اقرأ أيضا:
القيم الأخلاقية : وهي أساس تقدير الاختلافات، إنها صفات وجدانية وفكرية جدير بأصحاب الفكر و الثقافة تمثلها، مثل الصبر و النبل والرحمة والأمانة ، فلا اختلاف حقيق بالتقدير من غير بناء الثقافة على القيم الأخلاقية، لأنها من جهة، هي التي تورث في قلب المثقف الحافزية النفسية لاستدامة الثقافة، وهي التي من جهة أخرى تحفظ للوطن الفكري تماسكه واستدامته، وثقافة منفصلة عن الأسس الأخلاقية هي ثقافة تبني أركانها على الحوار الخلافي وتغذي دوافع العنف والتنازع .
إصلاح جهاز التفكير : ثمة أمراض فكرية عديدة تسود وتنتشر وتسبب العطالة المعرفية و الاجتهاد الإبداعي، ومن هذه الأمراض ما أسميه بأمراض التفكير، مثل التفكير الإنابي، ومعناه أن نستسلم لشخصية تراثية أو مدرسة معرفية كي تنوب عنا في الإجابة عن تحديات زمننا، فالإنابي عائق عن الإبداع و التجديد، وثمة التفكير التقابلي، الذي لا يفكر لأجل الإبداع و الإضافة النوعية، وإنما يفكر لكي يختلف عن المجال المقابل له في الرؤية و المنهج؛ فهو دوما يرى الآخر مقلوبا ومعكوسا، وهذا شكل مرضي وعائق نفسي ينبغي إماطته عن الطريق نحو الإبداع والحرية . وغيرها من أمراض التفكير الأخرى .
إشاعة التجارة الفكرية و الحراراة الحوارية : وذلك لأن التجارة مبناها التنافس و التباري لأجل الربح، كذا عالم الثقافة و الأفكار، من الأجمل أن يكون فيه تباري وتنافس لأجل الظفر بمعارف جديدة أو نقد المعارف الضعيفة. بينما الحراراة الحوارية وتكثير النقاش المعرفي، يثمران إلانة المذاهب والنماذج التي تتحكم في الفكر و الوعي، فالمعرفة وحرارة النقاش تذيب تلك الأطر السابقة على الإدراك وتفتح العقل على رؤية ما لم يره من قبل .
جلي إذن، أننا لازلنا لم نبلغ بعد مرحلة يمكن أن نقول فيها ، إننا نمارس الاختلاف، لأننا لم نشرع في كتابة ذواتنا الثقافية كتابة إبداعية، و الاختلاف الذي نعيشه هو اختلاف الدرجة الثانية و ليس الأولى، وهو بدوره مقدمة نحو التجديد الثقافي الذي متى أراد النجاح فعليه أن يصرف المحددات السلبية و يستحضر المحددات الإيجابية.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين