إنتصار سليمان

الإنترنت يتيج مجالات جديدة من الاستثمارات الصغيرة

أهم ما يميز الناجحين هو قدرتهم على الابتكار واختراق المجالات الجديدة، وهذا هو لسان حال المهندس المصري محمد شبل الذي فكر مع أصدقائه الذين لم يتجاوز عمرهم الخامسة والثلاثين بارتياد قطاع اقتصادي وليد، وهو التسويق الإلكتروني الذي ما زال بكرًا ويتزايد الطلب عليه في السوق المصرية.

ولأنه خريج هندسة قسم إنشاء وتعمير، ولديه خبرة في المقاولات، فقد اختار أن يجمع شبل بين التسويق الإلكتروني والتقليدي في مجال العقارات والديكورات، حيث أنشأ شركة صغيرة برأس مال جمعه من مدخراته البسيطة، كما تم إنشاء موقع خاص بالشركة التي يقوم بالتسويق لمنتجات الشركات العقارية وإنشاء مواقع لها.

قبل بداية هذا المشروع كان شبل موظفًا في هيئة الطرق والكباري، حيث يعمل مع شركات المقاولات، واستفاد من عمله في تكوين قاعدة عريضة من المعلومات عن مجال التشييد، وبناء علاقات مع المتعاملين مع هذا القطاع، وتبلورت لديه فكرة جمع كل ما يتعلق بصناعة البناء والتشييد من منتجات وخدمات في مكان واحد لتسويقه عبر الإنترنت وبالوسائل التقليدية.

ويحكي الشاب المصري قائلاً: “استمر الإعداد للمشروع ما يزيد على 4 سنوات، وعاونني إخوتي الذين يعمل أغلبهم في هندسة الاتصالات والديكور وتقنية الكمبيوتر؛ فحصلت على عدد من الدورات المتخصصة في الدعم الفني وإنشاء المواقع”.

وكانت نقطة الانطلاق في عام 2000 عندما استقال شبل من الوظيفة، وقرّر دخول عالم التسويق الإلكتروني، من خلال تأسيس موقع للشركة يضم كل ما يخص مجال البناء والعقارات من الألف للياء في مكان واحد، مثل: شركات المقاولات، والاستشارات الهندسية، والاستثمار العقاري، والديكور، والأثاث المنزلي والمكتبي، ليس في مصر وحدها، بل في العالم العربي والشرق الأوسط.

معاونة الأصدقاء

شبل وصديقاه اللذان يعملان في البرمجيات وإنشاء المواقع كانوا يعملون ليل نهار، حتى إن المهندس المصري يقول: “كنا لا نخرج من باب الشركة إلا لمقابلة عميل”، ويضيف أنه بدأ بالشركات التي يعرفها وله علاقة طيبة بأصحابها، حيث كان أحيانًا يحصل على بيانات الشركة ونشاطها مجانًا، بهدف أن يكون لها نشاط في موقع شركتنا؛ ليعرف المستثمرون ورجال الأعمال بطبيعة عمل الشركة والخدمات التي تقدمها لهم.

وبذل هذا الشاب مجهودًا كبيرًا حتى استطاعت شركته الوقوف على قدميها كما يقولون، بل إنه باع سيارته حتى تشترك الشركة في أحد معارض التسويق العقاري في الإمارات.

وتدريجيًّا بدأ نشاط الشركة ينمو وازداد عدد العاملين بها، حتى بلغ 10 موظفين يعملون في إنشاء المواقع والمبيعات بالإضافة إلى سكرتيرة، وساعٍ، وتطور الأمر حيث تم التفكير في فتح مقر جديد بإحدى الدول العربية، واستقر الرأي على الإمارات التي أصبحت سوقًا تجارية كبيرة وبها استثمارات كثيرة، ويجري الآن الإعداد لافتتاح فرع آخر في الرياض.

التسويق الإلكتروني وأدواته

ولأن الشركة تقوم على مجموعة من الشباب المتحمس والأصدقاء في نفس الوقت كما يقول محمود دهشان مدير المبيعات نائب رئيس مجلس الإدارة؛ لذا فهم يعملون بروح الفريق الذي يريد أن يثبت نفسه، ويحقق أهدافه في مجال التسويق الإلكتروني الذي بدأ ينتشر في العالم العربي، خاصة في الإمارات والسعودية ومصر.

ويقول دهشان: إن الشركات في مصر العاملة في مجال التسويق الإلكتروني تقوم بإنشاء الموقع للعميل، ثم تدرب أحد العاملين لديه على متابعة الموقع، وتحديثه من فترة لأخرى، ولكن شركتنا تعمل بنظام تسويق مختلف، وهو التبادل الإلكتروني، حيث نقوم بإتمام جميع المعاملات التجارية مع زوار الموقع أو مع الشركات الأخرى، وإرسال واستقبال طلبات وعروض الأسعار ورسائل التفويض وأوامر التوريد مباشرة من خلال موقع العميل.

ويوضح قائلاً: إننا لا ننشئ الموقع للعميل وينتهي دورنا، بل يبدأ التسويق بمعناه الحقيقي بعد ذلك، كما أننا تخصصنا في قطاع واحد هو مجال المقاولات والبناء والتعمير، وهو تخصص جديد على العالم العربي لا يشاركنا فيه الكثير من الناس.

ويتم التسويق الإلكتروني والتقليدي للعميل من خلال طرق عديدة يوضحها دهشان كما يلي:

  • التسويق بالميل: حيث يتم إرسال ملايين الميلات إلى العربية والآسيوية؛ لتحقيق أكبر قدر من الانتشار لشركة العميل.
  • الدعاية الورقية: يتم عمل دعاية لشركة العميل في المجلات والأدلة السنوية الورقية المختصة بمجال العقارات والديكورات.
  • الكتالوج الإلكتروني: وهو عبارة عن “سي دي” تجمع كل الشركات المشتركة معنا بشكل منظم يسهل على المستخدم العادي مشاهدته والاستفادة من العروض الكثيرة التي تصل إلى 8000 تصميم وموديل ومنتج تقدمها 450 شركة في مجال العقارات، ويتم توزيعه على الشركات والهيئات المختلفة.
  • المعارض الدولية: وهي فكرة بدأتها الشركة عام 2003، وتتضمن الاشتراك في المعارض في مجال العقارات، مثل معرض إنتربيلد، ومهرجان السياحة والتسوق ومعرض الإنارة والتشييد بـ”أبو ظبي”، ويتم فيها التسويق للشركات المشتركة، ولشركتنا من خلال هذا الكتالوج.

عملاء أون لاين

العاملون الآخرون في الشركة لديهم نفس الحماس الذي تحدث به شبل ودهشان، فيقول محمد مصطفى مندوب مبيعات بالشركة: بدأت العمل كمندوب تسويق إلكتروني منذ 3 سنوات تقريبًا، وتعلمت المهنة وأتقنتها في شهور بسيطة؛ فهي تعتمد على قوة الإقناع، والثقة بالنفس، والذهن الحاضر للإجابة على استفسارات العميل والتأثير عليه، وقد أفادتني المهنة في التعامل مع نماذج كثيرة من البشر، والتعرف على رجال أعمال.

ويضيف مصطفى أن العملاء الذين نتعامل معهم ينقسمون لثلاثة أنواع؛ إما مستخدم للكمبيوتر، ومؤمن بالانتشار الذي يحققه الإنترنت لتجارته، وهذا العميل سهل الإقناع، بل أحيانًا يبحث هو عنا. أما النوع الثاني فهو العميل متوسط الاستخدام للكمبيوتر، وهو يحتاج لتوضيح الصورة ومزايا تسويق منتجه عبر النت.

أما النوع الثالث من العملاء فهو الذي يجهل استخدام الكمبيوتر، وبالتالي لا يعرف قيمة التسويق عبر النت، وهذا العميل يكون صعب الإقناع والتأثير، إلا أن الممارسة والخبرة لمهنتي علمتني كيف أقنعه، بل أحيانًا أعتبر ذلك تحديًا لنفسي لإقناع مثل هذا العميل، حسب مصطفى.

أفكار المستقبل

ولأنه فكر شباب فإن المستقبل يحمل أفكارًا أخرى لتطوير الشركة ومشروعاتها، فيقول المهندس المصري شبل إنه ما زالت هناك أحلام وأفكار في طور التخطيط والتنفيذ، فمثلاً بعد زيادة شركات الديكور والأثاث تم إنشاء موقع آخر خاص بشركات الديكور، ويجري الآن تعديل موقع الشركة ليختص بالبيزنس الإلكتروني في كافة المجالات المرتبطة بمجال البناء والتشييد من الألف للياء في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا: