شرف الله تعالى نبيه بذكر لسانه في القرآن الكريم، فقال سبحانه: {فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا} [سورة مريم: 97].
وقال تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} [سورة القيامة: 16 – 17].
وذكر الله تعالى أيضا منطقه في قوله: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى } [سورة النجم: 3 – 4].
عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: سألت خالي هند بن أبي هالة – رضي الله عنه – وكان وصافا – فقلت: صف لي منطق رسول الله – ﷺ – قال: «كان رسول الله – ﷺ – متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة. طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه باسم الله تعالى، ويتكلم بجوامع الكلم، كلامه فصل، لا فضول ولا تقصير، ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم منها شيئا، غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه. ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تعدي الحق، لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها. إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها، وضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى. وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه. جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام». أخرجه الترمذي في الشمائل.
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «كان رسول الله – ﷺ – يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه». حديث حسن أخرجه الترمذي والحاكم، وأخرج البخاري نحوه.
عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: «كان رسول الله – ﷺ – أفلج الثنيتين، إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه». أخرجه الدارمي والترمذي.
عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت: «ما كان رسول الله – ﷺ – يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل، يحفظه من جلس إليه». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وفي حديث أم معبد قولها في وصف النبي – ﷺ -: «إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء» وقولها: «أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فصلا، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن»