اقرأ أيضا:
ووصف ابن عباس النبي صلى الله عليه وسلم أنه أجود بالخير من الريح المرسلة، لأن الريح لا تبقي ولا تذر، وكذلك حال النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يترك مالا عنده، بل كان ينفقه كله ويجود على الناس بكل ما عنده.
فكان ينفق ما عنده على الفقراء والمساكين والمحتاجين، ويساعد كل من يحتاج إلى مساعدة، ويرشد الناس إلى الخير والنفع.
ومن مظاهر التطوع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله بالليل لصلاة التهجد، بل ربما ذهب إلى بيت ابنته فاطمة، فيوقظها هي وزوجها عليا لصلاة التهجد.
ومن مظاهر التطوع التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم أنه سن لنا صدقة الفطر من غالب قوت الناس مما كان عندهم، فيخرجوها للفقراء والمساكين والمحتاجين، حتى لا يحتاجوا إلى السؤال في هذا الشهر، وأجاز بعض الفقهاء إخراجها قيمة، بل من عجيب التطوع في صدقة الفطر أنه كان فقيرا، وقد ملك قوت يوم العيد وفاض عنده؛ أخرج لغيره من الفقراء، حتى لا يبقى فقير واحد في يوم العيد، لأنه يوم فرح وسعادة، فلا ينبغي أن يحتاج الفقراء فيه؛ لتتم سعادتهم.
ويمتد التطوع في رمضان حتى لا يقف عند الفقراء، بل يكون لعموم المسلمين، من الأقارب والجيران والمعارف، من خلال تفطير الصائمين، وهو أعم من مساعدة الفقراء، لأن الصائم قد يكون غنيا، ويحث النبي صلى الله عليه وسلم على التطوع بتفطير الصائمين عموما، ويعد من يفعل ذلك أن له مثل أجر الصائم، كما في الحديث: ” من فطر صائما، كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء”.
كما يدخل في ذلك التصدق على الفقراء والمحتاجين بشراء ملابس العيد، وتوفير السلال الغذائية لهم في رمضان، وقضاء ديونهم، والتصدق عليهم، وقضاء حوائجهم، وإرشاد الناس إلى الخير، وتذليل الصعاب لهم، والوساطة لهم فيما يسهل لهم أمورهم، والكلمة الطيبة التي تدخل البهجة عليهم، والإحسان إليهم بكل أنواعه. وإن من ينظر إلى تطوع المسلمين في رمضان ليفخر بهذه الأمة، ويعلم أن هذه الأمة مازالت حية بعطائها المتجدد، وكثرة أنواع الخير والتسابق إليه، ما يعني أن هذه الأمة إن مرضت، لكنها لا تموت، وأن الخير فيها سجية، وأن الصالحين في هذه الأمة لا يعدمون، وأن الفطر الأصيلة في الأمة باقية، والخير فيها باق إلى يوم القيامة.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين