تحدث القرآن الكريم والسنة النبوية عن علامات الساعة الكبرى، وهي أحداث هائلة ستظهر قبل نهاية العالم مباشرةً، مشيرةً إلى قرب بداية الآخرة. لقد بدأت بالفعل بعض علامات الساعة الصغرى بالظهور، ولكن الكبرى ستكون غير عادية وتُرى بوضوح من الجميع.فهل تعلم أن يوم القيامة يقترب بعلامات واضحة؟
من أبرز العلامات: ظهور المسيح الدجال، نزول عيسى عليه السلام، ويأجوج ومأجوج. وهذه العلامات ليست مجرد قصص، بل حقائق حتمية تنبأ بها النبي محمد ﷺ، وستخبر البشرية بقرب نهاية الدنيا. معرفة هذه العلامات تساعد المؤمنين على الاستعداد روحياً لتلك الأوقات، والتمسك بالإيمان للنجاة من الفتن التي ستحل بالعالم. فهل أنت مستعد لما سيأتي؟
تعرّف على المزيد حول علامات الساعة الكبرى وتأكد من العمل الصالح والتوبة الدائمة لتكون على استعداد ليوم الحساب.
نعلم جميعا أن يوم القيامة آت لا ريب فيه، و أن لهذا اليوم علامات منها علامات الساعة الكبرى ، ومنها علامات صغرى، وذكر العلماء أن العلامات الصغرى قد حدثت بالفعل، وعلى المسلم أن يوجه نفسه للعمل الصالح، ويعمل جاهدا لإرضاء الله تعالى، فقد سأل النبي ﷺ من سأله عن الساعة قائلا له: وماذا أعددت لها؟، فهذا توجيه من النبي عليه الصلاة والسلام بالإقبال على الله بالعمل الصالح، والاستعداد بالطاعة .
إن الحديث عن علامات الساعة الكبرى يعد من المواضيع المهمة التي تثير اهتمام المسلمين على مر العصور، لأنها تتعلق بنهاية العالم وبداية الآخرة، وهي أحداث ستقع حتماً كما أخبر بها القرآن الكريم والسنة النبوية. تساهم هذه العلامات في تذكير المؤمنين بضرورة التمسك بالدين والاستعداد ليوم القيامة. يتناول هذا المقال تعريف علامات الساعة الكبرى والفرق بينها وبين علامات الساعة الصغرى، بالإضافة إلى ترتيبها وما تحقق منها حتى الآن، كما سنناقش دور المسلمين في رؤيتها وعلاقتها بتحرير القدس.
أول علامات الساعة الكبرى ظهور المهدي، ومن العلماء من يعتبر خروج الدجال أول العلامات الكبرى، على خلاف بينهم، وعلامات الساعة الكبرى على نوعين: مألوفة وغير مألوفة أما العلامات المألوفة فهي: ظهور المهدى، خروج الدجال، نزول عيسى بن مريم من السماء، خروج يأجوج ومأجوج، وهذه كلها أمور اعتيادية في ظاهرها، لأنهم بشر عاديون.
أما العلامات غير المألوفة من علامات الساعة الكبرى فهي : طلوع الشمس من المغرب لا من جهتها التي اعتاد الناس عليها منذ خلق البشرية، وخروج الدابة التي تكلم الناس إلى آخر ذلك من الآيات التي توحى باضطراب في الأمور مذهل للبشرية.
ما هو معنى الساعة؟
وعن سؤال ما هو معنى الساعة؟ نجد أن الساعة ـ وهى انْتهاء الحياة الدنيا، وبعْث الموتى من القبور لحياة أخرى ـ حقٌّ كما أجمعَتْ عليها الكتب والأديان السماوية. وجاءَتْ بِذَلك النُّصوص الكثِيرَة في الكِتاب والسنة. وهى قريبة مهْمَا طال الأمدُ بيْننا وبيْنها؛ لأنَّ كلَّ آتٍ قريب قال تعالى (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَمَا يُدْرِيَك لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قريبًا) ( الأحزاب : 63 )، ويَكْفي لبيان قُرْبِها انْتِهاء الرِّسالات السماوية برسالة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ـ ﷺ ـ. فَفِي الحديث الذي رواه مسلم ” بُعثْت أنا والساعةُ كهاتين “، وضمَّ السبَّابة والوُسطى.
وكل ما يُقال عن تحْدِيد وقْتها ليْس له سند صحيح. قال تعالى ( يَسْألُونَكَ عَنِ السَّاعَة أيَّانَ مُرْساهَا قُل إنَّما عِلْمُهَا عِنْد رَبِّي لَا يُجَلِّيها لِوَقْتِهَا إلَّا هُو ثَقُلَتْ فِي السَّمَواتِ والأَرْضِ لَا تَأْتِيكُم إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهًا قُلْ إنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ الله وَلكنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون ) ( الأعراف : 187 ) والحديث المتَّفق عليه في سؤال جبريل للنبي ـ ﷺ ـ عن السَّاعة مَعْروف حيثُ قال له ” ما المسئول عنها بأعْلم من السائل “.
وعلاماتُ السَّاعة ألِّفت فيها كتب خاصة، وفيها أحاديثُ صحيحة وأخرى غير صحيحة، والعلماء قسَّموا هذه العلامات إلى علاماتٍ صُغْرى وعلاماتٍ كبرى، والصغرى هي التي تَحْدث قبل يوم القيامة بزمَن طويل. وقد حَصَل بعضها في زماننا هذا بل قبل هذا الزمان. ومنها ما ورد في حديث جبريل مع النبي ـ ﷺ ـ ” أن تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَها، وأنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي البُنْيان ” ومنْها كثْرة الجهْل وقلَّة العلْم وإمَارَة الصِّبيان وكثْرة النساء وقلَّة الرجال حتَّى يكون للخمسينَ امرأة قَيِّمٌ واحد، وكثْرة الزِّنا والرِّبا والفِتَن. وكلُّ ذَلك وردَت به الأحاديث الصحيحة، وقد أوْصلها بعضُ العلماء إلى خَمْسِمَائَةِ علامةٍ.
تعريف علامات الساعة الكبرى
علامات الساعة الكبرى هي الأحداث العظيمة التي ستقع قبيل قيام الساعة مباشرة، وتدل على قرب نهاية الدنيا وبداية الآخرة. وقد وصفها النبي محمد ﷺ بأنها علامات واضحة ومذهلة وغير مسبوقة، فإذا بدأت فإنها تتابع بسرعة، مثل “حبات عقدٍ انقطع سلكه”. وتعتبر هذه العلامات من الغيب الذي اختص الله تعالى بمعرفته، إلا أنه جلّ وعلا أطلع نبيه الكريم على تفاصيلها لتكون عبرة وعظة للبشر.
أول علامات الساعة الكبرى
أول علامات الساعة الكبرى التي ستحدث على وجه التحديد هي ظهور المسيح الدجال، وهو فتنة عظيمة يمتحن الله بها عباده. سيتبعه نزول النبي عيسى بن مريم الذي سيقوم بقتله وينهي فتنته.
علامات الساعة الصغرى والكبرى كما وردت في القرآن والسنة
تحدث القرآن الكريم والسنة النبوية عن علامات الساعة الكبرى وكذلك علامات الساعة الصغرى. فالعلامات الصغرى هي التي تسبق العلامات الكبرى بفترات زمنية طويلة وقد بدأت بالظهور منذ عهد النبي ﷺ، مثل بعثته ووفاته، وانتشار الفتن، وظهور الفساد. أما العلامات الكبرى فهي أحداث ضخمة تحدث في زمن محدد، ومن أشهرها: خروج المسيح الدجال، نزول عيسى بن مريم، ظهور يأجوج ومأجوج، والدخان، وشروق الشمس من مغربها.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: “فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا” (محمد: 18)
وفي الحديث الشريف عن النبي ﷺ قال: “إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات…” (رواه مسلم).
ملخص لأهم أشراط وعلامات الساعة الكبرى
خروج المهدي
من علامات الساعة الكبرى ظهور المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، ويلي أمر هذه الأمة ويجدد لها دينها، وهو رجل يحكم بالإسلام ويملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وظلما، تنعم الأمة في عهده بالخيرات والنعم التي لم تنعم بمثلها قط، قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله : في زمانه تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم، والعدو راغم، والخير في أيامه دائم.
وقد وردت في شأن المهدي أحاديث كثيرة ما بين صحاح وحسان وضعاف .
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني – أو من أهل بيتي – يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا . وفي لفظ لا تذهب – أو لا تنقضي – الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ” (حديث حسن صحيح أخرجه أبوداود)
فتنة المسيح الدجال
لفظ الدجال على وزن فعال بفتح أوله والتشديد من الدجل وهو التغطية، وأصل الدجل معناه: الخلط، يقال: دجل إذا لبس وموه، وجمع دجال: دجالون، ودجاجلة. وسمي الدجال دجالا؛ لأنه يغطي الحق بباطله، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.
المراد بالدجال هنا: الدجال الأكبر الذي يخرج قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى عليه السلام.
وخروج الدجال من علامات الساعة الكبرى والأشراط العظيمة المؤذنة بقيام الساعة، وفتنته من أعظم الفتن والمحن التي تمر على الناس، ويسمى مسيحا؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوما، ولفظة المسيح تطلق على الصديق، وهو عيسى عليه السلام، وعلى الضليل الكذاب وهو الأعور الدجال .
قد تواترت الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ في ذكر خروج الدجال في آخر الزمان والتحذير منه، حيث وصفه الرسول ﷺ لأمته وصفا دقيقا لا يخفى على ذي بصيرة، كما حذر منه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبله أممهم ووصفوه لهم أوصافا ظاهرة.
ومن الأحاديث الواردة في ذلك حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: «قام رسول الله ﷺ في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: ” إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، إنه أعور، وإن الله ليس بأعور» (أخرجه البخاري ومسلم) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قال رسول الله ﷺ: ” ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه» (صحيح مسلم )
نزول عيسى ابن مريم عليه السلام
من أمارات الساعة العظام وأشراطها الكبار نزول عيسى ابن مريم عليه السلام آخر الزمان من السماء، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أنه ينزل قبل قيام الساعة فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويحكم بالقسط ويقضي بشريعة النبي ﷺ، ويحيي من شأنها ما تركه الناس، ثم يمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يموت ويصلى عليه ويدفن.
ورد في القرآن الكريم ثلاث آيات تدل على نزول عيسى عليه السلام:
الآية الأولى: قوله تعالى: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } الزخرف: 61 . أي أن نزول عيسى عليه السلام قبل القيامة علامة على قرب الساعة، ويدل على هذا: القراءة الأخرى (وإنه لَعَلَم للساعة) بفتح العين واللام، أي خروجه علم من أعلام الساعة وشرط من شروطها وأمارة على قرب قيامها. وروى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في تفسير هذه الآية {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61] قال: هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة .
وهذا المعنى مروي عن عدد من أئمة التفسير واختاره – الحافظ ابن كثير وغيره .
الآية الثانية: قوله تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد: 4]
والآية الثالثة: قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159] .
قرر كثير من المفسرين أن الضميرين في (به) ، و (موته) لعيسى ابن مريم عليه السلام ( تفسير الطبري (6 / 21) ، وتفسير البغوي (1 / 497) ، وتفسير ابن كثير (1 / 577))
خروج يأجوج ومأجوج
من علامات الساعة الكبرى التي أخبر بها الرسول ﷺ خروج يأجوج ومأجوج، وأصل يأجوج ومأجوج ونسبهم اختلف في اشتقاق الكلمتين: فقيل: هما اسمان أعجميان منعا من الصرف للعلمية والعجمة، وعلى هذا فليس لهما اشتقاق؛ لأن الأعجمية لا تشتق من العربية.
وقيل: بل هما عربيان، واختلف في اشتقاقهما، فقيل: من أجيج النار وهو التهابها، وقيل: من الأجاج وهو الماء الشديد الملوحة، وقيل: من الأج وهو سرعة العدو، وقيل: من الأجة بالتشديد وهي الاختلاط والاضطراب. وعند جمهور القراء: ياجوج وماجوج بدون همز، وأما قراءة عاصم فهي بالهمزة الساكنة فيهما.
والخلاصة من هذا: أن جميع ما ذكر في اشتقاقهما مناسب لحالهم، ويؤيد الاشتقاق من ماج قوله تعالى: { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} الكهف: 99 . وذلك حين يخرجون من السد .
وقد اختلف في نسبهم، فقيل: إنهم من ذرية آدم .
وقال الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى – أحد كبار علماء الأزهر سابقا: هم خلق من بني آدم، قال تعالى { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } ( الأنبياء : 96 ) حيث عاد عليهم ضمير الجمع للعاقل، ولحديث الصحيحين الذي يأمر الله فيه آدم يوم القيامة أن يخرج بعث النار، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون.
وما يقال عن أصلهم وراء ذلك فلا أصل له، وقد تحدث عنهم القرآن الكريم في سورة الكهف، حيث بنى ذو القرنين سدا لم يستطيعوا أن يظهروه ولا أن ينقبوه حتى يجيء الوعد الحق بالقيامة فيخرجوا. وتحدث عنهم النبي ﷺ كما ورد في الصحيحين بقوله ” ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ” وحلق بإصبعيه: الإبهام والتي تليها. وفي صحيح مسلم أن الله يخبر سيدنا عيسى بخروجهم، وأنهم سيحاصرونه هو ومن آمن معه، ثم يهلكهم الله، وبعد ذلك يفيض الخير ويرسل الله ريحا تقبض أرواح المؤمنين وتترك الكافرين لتقوم عليهم الساعة.
طلوع الشمس من مغربها
طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى غير المألوفة ، ولها أدلة ثابتة من الكتاب والسنة .
قال الله تعالى: { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [الأنعام: 158] .
قال ابن جرير الطبري – رحمه الله – بعد ذكره لأقوال المفسرين في الآية: وأولى الأقوال بالصواب في ذلك ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله ﷺ أنه قال: “ذلك حين تطلع الشمس من مغربها ” .
ومن الأحاديث على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ” لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن الناس أجمعون، فذلك حيث لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ” ( أخرجه البخاري ومسلم ) .
ومنها حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها” (أخرجه مسلم) .
ومنها حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “إن الله فتح بابا قبل المغرب، عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه” ( أخرجه الإمام أحمد )
خروج الدابة
من أشراط الساعة الكبرى غير المألوفة ، خروج دابة من الأرض في آخر الزمان تكلم الناس وتسميهم مؤمنا وكافرا، وذلك عند فساد الناس وتركهم أوامر الله تعالى.
قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: 82]
وجاء في حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: “اطلع النبي ﷺ علينا ونحن نتذاكر، فقال: ” ما تذاكرون “؟ : قالوا: نذكر الساعة قال: ” إنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم” (أخرجه مسلم).
ظهور دخان قبل قيام الساعة
قال تعالى: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ – يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ – رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ – أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ } [الدخان: 10 – 13].
وورد حديث حذيفة بن أسيد الغفاري المتقدم، قال: ” اطلع علينا رسول الله ﷺ ونحن نتذاكر الساعة فقال: ” ما تذاكرون “؟ قلنا: نذكر الساعة، قال: ” إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آَيات فذكر الدخان والدجال والدابة. . .” (أخرجه مسلم)
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ” بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال. . .” (أخرجه مسلم )
الخسوفات الثلاثة
من علامات الساعة الكبرى التي أخبر الرسول ﷺ بحدوثها في آخر الزمان الخسوفات الثلاثة، وقد دل على هذا حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه – وقد سبق ذكره – وفيه أن رسول الله ﷺ قال: “إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، وذكر منها ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب” (أخرجه مسلم) .
ومنها حديث أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: سمعت رسول ﷺ يقول: “سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب “، قلت: يا رسول الله أيخسف بالأرض وفيها الصالحون؟ قال لها رسول الله ﷺ: ” إذا أكثر أهلها الخبث” (أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط)
النار التي تحشر الناس
آخر الآيات الكبرى والعلامات العظمى لأشراط وعلامات الساعة الكبرى أول الآيات المؤذنة بقيام القيامة خروج نار تحشر الناس إلى محشرهم.
وجاءت الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن من قعرة عدن، وجاءت روايات أخرى بأنها تخرج من بحر حضرموت، ومن الأحاديث التي تبين ذلك: حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة وآخره قوله ﷺ: ” وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ” ، وفي رواية: ” نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس” (أخرجه مسلم).
قال الحافظ ابن حجر: (ووجه الجمع بين هذه الأخبار أن كون النار تخرج من قعر عدن لا ينافى حشرها من المشرق إلى المغرب، وذلك أن إبتداء خروجها من قعر عدن، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها، والمقصود بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (تحشر الناس من المشرق إلى المغرب) هو إرادة تعميم الحشر، لا خصوص المشرق والمغرب، وأما الغاية إلى المغرب فلأن الشام بالنسبة للمشرق: مغرب
حديث أنس رضي الله عنه: «أن عبد الله بن سلام لما أسلم سأل النبي ﷺ عن مسائل ومنها: ما أول أشراط الساعة؟ فقال النبي ﷺ: ” أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب” (أخرجه البخاري) .
ترتيب علامات الساعة الكبرى
من الصعب تحديد ترتيب دقيق لعلامات الساعة الكبرى، لأن النصوص الشرعية لم تأتِ بترتيب واضح لكل العلامات، ولكن يمكننا استنباط ترتيب تقريبي لبعضها بناءً على الأحاديث النبوية:
- ظهور المسيح الدجال: يُعد المسيح الدجال من أعظم الفتن التي ستحل بالبشرية.
- نزول عيسى بن مريم: سيكون نزوله لنصرة المؤمنين وقتل الدجال.
- ظهور يأجوج ومأجوج: سيعيثون في الأرض فساداً.
- الدخان: يُغشي الأرض دخانٌ عظيم يملأ الفضاء.
- شروق الشمس من مغربها: وهو من العلامات الكبرى التي لا يقبل بعدها الإيمان لمن لم يكن مؤمناً.
- الدابة: تخرج تكلم الناس وتبيّن لهم حقيقتهم.
- رفع القرآن: يُرفع القرآن من صدور الناس ومن المصاحف.
- النار التي تحشر الناس: تسوق الناس إلى محشرهم.
علامات الساعة الكبرى التي تحققت
حتى الآن، لم يتحقق أي من علامات الساعة الكبرى، وجميعها لم تقع بعد، فكل ما ظهر حتى الآن هي علامات صغرى، مثل كثرة الفتن والهرج وظهور الفساد، وبعثة النبي ﷺ التي تعد أول علامة من علامات الساعة الصغرى.
هل المسلمون يرون علامات الساعة الكبرى؟
نعم، المسلمون سيرون علامات الساعة الكبرى بشكل واضح وملموس، لأنها علامات ضخمة وغير عادية. قد أخبر النبي ﷺ بالتفصيل عن بعض هذه العلامات وكيفية ظهورها، مثل ظهور الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وظهور يأجوج ومأجوج، مما يُبين أن الناس جميعاً، مؤمنين وغير مؤمنين، سيشهدون هذه الأحداث.
هل تحرير القدس من علامات الساعة؟
تحرير القدس بحد ذاته ليس من علامات الساعة الكبرى، ولكن هناك نبوءات في الأحاديث تشير إلى أن القدس والأرض المقدسة سيكون لها دور مهم في أحداث آخر الزمان. وقد ذكر النبي ﷺ في حديث أنه ستكون هناك معركة كبرى بين المسلمين وأعدائهم في آخر الزمان تعرف بملحمة “الملحمة الكبرى” وسيكون لها ارتباط ببيت المقدس.
خلاصة
يظل الحديث عن علامات الساعة الكبرى تذكيراً للمسلمين بضرورة التمسك بإيمانهم والعمل الصالح، والاستعداد للقاء الله تعالى. ورغم أننا لا نعرف متى ستقع هذه العلامات، فإن التحذيرات والتوجيهات التي جاء بها النبي ﷺ تساعد المؤمنين على الاستعداد لتلك الأوقات وعدم الوقوع في الفتن. تبقى هذه العلامات تذكيراً بمحدودية هذه الحياة وأن النهاية قادمة لا محالة.