فازت رواية (مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة) للفلسطيني ربعي المدهون بالجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر” 2016 وقيمتها 50 ألف دولار أمريكي إضافة إلى ترجمة العمل للغة الإنجليزية.
وتروي “مصائر” المأساة الفلسطينية من كل جوانبها، خصوصا علاقة أبنائها بحق العودة، والإقامة في أراضي العام 1948 وحمل جنسية اسرائيلية.
و “مصائر” رواية رائدة تقع في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة. إنها رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل ويعانون مشكلة الوجود المنفصم وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا. كما أنها رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة.
وقال المدهون بعد نيله الجائزة أن الفلسطينيين منذ 1948 “فشلوا بكل وضوح ان يحققوا طموحهم، ان يبنوا دولتهم، لم يبق على ارضهم سوى القدر القليل الذي لا يصلح لدولة”.
أضاف ” أنا اقول اليوم أن الفلسطينيين المثقفين يبنون دولة عظيمة من الابداع والفن والثقافة… ليفرح الفلسطينيون هذه الليلة”.
وتابع إن فلسطينيي الداخل “هم الذين صانوا الوطن، هؤلاء هم الباقون هناك”.
وأشار إلى أن روايته “تتقدم بحكايات لخمس مدن فلسطينية، أخذتني إلى مسقط رأسي المجدل عسقلان، طفت في حيفا، صرخت من جبل كرملها .. ولك آخ، آخ، كيف ضيعنا هالبلاد .. فصرخت معي حيفا كلها، فلسطين كلها تصرخ، ولكن فلسطين اليوم كلها تفرح” .
وولد المدهون في مدينة المجدل عسقلان، جنوب فلسطين عام 1945. هجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة، وتلقى تعليمه الجامعي في مصر، قبل ان يبعد في العام 1970 لنشاطه السياسي.
ويقيم المدهون حاليا في لندن حيث يعمل في صحيفة “الشرق الأوسط” وله ثلاث روايات آخرها “السيدة من تل أبيب” التي رشحت للقائمة القصيرة لجائزة “بوكر” 2010.
وربط المدهون بين هاتين الروايتين اللتين تنقلان معاناة الفلسطينيين الذين لم يتركوا أرضهم، أكان في غزة ام في الاراضي التي قامت عليها دولة اسرائيل.
وقال انه في “السيدة من تل ابيب”، “قدمت بانوراما عريضة للواقع في قطاع غزة تحت الاحتلال، وكانت هذه الصورة كافية لان تعطي مدلولات كبيرة على ما يعانيه الفلسطينيون”.
أضاف “عندما انتهيت من هذه الرواية، كان طموحي الثاني أن أغطي ما تبقى من المسألة الفلسطينية”، متابعا “كان همي أن أعود إلى فلسطينيي 48 لأنهم أساس بقائنا وصمودنا والذين سيكملون المشروع الفلسطيني لكي نصل الى مستقبل غير الذي نعيشه” .
وأشار إلى أنه سعى أيضا إلى نقل صورة فلسطين لأبنائها الذين قد لا يقدر لهم رؤيتها أبدا.
وأوضح “أنا سعيت فعلا وفي خلفيتي وذهني هدف ان الفلسطينيين في الشتات لن يتمكنوا في حياتهم الحالية ، من زيارة هذه الاماكن. الذين يحلمون بالعيش في القدس او زيارتها لن يتمكنوا منها، وكذلك العرب، ولذلك هي فكرة ان انقل هذه المدن بطريقة فنية”، لاسيما حيفا، ومسقطه المجدل عسقلان التي عاد اليها بعد مرور 63 عاما.
أضاف “عندما دخلت المنطقة، أصابني شيء من فقدان التوازن.. الذاكرة نفسها فقدت توازنها.. لا أعرف من أي شارع سأمر، وأين أذهب؟ أين كان أبي، أين تزوج؟ أين امي، أين ولدت؟”، متابعا “أحببت أن أنقل هذه الصورة بكل تفاصيلها وأنقل لمن غادروا حيفا صورة حيفا بكل تفاصيلها ولكن بطريقة فنية، هي ما أسميه السياحة الروائية”.
وكانت (مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة) بين ست روايات بلغت القائمة القصيرة للجائزة ضمت إلى جانبها (نوميديا) للمغربي طارق بكاري و(عطارد) للمصري محمد ربيع و(مديح لنساء العائلة) للفلسطيني محمود شقير و(سماء قريبة من بيتنا) للسورية شهلا العجيلي و(حارس الموتى) للبناني جورج يرق.
وحصلت كل رواية وصلت للقائمة القصيرة في التاسع من فبراير شباط الماضي على عشرة آلاف دولار.
وجاء الإعلان يوم الثلاثاء الماضي في أبوظبي عشية افتتاح الدورة 26 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب والذي يقام في الفترة من 27 أبريل نيسان إلى الثالث من مايو أيار.