أحاديث نبوية تشير إلى قبسات من أنوار صبر النبي ﷺ.
عن عروة بن الزبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيءٍ مما صنعه المشركون برسول الله – ﷺ – قال: “بينا رسول الله – ﷺ – يصلي بفناء الكعبة؛ إذ أقبل عقبة بن أبي معيط وهو من الكفار، فأخذ بمنكب رسول الله – ﷺ – ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقًا شديدًا”، عقبة بن أبي معيط يلوي الثوب حول رقبة رسول الله – ﷺ – والرسول – ﷺ – يصلي، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر – رضي الله عنه – فأخذ بمنكبه ودفع عن النبي – ﷺ – ثم قال: { أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ } [غافر: 28]؛ (رواه البخاري).
إن رسول الله – ﷺ – لَما أُصيب في أحد فسال الدم على وجهه، رجع إلى المدينة ولا زال النزف في وجهه – عليه الصلاة والسلام – قام علي – رضي الله عنه – على رأسه، وفاطمة تأخذ من الإناء في يد علي، فتغسل وجه رسول الله – ﷺ – بالماء، ولكن الجرح لم يرق، فأخذت حصيرًا فأحرقته، ووضعت رماده على جرح رسول الله – ﷺ – فتماسك الجرح قليلًا حتى وقف الدم”؛ (رواه البخاري).
وعن ابن عباس قال: “لما قدم كعب بن الأشرف مكة، قال له قريش – وكان كعب بن الأشرف يهوديًّا -: أنت خير أهل المدينة وسيدهم”، وكان هذا قبل الهجرة “قال: نعم، قالوا: ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه، يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة، وأهل السقاية، قال: أنتم خير منه، فأنزل الله عز وجل: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر:3]؛ )صحيح ابن حبان، حديث رقم 6572 )
والصنبور في لغة العرب: هو الرجل الفرد الضعيف الذليل الذي لا أهل له ولا عقب أولاد، ولا ناصر ينصره.
وعن عائشة رضي الله عنها – في حادثة الإفك – قالت: كان رسول الله – ﷺ – إذا أراد أن يخرج سفرًا، أقرع بين أزواجه، فأيتهنَّ خرج سهمها خرج بها معه، فأقرع بيننا في غزاة غزاها، فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب… إلى أن قالت: فقال رسول الله – ﷺ -: (من يعذرني من رجل – يعني المنافق عبدالله بن أبي – بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرًا، وقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلا خيرًا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي)؛ (رواه البخاري ومسلم).
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كُسرت رباعيته يوم أحد، وشُجَّ في رأسه، فجعل يسلت الدم عنه، ويقول: (كيف يفلح قوم شجُّوا نبيهم، وكسروا رَباعيته، وهو يدعوهم إلى الله؟)، فأنزل الله عز وجل: (ليس لك من الأمر شيء)؛ (رواه مسلم).