“فصول في التفكير الموضوعي .. منطلقات و مواقف” هو أحد الكتب التي ألفها المفكر والكاتب المعروف الدكتور عبدالكريم بكار ضمن سلسلة سماها ب”الرحلة إلى الذات”، وهو أحد الكتب الرائدة في هذا الموضوع المهم.
يقع كتاب “فصول في التفكير الموضوعي” في ثلاثمائة و خمس صفحات من القطع الكبير . وقد طُبِعَ الكتابُ طبعته السادسة عام ألف وأربعمائة وإحدى وثلاثين الموافق عامَ ألفين و عشر ميلادية 2010م .
أقسام كتاب “فصول في التفكير الموضوعي”
قسّم المؤلف الدكتور عبد الكريم بكار كتابه إلى ستة فصول تناولت التفكير الموضوعي بعمق و شمولية، فتحدث في الفصل الأول عن التفكير بصورة عامة ولماذا كان التفكير ضرورة حيوية ، وتحسين التفكير ومما قاله في هذا الباب:
“إن على المسلم أن يعتقد اعتقاداً جازماً أنه ما من ظرف أو حالةٍ أو موضوع إلا يمكن إدخال شيء من الإصلاح عليه لإكثار ما فيه من خير وإيجابية ، أو بتقليل ما فيه من شر وسلبيات”.
وتحت عنوان : القراءة هي البداية ذَكَرَ د.عبدالكريم بكار أنه من المستحبِّ أن يخصِّصَ الواحدُ منّا 70% من قراءاتهِ لمجالٍ محددٍ يصبحُ إماماً فيهِ، يستطيعُمن خلالهِ رفعَ عَتَبَةِ تخصصهِ، وإضافة شيءٍ إلى التراكم المعرفي، ويُخصِّصَ باقي الجهد للاطلاعِ على العلوم المختلفة ، ونبَّهَ المؤلفُ إلى أهمية أن يُخصَّصَ وقتٌ للقراءة ووقتٌ للتفكير .
ثم تكلم الكاتبُ ف يمؤلفه “فصول في التفكير الموضوعي” عن التفكير العلمي وهو مجموعة من المبادئِ التي توجِّهُ العلماء عند البحث عن المعرفة الجديدة ، ثم تناول التفكير الموضوعي وبيّنَ أنّ (الموضوعية) تمثلُ إحدى أهمّ سماتِ التفكيرِ العلمي ، حيثُ أنها ذاتُ أثر فعّالٍ في جميعِ عملياتِهِ .
بناء القرآن الكريم للخلفية التاريخية
و أما الفصلُ الثاني من كتاب “فصول في التفكير الموضوعي” فهو في بناءِ القرآن الكريمِ للخلفية التاريخية للموضوعية ، وذلك عن طريق :
- معرفة حدود الذات .
- التَثَبُّت .
- نَبْذُ الآبائية : لأنه كثيراً ما يكون تراثُ الآباءِ سبباً في تعطيلِ العقلِ والاستفادةُ من خيرٍ طارفٍ يخالفُ ما كان عليهِ السابقون .
- إنصافُ الناسِ وعدمُ هضمِ حقوقهم.
- النظرة التفصيلية : ووضح المؤلف أن من أكبر الأخطاء التي تنافي الموضوعية إصدار الأحكام في القضايا الإنسانية حيثُ يتشابكُ عدٌ من العواملِ في إيجادِ الظاهرةِ الواحدة .
- نقد الذات : حيث يمثل إحدى قممِ الموضوعية فهو إقرار ببشرية بني آدم التي لا تستطيع أن تخرج من دوائر الجهل والقصور والخطأ .
- المرونة الذهنية : التي توجدُ لدى الإنسانِ مساحاتٍ للحركةِ يوازنُ فيها بيسن الخير والشر وأنواعِ الخير وأنواعِ الشر ، فيحاولُ من خلالِها النفاذُ إلى تحقيقِ خيرِ الخيرين ، ودفعِ شرِّ الشرَّين .
بناء المجال النظري للموضوعية
أما الفصل الثالث من كتاب “فصول في التفكير الموضوعي” فكان في بناء المجال النظري للموضوعية وهو يقوم على :
- البعد عن الظن
- التجرد من الأهواء
- الانسجامُ الذاتي : وهذا الانسجام ينبغي أن يتجلى في اتساق أقوال المرء مع معتقداته ، وفي أفعالهِ مع أقوالِهِ .
- المسؤولية : حيث يتحمل الإنسانُ مسؤولية ما قام به من عملٍ في حدودِ شروطٍ موضوعيةٍ معيَّنةٍ ، ولهُ ثمرةُ جُهدِهِ الخاص.
- مراعاة التكاليف الشرعية للطاقات البشرية .
- البعدُ عن الذاتيّةِ
- احترام الاختصاص
- الدقة
- الإنصاف
- التعامل مع الحقيقة : وذلك بعدم الوقوف عند الصور والأسماء والأوصاف غير المؤثرة في النتائج ومثل لذلك بقوله : إن تسمية الخمر بالشرابِ، أو الأشربةِ الروحيةِ ، أو المكيّفاتِ كل أولئك لا يغير من واقعِ الأمرِ شيئاًما دامَ التحريمُ ليسَ من أجلِ الاسم.
تجليات الموضوعية عند علماء المسلمين
ثم الفصل الرابع من كتاب “فصول في التفكير الموضوعي” والمتمحور حول تجليات الموضوعية عند علماء المسلمين .. معالم وإجراءات ، فتحدث فيه د. عبدالكريم بكار عن الموضوعية ومناهجِ البحث العلمي، وموضوعية علماء المسليمن تُجاهَ تقويمِ الأشخاصِ، و سردَ أمثلة لذلك من كتب علمِ الرجال .
ثم تحدث المؤلف عن موضوعية علماء حِيال الأفكار والأحداثِ وذلك بالتزام الواقعية والوسطية .
صور و مواقف تنافي الموضوعية
وبعد ذلك الفصلُ الخامسُ من “فصول في التفكير الموضوعي” و تضمن صور و مواقف تنافي الموضوعية وهي :
- التعصب وذكر أنواعَ التعصب
- اعتقاد أن كل ما في المذهب صحيح ويقصد بالمذهب المذهب الفقهي .
التشنيعُ على المخالف والمبالغة .
- عقلية البُعد الواحد :أي التأكيد على عنصر واحد من ظاهرةٍ ذاتُ عناصرَ متعددة إدركاً و تعاملاً وإبرازاً .
- التفسي التآمر للتاريخ : وبين أن الموقف من التآمر ينبغي أن يكون مبنياً على العلم، أو الظن الراجح ،لا على الشكوك ، والقياسات الفاسدة ، لأن تضخيم التآمر سيكون له ردة فعل خاطئ، والاستهانةُ بهِ ستؤدي إلى عدم مواجهته، وكلا الأمرين ضرر وخطر .
- لكل قاعدةٍ شواذ .
- إسقاطُ القاعدةِ بالنمثالِ الشاذّ
- تقديس الفرد .
- الخلل في علاقة المتقابلات.
- الكيل بمكيالين .
- الخضوع لسلطة الجماهير.
- سوء التعامل مع الألفاظ.
- اضطراب ردود الأفعال .
وأما الفصل السادس و الأخير من كتاب “فصول في التفكير الموضوعي .. منطلقات و مواقف” فهو في كيفية بناء التفكير الموضوعي.