التقويم الهجري تقويم قائم على التقويم القمري الذي يرتكز على تقسيم الوقت بالاستفادة من دوران القمر حول الأرض ويعتمد بشكل أساسي على دورة القمر التي تقابل دورة الأرض حول الشمس.

ونشأ التقويم الهجري في عهد المسلمين، لكن أسماء الأشهر والتقويم القمري كانت تستخدم منذ أيام الجاهلية، ويتكون العام الهجري من اثني عشر شهراً قمرياً هي بالترتيب: محرم صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال ذو القعدة، ذو الحجة.

التاريخ الهجري

كيف بدأ التاريخ الهجري ؟

اعتمد العمل بالتقويم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان أول من بدأ التأريخ للأشهر القمرية، بهجرة الرسول من مكة إلى المدينة.

واعتبرت سنة هجرة الرسول هي السنة الأولى للهجرة، وتكون بداية السنة الهجرية في شهر المحرم أول الشهور العربية منذ القدم؛ علماً أن وصول الرسول إلى المدينة كان في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول للسنة الأولى للهجرة. ويقابل اليوم الأول من المحرم من العام الهجري، السادس عشر من تموز/يوليو سنة ٦٢٢م.

وأورد الإمام البخاري في – التاريخ الصغير – عن سعيد بن المسيب يقول قال عمر رضي الله عنه: “متى نكتب التاريخ”؟ فجمع المهاجرين فقال له علي رض الله عنه: “من يوم هاجر النبي نكتب التاريخ.

وأخرج ابن عساكر عن الشعبي قال: كتب أبو موسى إلى عمر: إنه تأتينا من قبلك كتب ليس لها تاريخ فأرخ. فاستشار عمر في ذلك؟ فقال بعضهم: أرخ لبعث رسول الله وقال بعضهم: لوفاته فقال عمر رضي الله عنه: “لا بل نؤرخ لمهاجره فإن مهاجره فرق بين الحق والباطل” فأرخ به.

وأخرج ابن المنير عن سعيد بن المسيب قال: أول من كتب التاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته فكتبه لست عشرة من المحرم بمشورة علي بن أبي طالب.

شهر محرم

لماذا يبدأ العام الهجري من شهر المحرم ؟

يبدأ العام والهجري من شهر المحرم بناء على اقتراح بعض الصحابة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يبدأ العام الهجري من شهر شعبان، واقترح بعضهم شهر رمضان، ثم أشار الصجابي عثمان بن عفان رضي الله عنه باعتماد شهر المحرَم كبداية للسنة الهجرية على اعتبار أنه منصرف الناس من حجهم، وهو شهر الله، كما أنه هو الشهر الذي اختارته العرب بداية لسنتهم من قبل مجيء الإسلام، وقد سماه الرسول بعد الإسلام شهر الله.

 قال الحسن البصري رحمه الله: إن الله افتتح السنة بشهر حرام، فليس في السنة شهر بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكان يسمى شهر الله الأحم من شدة تحريمه.

قال ابن حجر في فتح الباري: “وذكروا في سبب عمل عمر التاريخ أشياء: منها ما أخرجه أبو نعيم في تاريخه ومن طريقه الحاكم من طريق الشعبي: “أن أبا موسى كتب إلى عمر: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: أرِّخ بالمبعث، وبعضهم: أرخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرِّخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة. فلما اتفقوا قال بعضهم: ابدءوا برمضان، فقال عمر: بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم، فاتفقوا عليه”.

وعن محمد بن سيرين رحمه الله، قال: قام رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أرخوا، فقال عمر رضي الله عنه: ما أرخوا؟ قال: شيءٌ تفعله الأعاجم، يكتبون في شهر كذا من سنة كذا، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حسن، فأرخوا. فقالوا: من أي الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان، ثم قالوا: المحرم، فهو منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام، فأجمعوا على المحرم.