عالم وقاض قطري، شغف بطلب العلم صغيرا، فتنقل بين جنوب نجد وقطر، ودرّس في الحرم المكي، وأسس القضاء الشرعي في دولة قطر وتولى بها الإفتاء والقضاء.
يعد فضيلة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية في قطر سابقا من أبرز الدعاة والقضاة في قطر ومنطقة الخليج، وقد ألف خلال حياته الكثير من الرسائل العلمية والمؤلفات الثرية وله كذلك بعض المقالات التي نشرت في الصحف القطرية. أسس آل محمود القضاء الشرعي في قطر، وتولى القضاء والإفتاء. وقد عرف طوال حياته العملية بصلابته في الحق والعفة عن كل ما فيه شبهة.
المولد والنشأة والتكوين
هوالشيخ عبد الله بن زيد بن عبد الله بن محمد بن راشد بن إبراهيم بن محمود بن منصور بن علي بن حامد الشريف. كانت ولادته في “حوطة بني تميم”، جنوب نجد سنة 1327 للهجرة ونشأ بها بين والديه، وكان والده تاجراً توفي والشيخ صغير لم يبلغ سن الرشد فتحملت والدته تربيته وكانت امرأة صالحة تكثر الدعاء له حيث تمنت أن تراه عالما كبيرا.
وقد تلقى الشيخ ابن محمود دروسه الأولى كعادة الناس في عصره على عدد من المشايخ من أمثال: الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري (أبوحبيب). وعندما انتقل الشيخ أبوحبيب قاضياً في منطقة الرين انتقل معه لملازمته والدراسة عنده حتى سن الرابعة عشرة. وحفظ القرآن الكريم في صغره وكان شغوفاً بطلب العلم. وقد ساعده على ذلك نباهته وقدرته على الحفظ، وقدمه شيوخه للصلاة بالناس في التراويح ولم يتجاوز الخامسة عشرة، مما يدل على اعترافهم بتفوقه وجدارته.
درس الشيخ آل محمود وحفظ الكثير من الكتب والمتون، كزاد المستقنع، ومختصر نظم ابن عبد القوي، وبلوغ المرام وألفية الحديث للسيوطي، ونظم المفردات وألفية ابن مالك، وقطر الندى في النحووكثير من الأحاديث النبوية. درس في قطر وهوفي الـ 26 من عمره من كتب الفقه والحديث والتفسير على الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع.
لازم في السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية بالرياض وأخذ عنه العلم سنة كاملة، قبل صدور أمر الملك عبد العزيز آل سعود إلى الشيخ محمد بن إبراهيم باختيار ثمانية من العلماء للذهاب إلى مكة للوعظ والتدريس في المسجد الحرام، وكان الشيخ آل محمود واحدا منهم.
وفي سنة 1359هـ الموافق 1940 وأثناء عودته من الحج طلب الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني من الملك عبد العزيز آل سعود أن يبعث معه رجلا من أهل العلم ليعهد إليه بمهمة القضاء والفتيا في دولة قطر، فوقع اختيار الجميع على عبد الله بن زيد آل محمود.
تفرغ لطلب العلم فدرس وحفظ الكثير من الكتب والمتون، كمتن الزاد ومختصر نظم ابن عبد القوي، وبلوغ المرام وألفية الحديث للسيوطي، ونظم المفردات وألفية ابن مالك، وقطر الندى في النحووكثير من الأحاديث النبوية.
ومما يذكر في هذا المجال أن والدته (نورة بنت عبد العزيز أبوسعود الشثري) كانت تدعوله بدعوات متكررة في جوف الليل كان منها (اللهم ارزقه علما نافعا للمسلمين، وارزقه المال والبنين) وقد استجاب الله دعاءها.
مؤلفاته
ألف آل محمود ما يزيد على خمسين مؤلفا في مختلف القضايا الفقهية والنوازل والأسئلة التي أجاب عنها مستعينا بعلمه الغزير وفهمه للواقع المعاصر. جمعت مؤلفاته في “مجموعة رسائل الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود”، وقد طبعتها وزارة الأوقاف القطرية في ثمانية مجلدات، وتعتبر مرجعا في الأحكام الشرعية وأحكام القضاء وفقه النوازل. ومن أهم كتبه:
- الحكم الجامعة لشتى العلوم النافعة.
- بدعة الاحتفال بالمولد.
- الإيمان بالقضاء والقدر.
- عقيدة الإسلام والمسلمين.
- الدلائل العقلية والنقلية في تفضيل الصدقة عن الميت على الأضحية.
- الإصلاح والتعديل لما وقع في اسم اليهود والنصارى من التبديل.
- وجوب الإيمان بكل ما أخبر به القرآن من معجزات الأنبياء.
- يسر الإسلام في أحكام حج بيت الله الحرام.
- تحقيق البعث بعد الوفاة.
- الرسالة الموجهة إلى علماء الرياض في تحقيق القول بجواز رمي الجمار قبل الزوال.
- التحذير من انحراف الشباب.
- لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير البشر.
- واجب المتعلمين والمسؤولين في المحافظة على أمور الدين.
- أحكام عقود التأمين.
- حكم اللحوم المستوردة وذبائح أهل الكتاب.
- حكم الطلاق السني والبدعي.
- قضية تحديد الصداق.
- الحكم الشرعي في إثبات رؤية الهلال.
- كتاب الصيام.
- فضل شهر رمضان.
- الجهاد المشروع في الإسلام.
- أحكام مناسك حج بيت الله الحرام…وغيرها من الكتب.
توليه القضاء في قطر
في مطلع ذي الحجة عام 1359 هـ قدم الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني إلى مكة قاصدا الحج بصحبته ابنه الشيخ حمد بن عبد الله وعدد من كبار أفراد الأسرة والأعيان وبعد أداء فريضة الحج طلب من الملك عبد العزيز آل سعود أن يبعث معهما برجل يصلح للقضاء والفتيا حيث كانت قطر في ذلك الوقت دون قاض بعد أن غادرها محمد بن مانع وقد وقع اختيارهما على الشيخ عبد الله بن زيد بإيعاز من الشيخ ابن مانع وقد صدر الأمر إليه بالتوجه معهما في السنة نفسها حيث تقلد أمانة القضاء في أواخر ذي الحجة عام 1359هــ.
ومنذ ذلك الوقت وحتى وفاته وهومرجع الفتيا في دولة قطر والقاضي العادل ومؤسس القضاء الشرعي فيها ومنشئ نظام تسجيل الأحكام والعقارات وراعي أموال اليتامى واستثمارها وتبنى منهجا فريدا يتمثل في قيام المحكمة الشرعية باستثمار أموال اليتامي وتنميتها لحن بلوغهم سن الرشد واستمر في القضاء أكثر من سبعة وأربعين عاما كان خلالها مثال النزاهة والعدالة، ومقصد الناس في فض خصوماتهم والإصلاح بينهم بل ويسهم في ماله إذا كان الخصم فقيرا كان ذلك ديدنه في كل حال يجتهد في ألا تطول القضايا ولا تتشعب الجلسات للقضية الواحدة وكان يقف بنفسه لمعاينة مكان الخلاف ويتأنى كثيرا قبل إصدار حكمه ومتى ما اتضح له الحق حكم به.
وفوق هذا كله والقضاء عمل شاق وصعب ويحتاج إلى صبر وتضحية وجلد وإخلاص كان الشيخ يرى أن من واجباته تبيين أحكام هذا الدين العظيم للناس فكان يخصص وقتا للإفتاء والدرس ووقتا آخر لقضاء حوائج الناس والشفاعة لهم ومد يد العون لهم من ماله وجاهه وهذا كرم منه وسنة وحسنة أخذها من شيوخه الأبرار والأطهار.
آثاره ورسائله العلمية
لم يكن ابن محمود بالذي يكتفي بالوعظ والإرشاد بل سارع بهمة عالية وفطنة وذكاء إلى المشاركة في معالجة قضايا المسلمين وما يعيشون في عصرهم وفق منهج القرآن وهدي النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا ما تبرزه الرسائل التي ناقش فيها النوازل والتي عاشتها أمتنا المسلمة مبرزا فيها منهجه الفقهي الرصين والمتميز وموضحا قدرة هائلة في اقتضاء الدليل والتحرر من التقليد ومعاجلة الأمور برؤية صادقة تنشد التيسير على المسلمين دون أن يلوي عنق الدليل بل يجتهد ما وسعه الاجتهاد.
وكانت له اجتهادات فقهية، خالف فيها الكثير من الفقهاء القدامى والمعاصرين، كإنكاره المهدي المنتظر، وتفضيله الصدقة عن الميت على الأضحية، ورفع الحرج عن الأمة في مناسك الحج، كجواز الرمي قبل الزوال، وجواز الإحرام للحاج والمعتمر من ركاب الطائرات إذا نزلوا في جدة، وجواز إخراج صدقة الفطر بقيمتها من النقود، وفتواه بالانتفاع بالمقابر القديمة إذا أصبحت وسط البنيان، وغير ذلك من الاجتهادات الفقهية.
وقد بلغت رسائله أكثر من ثلاثين رسالة تبرز ما للشيخ من باع طويل في الاجتهاد ونشدان الحق والتمسك به والدعوة إليه. إنه فقيه مجتهد وعالم محقق وداعية رائد في تحبيب الناس للخير ودلالتهم عليه وهوما يحتاجه الناس في عصرنا من دعوة باللين والرفق وعطف عليهم وتقدير لضروفهم.
ويحدد الفقيه الرائد الشيخ ابن محمود ملامح منهجه في مقدمة إحدى رسائله، فيقول: “إن المخلص الناصح والبصير الناقد يجب عليه أن يثبت في الرد والنقد وأن يقدر ضرورة الحال والمحل فلكل مقام مقال والعلة تدور في المعلولات وجودا وعدما وتختلف الفتوى باختلاف الزمان والمكان فيما لا يتعلق بأصول العقيدة والأركان وقد جاءت هذه الشريعة السمحة لجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها ومن قواعدها المعتبرة أنه إذا ضاق الأمر اتسع والمشقة تجلب التيسير ويجوز ارتكاب أدنى الضررين لدفع أعلاهما والحرج منفي عن الدين جملة تفصيلا: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍۢ ۚ } (الحج: 78) {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة: 185) لأن الدليل عدل الله في أرضه ورحمته في عبادة شرع لإسعاد البشرية في أمروهم الروحية والجسدية والاجتماعية ولوفكر العلماء بإمعان ونظر لوجدوا فيه الفرج والمخرج من كل ما وقعوا فيه من الشدة والحرج ومن صفة رسول اللهعليه الصلاة والسلام أنه:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة: 128).
هذه سماحة الإسلام يعضدها الشيخ الكريم بقوة الدليل وحاجة العصر ومقاصد الشريعة إنه اجتهاد يرفع الحرج عن المسلم ويبين له أحكام الدين بيسر وسهولة. وهكذا كان الشيخ نبراسا وضاء ومعقد الأمل والرجاء وداعية مخلصا إلى عقيدة صافية لا تشوبها شائبة وله الفضل بعد الله في تأكيد العقيدة الصحيحة ونشرها في بلاد قطر وعدد من دول الخليج.
خصاله ومناقبه
لعل من أبرز مناقب الشيخ السماحة والكرم والجود والإنفاق بلا حدود في أوجه الخير وصلة الرحم والبر بالأقارب والأهل والتواصل معهم، والعطف على الأيتام وتفقد أحوال المساكين. ولمثل صاحب هذه الأخلاق الحميدة يقصده الناس لقضاء حوائجهم كما كان مشاركا لهم في أفراحهم واتراحهم كما كان يعود المرضى ويزورهم العاجز ويحرص على صلاة الجنائز ويشيعها حتى المقبرة والتعزية فيهم وإلقاء موعظة قصيرة على أهل المتوفين. كان همه مساعدة الناس أينما كانوا. ولذا عرفه الناس وسموه (أبا المساكين) و(أبا اليتامى) لما له من أياد بضاء في مساعدتهم. كما قام بتأسيس دائرة الأوقاف والتركات عام 1380هـ (1960م) بجانب اهتمامه ببناء المساجد والحرص على تنمية الأوقاف.
ولابن محمود سبعة عشر ولدا وعدد آخر من البنات وجميع الأولاد انهوا دراساتهم الجامعية وبعضهم واصل الدراسات العليا وكل أولاده يعملون ويساهمون في التنمية الحديثة في دولة قطر في السلك المدني والعسكري ويتصفون بالسيرة الحسنة والنزاهة والالتزام. منهم من تقلد مناصب عليا في الدولة في أوقات مختلفة: عبد الرحمن عبد الله آل محمود (رئيسا للمحاكم الشرعية) وأحمد بن عبد الله آل محمود (وزيرا للخارجية) وعلي بن عبد الله (سفيرا)…وغيرهم.
قالوا عنه
كثيرون ممن كتبوا عن الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود، فعددوا خصاله ومناقبه ووصفوا أخلاقه وسجاياه فقالوا عنه إنه علامة قطر وقاضي قضاتها وفقيهها الأكبر، وخطيب مسجدها الأعظم، وأول رئيس لمحاكمها الشرعية، وشؤونها الدينية، وأشهد وقالوا إنه كان صوَاماً قوّاماً، كثير التلاوة لكتاب الله – عز وجل -، مشغولا بالعلم دراسة وتعليما وتأليفا وقضاء، مشغولاً بقراءة كتب التفسير والحديث والفقه.
ومن خصائص فقه الشيخ: تحرره من التقليد والعصبية والمذهبية، ومعرفته بالواقع المعيش وما يعانيه الناس فيه، ونزعته إلى التجديد، وتمرده على كثير من القضايا المسلَّمة عند علماء زمنه ومذهبه، وميله إلى التيسير على الخلق، ورفع الحرج عنهم، وشجاعته الأدبية، فقد كان يصدع برأيه إذا اعتقد أنه الحق الذي وصل إليه بالدليل.
وتم تقسيم رسائله إلى نوعين: رسائل عادية تتضمن توجيهات ونصائح أشبه بالخطب المنبرية، بل هي في الغالب من خطب الجمعة التي يحضّرها الشيخ ويتعب عليها ويغذيها بالنصوص والحكم والأشعار حتى تتضح.
والنوع الآخر: رسائل علمية فقهية، تهدف إلى تحقيق مسألة معينة، وإبداء الرأي فيها عن طريق الترجيح والاجتهاد المبني على النصوص النقلية، وفهم القواعد الكلية، والمبادئ العامة للشريعة، ومراعاة مصالح الخلق ومقاصد الشرع. وهذه هي التي صال فيها قلم الشيخ وجال، وأتى فيها بالجديد والطريف، وجعلت له كثيرا من المعجبين، كما أهاجت عليه كثيرا من المنكرين، وقلَّ من الناس من ليس له مادح وقادح، إلا الخامل من الناس الذي يعيش بينهم حيا كميت وموجودا كمفقود، فهولا ينفع ولا يضر، ولا يُحزن ولا يسر.
كما تحدث البعض عن تركته العلمية بأنها تركة عظيمة من المؤلفات والرسائل التي تحوي حكماً جامعة لشتى العلوم النافعة، واجتهادات صائبة وآراء سديدة، يلوذ بها ويعمل بمقتضاها ملايين المسلمين في أيامنا هذه، وقالوا إن الشيخ وقف سدا منيعا أمام مظاهر الفتن والبدع، وحرص على التيسير والتسهيل على المسلمين، والتبشير لا التنفير، وتحمل في سبيل منهجه الانتقادات اللاذعة، لدرجة الطعن في شخصه، ولكنه وقف بكل شموخ وثبات وصلابة، ولم يأبه بكل ذلك.
مركز آل محمود الثقافي الإسلامي
ويعتبر “مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي”، من أبدع المنشآت الوقفية على ضفاف الخليج، تتجلى روعته في رسالته الحضارية العالمية، وفي طرازه المعماري، ومئذنته التي تعانق السماء، على غرار مئذنة جامع أحمد بن طولون بمصر القديمة، ومئذنة سامراء الحلزونية التي تعد واحدة من أبدع آثار العراق الإسلامية.
ومنذ تأسيسه، يقوم المركز بدور مهم في إبراز الثقافة الإسلامية، والتأكيد على المعاني الثقافية والحضارية للإسلام، ومبادئه العالمية، وقيمه الإنسانية، لجمهور واسع من غير المسلمين ينتمون إلى أعراق وثقافات شتى، إلى جانب التعريف بالثقافة القطرية، والتراث العربي الأصيل لدولة قطر، وهودور يتكامل مع الأدوار الحضارية العالمية لدولة قطر على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها من الأدوار التي تعزز السلام والتعايش والحوار بين الشعوب.
في 13 يناير 2008 افتتح المركز، في حفل مهيب، تحت اسم مركز قطر الثقافي الإسلامي “فنار”، قبل أن يتغير اسمه إلى مركز عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي في مايو2013، تقديرا لفضيلة الشيخ آل محمود -رحمه الله- واعترافا بدوره المخلص في خدمة بلده ودينه، وباعتباره رمزا من رموز قطر، وعلما من أعلامها.
والمركز عبارة عن وقف خيري تديره وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تتلخص مهمته في إبلاغ رسالة الإسلام إلى غير المسلمين، بكافة الوسائل العصرية المتاحة، وإلى نشر الثقافة الإسلامية عقيدة وسلوكا وحضارة، فضلا عن توعيته بعادات وتقاليد وثقافة المجتمع القطري.
وتنطلق رؤية مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود “من مفهوم حضاري يقدم الإسلام منهجا للحياة إلى الناس كافة، وبمخاطبة الأفراد والمجتمعات حسب حاجتهم وتطلعاتهم، معتمدا في تواصله على أساس بث القيم الإنسانية المشتركة، وعلى مكارم الأخلاق واحترام الآخر بقناعة وإيمان عميق برسالة الإسلام، ليكون بذلك أكثر قربا وتعاونا مع كل من يسعى للخير”.
وفاته
انتقل الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود إلى رحمته تعالى يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر رمضان الكريم سنة 1417هـ، الموافق 6/2/1997 م . رحم الله الشيخ “ابن محمود” الذي أثرى إذاعة قطر بتسجيلات نادرة منذ تأسيسها سنة 1968 م وحتى وفاته من خلال دروسه الأسبوعية وحديث الجمعة الذي كان يستمع له كل أهل قطر عبر الإذاعة في تلك الفترة وحتى أواخر أيام حياته، وهي بلا شك تعد ثروة فكرية لا تعوض بثمن.