قال تعالى : {فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ} [محمد: 4]
جاء قوله تعالى: (فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ ) بالنصبِ على تقديرِ فاضربوا الرقابَ ضربا، والموقفُ موقفُ قتالٍ يحتاجُ إلى السرعةِ والحركِة فأوجزَ بحذفِ الفعلِ من المقال، إذ قال: فضربَ الرقابِ، للدلالةِ على السرعةِ في امتثالِ الأمر، ودلَّ النصبُ في (ضربَ) على استعمالِ الجملةِ الفعليةِ فاضربوا الرقابَ ضربًا، والجملةُ الفعليةُ تدلُ على الحدوثِ والتجددِ، فهو ضربٌ حادثٌ موقوتٌ في حالةِ الملاقاةِ في المعركةِ لا في مطلقِ الزمانِ والمكان، ولو جاءَ مرفوعا فضربُ الرقابِ، لكانت جملةً اسميةً دالةً على ثبوتِ الوصفِ واستمرارِه من ضربِ الأعناقِ عند كلِّ لقاءٍ في القتالِ وغيرِه، وهذا غير ُمرادٍ، وضعفُ الفهمِ في دلالةِ العربيةِ سببٌ للشَّطَطِ في الأحكامِ وزللِ الأفهام!