في اليوم العالمي للترجمة، تكمن أهمية الترجمة في دورها الفارق والمهم في حوار الحضارات الذي يهدف إلى تقوية التواصل في فهم الحضارة في إطار من التعاون المبني على الاحترام المتبادل والأمانة والدقة. وقد لعبت الترجمة دورا حضاريا وثقافيا وعلميا بدأ منذ بزوغ فجر التاريخ البشري، ولا تزال تقوم بدورها حتى وقتنا هذا، على الرغم من تحديات العولمة وحصار التكنولوجيا، الذي يسعى للحد من تطورها واستمرارها.

عندما نتحدث عن الترجمة فإننا بالضرورة نتحدث عن اللغة، أواللغات، مع انعكاساتها المعقدة على الهوية والتواصل والتكامل الاجتماعي والتعليم والتنمية، لها أهمية استراتيجية للبشر وكوكب الأرض. هناك وعي متزايد بأن اللغات تلعب دورا حيويا في السلم التنمية، وفي ضمان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، ولكن في تحقيق التعليم الجيد للجميع وتعزيز التعاون كذلك، وبناء مجتمعات المعرفة الشاملة والحفاظ على التراث الثقافي، وفي تعبئة الإرادة الحاكمة لتطبيق فوائد العلم والتكنولوجيا للتنمية المستدامة.

اليوم العالمي للترجمة

يعتبر تعدد اللغات عاملا أساسيا في الاتصال المنسجم بين الشعوب، كما تعتبره الجمعية العامة للأمم المتحدة قيمة أساسية للمنظمة. ومن خلال تعزيز التسامح، يضمن تعدد اللغات المشاركة الفعالة والمتزايدة للجميع في عمل المنظمة، وكذلك زيادة الفعالية والأداء الأفضل والشفافية المحسنة.

لماذا اليوم العالمي للترجمة؟

في هذا الإطار، يحتفل العالم في 30 سبتمبر من كل عام بـ “اليوم العالمي للترجمة”، وهي فرصة للإشادة بعمل المتخصصين في اللغة، الذين يلعبون دورا مهما في التقريب بين الشعوب والدول، وتسهيل الحوار والتفاهم والتعاون بين المجتمعات، والمساهمة في التنمية وتعزيز السلام والأمن العالميين.

في 24 مايو 2017، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 71/288 بشأن دور المتخصصين في اللغة في ربط الدول وتعزيز السلام والتفاهم والتنمية، وأعلنت يوم 30 سبتمبر “اليوم العالمي للترجمة”. أما لماذا يوم 30 سبتمبر؟ فذلك أمر آخر.

وتكمن أهمية اليوم العالمي للترجمة في الاعتراف بدور الترجمة الاحترافية في الدول المرتبطة ببعضها البعض. وقد تم تخصيص اليوم لإظهار تضامن مجتمع الترجمة في جميع أنحاء العالم، وكمحاولة لتعزيز مهنة الترجمة في بلدان مختلفة كمهنة أساسية في عصر العولمة التقدمية. وأيضا لإبراز دور المترجمين في ربط الدول والشعوب المختلفة وتعزيز السلام والتنمية ومستوى التفاهم بين الثقافات.

إن نقل العمل الأدبي والعلمي والفني، من لغة إلى لغة أخرى، والترجمة المهنية، بما في ذلك الترجمة المناسبة والتفسير والمصطلحات، أمر لا غنى عنه في عصرنا الحالي، للحفاظ على الشفافية والوضوح والمناخ الإيجابي والإنتاجية في الخطاب الثقافي العام والتواصل بين الأشخاص والمجتمعات.

ما هي الترجمة؟

الترجمة هي نقل الكلام أو النص من لغته الأصلية التي كُتب بها إلى لغة أخرى مع الالتزام بنقل الكلمات بطريقة صحيحة لتتشابه مع معانيها الأصلية حتى لا يؤدي إلى تغيير في معنى النص الأصلي. فالترجمة أو النقل هي عملية تحويل نص أصلي مكتوب (ويسمى النص المصدر) من اللغة المصدر إلى نص مكتوب (النص الهدف) في اللغة الأخرى. فتعد الترجمة نقلا للحضارة والثقافة والفكر.
وتنقسم الترجمة إلى أنواع أو أقسام: ترجمة كتابية وتحريرية ونصية وفورية وشفوية وسماعية.
ويرجع أصل كلمة “ترجمة” إلى اللغة اللاتينية وتعني “نقل”، أما المترجم هو الشخص أو الجهاز الذي يقوم بنقل الكلام أو النص من اللغة الأصلية إلى لغة أخرى، فكل شخص له أسلوبه الخاص في الترجمة ويجب أن يبتعد المترجم عن الترجمة الحرفية لأنّه سيؤدي به إلى الفشل في صياغة النص.
ولا تكون الترجمة في الأساس مجرد نقل كل كلمة بما يقابلها في اللغة الهدف ولكن نقلا لقواعد اللغة التي توصل المعلومة ونقلا للمعلومة ذاتها ونقلا لفكر الكاتب وثقافته وأسلوبه أيضاً، لكن اختلفت النظريات في الترجمة على كيف تنقل هذه المعلومات من المصدر إلى الهدف، فوصف جورج ستاينر نظرية ثالوث الترجمة: الحرفية (أو الكلمة بالكلمة) والحرة (الدلالة بالدلالة) والترجمة الأمينة.
وتعتبر الترجمة فناً مستقلاً بذاته حيث أنه يعتمد على الإبداع والحس اللغوي والقدرة على تقريب الثقافات وهو يمكن جميع البشرية من التواصل والاستفادة من خبرات بعضهم البعض.

تعدد اللغات قيمة أساسية للأمم المتحدة

اللغات، مع انعكاساتها المعقدة على الهوية والتواصل والتكامل الاجتماعي والتعليم والتنمية، لها أهمية استراتيجية للناس وكوكب الأرض.

هناك وعي متزايد بأن اللغات تلعب دورًا حيويًا في التنمية، وفي ضمان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، ولكن في تحقيق التعليم الجيد للجميع وتعزيز التعاون كذلك، وبناء مجتمعات المعرفة الشاملة والحفاظ على التراث الثقافي، وفي تعبئة الإرادة السياسية لتطبيق فوائد العلم والتكنولوجيا للتنمية المستدامة.

تعدد اللغات

يعتبر تعدد اللغات عاملاً أساسياً في الاتصال المنسجم بين الشعوب، كما تعتبره الجمعية العامة للأمم المتحدة قيمة أساسية للمنظمة. ومن خلال تعزيز التسامح، يضمن تعدد اللغات المشاركة الفعالة والمتزايدة للجميع في عمل المنظمة، وكذلك زيادة الفعالية والأداء الأفضل والشفافية المحسنة

الترجمة مهنة نبيلة

الترجمة مهنة نبيلة محورها نشاط معرفي وفضاء ثقافي وإبداعي، وتتجلى أهميتها في كونها تُفضي إلى تقارب الثقافات والشعوب، ونشر علومها المختلفة على نطاق أوسع بدلاً من حصر فائدتها في المجتمع المحلي. إنها تسمح بحوار الثقافات بين مختلف الشعوب والأمم، على اختلاف لغاتها وأعراقها ومعتقداتها، بدلا من الانكفاء محليا في عصر أصبحت فيه العولمةُ هي السمة الأكبر.

ويُقصد باليوم العالمي للترجمة فرصة للإشادة بعمل المتخصصين في اللغة، الذين يلعبون دورا مهما في التقريب بين الدول والشعوب والثقافات، وتسهيل الحوار والتفاهم والتعاون، والمساهمة في التنمية وتعزيز السلام والأمن العالميين. إن نقل العمل الأدبي أو العلمي، بما في ذلك العمل الفني، من لغة إلى لغة أخرى، والترجمة المهنية، بما في ذلك الترجمة المناسبة والتفسير والمصطلحات، أمر لا غنى عنه للحفاظ على الوضوح والمناخ الإيجابي والإنتاجية في الخطاب العام الدولي والتواصل بين الأشخاص.

تاريخ الترجمة وأول من احترفها

ورد في سجلات التاريخ عن المترجمين والمفسرين المحترفين بأنهم ظهروا منذ عام 4000 قبل الميلاد. حيث كان الرومان أول من باشر مهنة الترجمة. وكان “سيسيرو” و”هوراس” أول من وضع النظريات المتعلقة بالكلمة والمعنى.

أما السجلات الأولى للمفسرين فهي من كارثاج، حيث كانوا يضعون وشم الببغاء على رؤوس المفسرين المحلوقة. وقد شكلت هذه بمثابة علامة تجارية، فإذا عرف وأتقن المفسر 4 أو أكثر من اللغات، يتم وضع وشم الببغاء مع الأجنحة المطوية على رأسه.

الترجمة فن قديم قدم الأدب المكتوب. فقد تم ترجمة أجزاء من ملحمة جلجامش السومرية، من بين أقدم الأعمال الأدبية المعروفة، إلى عدة لغات آسيوية منذ الألفية الثانية قبل الميلاد.

ومع ظهور الحواسب، جرت محاولات لاستخدام الحاسوب أو ترجمة النصوص من اللغة الطبيعية بالترجمة الآلية أو لاستخدام الحاسوب كوسيلة مساعدة للترجمة، الترجمة بمساعدة الحاسوب.

أما أول حضارة عرفت الترجمة فهي حضارة ما بين النهرين، وكانت عبارة عن معجم مكتوب فيه مجموعة كلمات وتقابلها معانيها، وازدهرت الكتابة بعد ذلك في بلاد الرافدين ومصر القديمة، أما العرب وبعد إنتشار الدولة الإسلامية واختلاطهم بأمم وشعوب مختلفة كالروم والفرس، ظهرت حاجتهم لعلومهم مما أدى بهم إلى ترجمة الكتب والمؤلفات، ومع ظهور الدولة الأموية ظهرت عمليات التعريب وازدهرت بعد ذلك في زمن الدولة العباسية، وتطورت الترجمة فأصبحوا يترجمون الجمل بدل الكلمات، وازدادت حاجة العرب للترجمة للنهوض بالدول وتحقيق التقدم الحضاري بعد ما وجدو التقدم العلمي والتكنولوجي في الدول الغربية على غرار الدول العربية، فقاموا بإرسال بعثات للدول الغربية وتأسيس مدرسة للغات للحاق بالتطور والتقدم الذي حققته الدول الغربية.

 الترجمة عند العرب والمسلمين

عرف العرب الترجمة منذ أقدم عصورهم، ولقد أشار الدكتور عبد السلام كفافي في كتابه “في الأدب المقارن” إلى أن العرب كانوا “يرتحلون للتجارة صيفًا وشتاء ويتأثرون بجيرانهم في مختلف نواحي الحياة، لقد عرفوا بلاد الفرس، وانتقلت إليهم ألوان من ثقافتهم. وانتقلت بعض الألفاظ الفارسية إلى اللغة العربية، وظهرت في شعر كبار الشعراء، وكان الأعشى من أشهر من استخدموا في شعرهم كلمات فارسية. كذلك عرف البعض جيرانهم البيزنطيين.

إذن احتك العرب والمسلمون منذ الأزل بالشعوب الثلاثة المحيطة بهم، الروم في الشمال والفرس في الشرق والأحباش في الجنوب، ومن الصعب قيام مثل هذه الصلات الأدبية والاقتصادية دون وجود ترجمة، وإن كانت في مراحلها البدائية.

وفي زمن الدولة الأموية، تمت ترجمة الدواوين، واهتم بحركة الترجمة الأمير خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. وكانت الترجمة في العصر العباسي بعد الفتوحات، واتساع رقعة الدولة نحو الشرق والغرب، واتصال العرب المباشر بغيرهم من الشعوب المجاورة وفي مقدمتهم الفرس واليونان ولا سيما في العصر العباسي، ازدادت الحاجة إلى الترجمة، فقام العرب بترجمة علوم اليونان، وبعض الأعمال الأدبية الفارسية، فترجموا عن اليونانية علوم الطب والفلك والرياضيات والموسيقى والفلسفة والنقد.

وبلغت حركة الترجمة لدى العرب والمسلمين مرحلة متطورة في عصر الخليفة هارون الرشيد وابنه المأمون، الذي يروى أنه كان يمنح بعض المترجمين مثل حنين بن إسحق ما يساوي وزن كتبه إلى العربية ذهبًا، ومن المعروف أن المأمون أسس دار الحكمة في بغداد بهدف تنشيط عمل الترجمة، وقد ترجم وألّف حنين بن إسحق الكثير من الكتب في علوم متعددة، وتابع ابنه إسحق بن حنين بن إسحق هذا العمل.

في القرن التاسع الميلادي، قام العرب والمسلمون بترجمة معظم مؤلفات أرسطو، وهناك مؤلفات كثيرة ترجمت عن اليونانية إلى العربية، وضاع أصلها اليوناني فيما بعد، فأعيدت إلى اللغة اليونانية عن طريق اللغة العربية أي أنها لو لم تترجم إلى اللغة العربية لضاعت نهائيًا.

ولعل أشهر كتاب ترجمه العرب هو كتاب “كليلة ودمنة” الذي ألفه باللغة السنسكريتية الفيلسوف الهندي بيدبا، وقام عبد الله بن المقفع وهو فارسي الأصل في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور بترجمته من الفارسية إلى العربية وأضاف إليه بعض الأشياء. ولقد حدث أن أعيدت ترجمة الكتاب إلى اللغة الفارسية عن النص العربي، لضياع الترجمة الفارسية. 

هل أجاز العلماء الترجمة وتعلّم اللغات؟

لقد أجاز العلماء تعلم اللغات للحاجة والضرورة، بل قد يكون تعلُّمها واجباً إذا احتاج إليها المسلمون لمثل أخذ الحيطة والاستعداد للأعداء أو تعريب العلوم ونقلها والاستفادة منها..إلى غير ذلك من الأمور التي تفيد مناعة أهل الإسلام الفكرية والثقافية والحضارية.
وهناك قاعدة أصولية مشهورة ومعروفة بين أهل العلم وهي: “ما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب مثله”، ومن هذا الباب ما جاء في الحديث الصحيح عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: قال لي رسول الله : “أتحسنُ السريانية (إحدى اللغات السامية)؟ فقلت: لا، قال: فتعلّمها فإنّه يأتينا كُتُب، فتعلّمتها في سبعة عشر يوماً، قال الأعمش: كانت تأتيه كتُبٌ لا يشتهي أن يطّلع عليها إلا من يثق به.
وقال الألباني رحمه الله في كتابه “سلسة الأحاديث الصحيحة”، تعليقاً على حديث نُسب إلى رسول الله: “وهذا الحديث في معنى الحديث المتداول على الألسنة: “من تعلّم لسان قومٍ أمن من مكرهم”، ولكن لا أعلم له أصلاً بهذا اللفظ، ولا ذكره أحدٌ ممّن ألّف في الأحاديث المشتهرة على الألسنة، فكأنّه إنّما اشتهر في الأزمنة المتأخرة”.

الترجمة هل هي مهنة مهددة بالزوال؟

مثل أي مهنة، تعتبر الترجمة مهنة تواجه تحديات كثيرة يواجهها الجميع بمن فيهم المحترفون. والأمم المتحدة والاتحاد الدولي للمترجمين الذي تم تأسيسه في خمسينيات القرن الماضي تحتفيان باليوم العالمي للترجمة وبجهود المترجمين ومجتمع الترجمة العالمي، في محاولة لتعزيز المهنة القديمة التي تدخل في منافسة شديدة حاليا مع الآلات والذكاء الاصطناعي رغم تزايد الحاجة إليها في عصر العولمة والاتصالات.

قبل عدة سنوات أعلنت غوغل عن إطلاق نظام الترجمة الآلية العصبية (GNMT)، مؤكدة أنه لن يمكن تمييز الترجمات الآلية بهذه التقنية عن ترجمات البشر، وتزايد الاعتقاد بأن المهنة العريقة في طريقها إلى الاندثار على أيدي الآلات.

ومع ذلك لا يبدو أن وعود المبرمجين بإزالة الحواجز اللغوية وانتفاء الحاجة إلى المترجمين قد تحققت بعد، فمنذ عقود -عندما تم ابتكار أول عملية ترجمة آلية عبر الحواسيب- لم يتم الاستغناء عن المترجمين الذين لا يزالون يعملون في شتى المجالات. ويتزايد الاعتقاد بأن الترجمة الآلية ستفيد كأدوات مساعدة للمترجمين البشريين، بدلا من أن تكون بديلا عنهم، وذلك لمجموعة من الأسباب.

مرحبا بكل اللغات

ويعتقد كثير من المترجمين أن الآلات تترجم الكلمات، بينما يترجم البشر الأفكار التي لا تستطيع البرمجيات والخوارزميات الآلية أن تنقلها بين اللغات المختلفة، إذ كل ما تفعله هو تحويل كلمات اللغة إلى لغة أخرى باستخدام القواميس وقواعد النحو واللغة.

لكن الترجمة ليست مجرد تحويل كلمات اللغة إلى لغة أخرى، وهنا يظهر عيب الآلات الكبير، إذ لا تستطيع فهم الفكرة الكامنة وراء النص، كما تفشل في نقل “النبرة” واللمسة الإنسانية، مما يحوّل النصوص إلى كلام مسطح بلا روح.

إضافة إلى ذلك، لا يمكن للآلات تحديد وتصحيح الأخطاء في النص الأصلي، فبخلاف الأخطاء الإملائية والمطبعية لا تتعرف البرمجيات والخوارزميات على أخطاء النص المصدر وتحوّله لغويا إلى اللغة المستهدفة بدون إدراك لكونه خطأ بالأساس، ويشمل ذلك أخطاء الدلالة والمصطلحات والبيانات الخاطئة والمتناقضة التي لا يمكن أن يدركها غير المترجم البشري.

كما لا تقرأ الآلات العواطف، وتتعامل مع النصوص المحملة بعواطف بشرية بطريقة محايدة، بينما يستطيع المترجمون المحترفون العثور على “شفرة” مكافئة للمعنى في اللغة الأخرى، وربما يعيدون بناء الجملة أو الفقرة كاملة باستخدام كلمات مختلفة عن النص الأصلي لنقل الشحنة العاطفية وتحقيق نفس الاستجابة لدى القراء.

ويتطلب ذلك فهما عميقا ليس فقط للغة المصدر واللغة المستهدفة، وإنما كذلك للثقافات المختلفة وراء اللغات. ورغم التطور الهائل في محركات الترجمة الآلية وبرمجياتها وتزويدها بنصوص هائلة، فإن إمكانية إدراك السياق والأفكار والثقافة لا تزال محدودة أمام الآلات.

ولا يمكن للآلات أن تنقل جمالية النص والروح في الأعمال الأدبية العظيمة، إذ تعد البراعة التعبيرية للأدباء ميزة خاصة يتمتع بها الأدباء الذين يقدرون على ابتكار استعارات جميلة لاستحضار مشاعر قوية، وكثيرا ما تكون نتيجة عمل إبداعي شاق.

بالمقابل، يرى جيديون لويس صحفي “نيويورك تايمز” أن الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة مكن في غضون عامين من تحقيق يوازي التقدم الحاصل على مدى عشر سنوات، مضيفا أن شبكات الخلايا العصبية تتمكن حاليا من اكتشاف الروابط بين اللغات.