كيف كان سلوك الرسول في شهر رمضان؟ وكيف كان أتباعه يستعدون لملاقاة شهر رمضان؟ ما جزاء من قام هذا الشهر؟ ما المرتبة التي يحتلها الصائم؟ كيف يدخل المسلم الصائم الجنة؟ ما مميزات سلوك نبي الإسلام في شهر رمضان؟ ومتى يصح الصيام خارج هذا الشهر الكريم؟

عند الحديث عن سلوك الرسول في شهر رمضان، يجب أن نذكر أن الرسول -- كان يستنفر المسلمين استعدادا لملاقاة شهر رمضان المعظم الملاقاة اللائقة، حيث تتعمق وتتطور وتتكثف أعمال وسلوكيات عباد الرحمن، فيبرز عمق الإيمان ورصانة العقيدة وصدقها.

اللهم إني صائم

كان -عليه الصلاة والسلام- يدعوهم بكل لين، ومن دون ضغط أو تشديد إلى القيام التام بشعائرهم في هذا الشهر المبارك، يقول في هذا الصدد: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”. فالصيام عند سيد الورى يرتبط بعمق الإيمان وتطبيق أوامر الخالق، مما يحقق نتيجة عميمة؛ هي مغفرة كل الذنوب السالفة، فيصير المؤمن كالصفحة البيضاء لا تشوبها أية شائبة.

قال أبو هريرة: قال رسول الله --: “قال الله -عز وجل-: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم. والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه”.(1)

إن المسلم يصوم عن طعامه وشرابه وشهوته من أجل مرضاة الخالق سبحانه فيجازيه على ذلك. وتصبح بالصيام “كل حسنة بعشر أمثالها”.(2)

روي عن الرسول -- أنه قال: “من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الرَّيان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة. قال أبو بكر -رضي الله عنه-: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ فقال: “نعم، وأرجو أن تكون منهم”.

تبرز لنا أقوال نبي الإسلام أن المؤمن الصائم يتبوأ أعلى المراتب ويحصل على أرقى الجزاء. وروى سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن الرسول –- قال: “إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد”.

من مظاهر سلوك الرسول في شهر رمضان

يظهر لنا الحديث النبوي السابق أن المؤمنين طبقات وأصناف ترتبط بدرجة العبادات، ولطبقة الصائمين باب خاص بهم يبرز أفضليتهم وتميزهم عن غيرهم.

إن سلوك نبي الإسلام في شهر رمضان كان متميزا ومتعددا، نذكر منه:

1- الكرم والصدقة.

2- تدارس القرآن مع جبريل عليه السلام.

3- قيام الليل، ويوقظ أهله كذلك.

4- السحور الدائم.

5- الإفطار المحدد.

6- حفظ اللسان والجوارح.

الصيام خارج شهر رمضان

مارس نبي الإسلام الصوم في عدة أشهر وأيام من الأسبوع، نجد أنه كان يصوم:

1- شهر المحرم.

2- بعضا من شعبان.

3- ثلاثة(3) أيام من كل شهر.

4- صيام يومي عرفة وعاشوراء.

5- صيام يومي الإثنين والخميس.

إن سلوك نبي الإسلام وممارساته الدينية في شهر الصيام والصبر، يشكلان بالنسبة لعباد الرحمن القدوة أو النبراس الذي يمثل نموذجا يهديهم إلى الصلاح والفلاح في دينهم ودنياهم.


عبد المعطي