عُرف رحمه الله بعلمه الواسع ،والمساهمات الفعالة في خدمة الدين وعلومه، وتطويرِ مناهج تعليم اللغة العربية في المدراس الدينية في باكستان، ومقاومة فتنة “القاديانية” فيها، وتحذيرِ عوام الناس عن خطرها، والتأكيد لهم بعقيدة ختم النبوة وترسيخِها في نفوسهم”.

وأضاف البيان “وقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيبطز

من جهته أعرب المفتي نعمان نعيم، ومدير جامعة بنورية العالمية وغيرهما من العلماء عن تعازيهم في وفاة الشيخ عبدالرزاق إسكندر، ووصفوها بالخسارة الكبيرة، وقال المفتي”اليوم فقدت الأمة المسلمة معلمها…كان (مولانا إسكندر) ثروة عظيمة للبلاد والأمة، وسوف نتذكر دائماً خدماته القيمة”.

كما أعرب قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا عن تعازيه القلبية بوفاة إسكندر، ونقل موقع “دي جي إسبر” عن رئيس أركان الجيش في تغريدة على “تويتر”: “بارك الله في روحه ويعطي القوة لأسرة الفقيد لتحمل هذه الخسارة التي لا تعوض يا أمين”.

كما أعرب محافظ إقليم السند عمران إسماعيل عن حزنه العميق لوفاة إسكندر، ودعا الله عز وجل أن يرحمه الراحل ويقبل كل خدماته في سبيل الدين والصبر على أهله.

مؤلفاته وأعماله الأدبية

تُرجمت معظم أعمال الشيخ عبدالرزاق إسكندر من الأردية إلى العربية وبعضها من العربية إلى الأردية. و من أعماله العلمية في خدمة الحديثِ النبوي: ترجمة كتاب “تدوين الحديث” للشيخ مناظر أحسن الكيلاني (ت1956م) إلى العربية، والذي يُعتبر أول وأفضل وأقوى كتاب ألف في هذا الموضوع، وقد راجع بعض ترجمته الشيخ عبد الفتاح أبو غده، وبعضا منها الشيخ محمد عوامة، ثم طبع بعناية الدكتور بشار عواد معروف في دار الغرب الإسلامي ببيروت عام 2004م.

وهذه بعض مؤلفات الشيخ عبد الرزاق اسكندر:

  • تدوين الحديث (تعريب)  
  • كيف تُعلّم اللغة العربية لغير الناطقين بها؟ (بالأردية)
  • سيدنا علي والخلفاء الراشدون (بالأدرية)     
  • التبشير المسيحي  
  • حكم تولية المرأة فى الإسلام (تعريب) 
  • جماعة الدعوة والتبليغ أصولها ومنهجها فى الدعوة (مترجم من الأردية)
  • الدكتور عبد السلام القاديانى وجائزة نوبل    
  • موقف الأمة الإسلامية من القاديانية    
  • القاموس الصغير العربية/الأردية/الإنجليزية
  • الطريقه طول العصريه (الجزء 1 و 2)
  • تحفوز إي ماداريس .