الأستاذ المشارك في العقيدة الإسلامية ، بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر
لديه 52 مقالة
برامج التواصل ليست مصدرا للمعرفة، المشكلة أن غير المختص سرعان ما يتبنى المنشور الذي قرأه، ويبدأ يجادل فيه، ولا يشعر بالحاجة إلى مراجعة المختصين
إن عبارة (لااجتهاد مع النص) أو (لا اجتهاد في معرض النص) فهمت فهما خاطئا، فاجتهادات الفقهاء كلها في النص، أي في فهم النص، واستنباط الحكم منه بطريق من طرق الاستنباط
لو تمكنا اليوم من استجلاء قيم القرآن الكريم ومنهجه في إدارة هذه الحياة وطريقة استجابته لتحدياتها ومشكلاتها فإننا سنختصر الطريق كثيرا، وربما سنستغني عن خوض معارك "الشبهات".
مع قرب شهر رمضان الكريم يزداد الحديث عن الفتاوى الرمضانية لتوجيه الصائمين لما عو خير لهم، ويظهر دور المفتي الذي ينبغي أن يكون كالطبيب أو كالقائد الموجه والمربي، الذي ينظر في مآل الفتوى وانعكاسها
كان الرجل يأتي إلى رسول الله فيدخل الإيمان في قلبه بمقابلة واحدة ثم ينطلق للعمل
على طلبة العلم الشرعي مدارسة كتاب الغياثي للإمام الجويني -رحمه الله- مدارسة دقيقة خاصة الأبواب الأخيرة منه، والمتعلقة بحال المفتي في زمن الضعف والتشتت
الإسلام ما جاء أبدا ليعمل معركة بين المادة والروح، ولا أن يعمل صلحا بين الجانبين، لأن الإسلام لا يعترف بأنهما جانبان مختلفان.
بعض المتديّنين كان يعتقد أن المساجد لها خصوصية غيبية تحصّنها من الفيروس، وهذا وهم، لأنه قول على الله بلا علم، ولأن الواقع يكذّبه
لماذا يجنح الخطاب الوعظي عندنا إلى التفسير القدري الغيبي خاصة فيما يتعلق بالأوبئة والكوارث والزلازل ؟
نقصد بالفقيه العالم المختص بالعلوم الشرعية، ونقصد بالمثقف المطّلع على العلوم الشرعية والمهتم بها دون أن يصل إلى مستوى المختص، وغالب هؤلاء المثقفين مختصون بعلوم أخرى كالطب والهندسة والقانون والاقتصاد ..الخ وعليه فقد يكون الفقيه نفسه مثقفا في هذه التخصصات، فنقول: فقيه لديه ثقافة طبية، كما نقول: طبيب لديه ثقافة شرعية، ولا مانع أيضا من
إذا كنا نعتقد بأن هذا القرآن -وكذلك السنّة- قد جاءا لكل الأجيال ولكل العالمين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فلا بد من مواكبة التدبر والفهم والاستنباط لحركة هذه الأجيال مهما اختلف حالها وزمانها ومكانها.
كثيرا ما تختلط هذه المصطلحات في أذهان الشباب فتختلط نظرتهم إلى الأفكار المطروحة وتتباين آراؤهم. التجديد يا شباب معناه؛ مواكبة الإسلام بثوابته العقدية والقيمية ومرونته التشريعية لمتطلبات العصر، ليقدم الحلول المناسبة لكل نازلة أو حادثة، مع الاستفادة من تطوّر العلوم وأدوات البحث الحديثة والخبرات البشرية العامة في شتى شؤون الحياة. الجمود؛ هو الإبقاء على اجتهادات
حاولت أن أحصي كم تخسر مجتمعاتنا حينما يغيب فيها أدب الحوار فلم أستطع، ويكفيني هنا أن أذكر لكم مثالا واحدا فقط والباقي عليكم. تعيش أمتنا أزمات حادّة، وهي بحاجة ملحّة إلى أن تستكشف طريق خلاصها، وهذا لا يمكن إلا باجتماع المعلومات واجتماع الآراء، ثم يكون عندنا قدرة على التحليل والاستنتاج، ثم ننتقل إلى مرحلة العمل
رأى كثير من علمائنا الأقدمين السكوت عمّا جرى بين الصحابة -رضي الله عنهم-وما وقع في تلك الأجيال من فتن، وكان القصد من هذا واضحا، فالأمة كانت على بصيرة، ولا يخشى على شبابها من تشكيكات المشككين أو شبهات الزائغين، إضافة إلى أن الأمة كانت أمة جهاد وعمل، فوصلت طلائعها إلى قلب أوربا غربا، وإلى تخوم الصين
بعض شبابنا حينما يسمع أن هذا الكتاب أو ذاك فيه إسرائيليات يشمئز من الكتاب، ويظن أنه مدسوس، والحقيقة أن الإسرائيليات هي تراث ضخم وتاريخ طويل لأمة سبقتنا في حمل الأمانة، ولم تكن تلك الأمة على حال واحدة، فلقد كان فيهم الأنبياء والصالحون، وكان فيهم الأشرار والطالحون، والمنهج الذي اختاره علماؤنا المحققون أن يقسموا الإسرائيليات إلى
وصلني من أحد الأحباب سؤال عن منشور يدّعي فيه صاحبه أن للسعادة زمانا واحدا هو يوم القيامة، وأن لها مكانا واحدا هو الجنّة، وعليه: (فلا جدوى من البحث عن شيء في غير مكانه ولا جدوى من انتظاره في غير أوانه) هذا نص المنشور!
سألت طلابي مرة؛ ما الأسماء التي تحفظونها من العصر الجاهلي؟ فتوافق أغلبهم على ثلاثة أسماء وهم؛ عنترة بن شداد، حاتم الطائي، امرؤ القيس. قلت مالذي تمثله هذه الأسماء؟ قالوا: الشجاعة والكرم والبيان. قلت: إذن يمكن القول أن هذه هي القيم الأساس في ثقافة العرب في ذلك العصر. في الإسلام ظهرت رموز أكبر وأوسع، وتحمل دلالات
يتعرض صحيح البخاري هذه الأيام لحملة من التشكيك وإثارة الشبهات، مع حالة من الغموض بالنسبة لدوافعها وغاياتها، والعلاقات التي تجمع بين أصحابها، الذين كأنهم تفرّغوا اليوم أو فُرّغوا لهذه المهمة. هؤلاء بالعموم لم يُعرف عنهم الاهتمام ببحوث السنّة النبوية، ولذلك يُستبعد أن يكونوا قد توصلوا بالفعل إلى هذه الشبهات نتيجة لحلقات البحث والدراسات العلمية، بل
بقرار من وزارة التعليم في دولة قطر، تشكلت لجنة من الكفاءات العالية لمراجعة وثيقة المعايير المتعلقة بمناهج التربية الإسلامية. وقد جاء القرار بحد ذاته ليعكس رؤية عميقة وواعدة يمكن تلخيصها في الآتي: أولاً: الاهتمام الخاص بالتربية الإسلامية، والذي يعكس بدوره الوعي بأهمية التربية الإسلامية ودورها في تكوين الإنسان الصالح المنسجم مع ذاته ومجتمعه. ثانياً: اختيار
التاريخ بكل تأكيد لا تصنعه الملائكة، وإنما هو صناعة بشرية بأحداثه ومواقفه ورواياته وتدويناته وتحليلاته واستنتاجاته ومصادره، إلا ما ورد منه بآية قرآنية أو حديث صحيح. هذه المقدمة -التي ينبغي ألا نختلف فيها- تفتح باباً واسعاً لنقد التاريخ وتحليله وتمييز أشخاصه وأحداثه، ولكنها في الوقت ذاته تؤكّد أن نقدنا هذا لا يصل إلى درجة إصدار
فرحة عفوية لا توصف في الشارع العربي للفوز الرياضي الكبير الذي منحته لهم دولة قطر، حتى على مستوى الناس الذين لا تهمهم الكرة كثيراً من مفكرين وأكاديميين وعلماء وخطباء! هناك أكثر من سبب، بينها حاجة الإنسان العربي للخروج من حيّز الإحباط الذي يلفّه من كل الجهات، حتى خيّل إليه أنه يحمل في طبيعته جينات التخلّف
الباطنية مذاهب مختلفة، يجمعها اعتقاد باطن للقرآن يخالف ظاهره، وأن هذا الباطن هو مراد الله تعالى، والمقصد من هذا إنما هو تحريف العقيدة وإبطال الشريعة، وإشاعة الشك والفوضى، وتبديل الأحكام الواضحة بمفاهيم عائمة لا تحق حقاً ولا تبطل باطلاً، مثل قول بعضهم: إن الجنابة التي أمرنا الله بالتطهّر منها إنما هي التقرب من الأغيار، وإن
على رأس كل سنة ميلادية يتكرر الجدال بين المسلمين، ويتشعب باتجاهات مختلفة، حتى إن المراقب أو القارئ لا يستطيع أن يلمّ بأطراف الحديث، واللافت أنهم جميعاً يستحضرون الأدلة الشرعية، ونصوصاً من الكتاب والسنة، وهذا يعني أن الاحتكام إلى مرجعية موحّدة لم يعد كافياً لحسم الخلاف إذا لم يسبقه الاتفاق على قواعد سليمة في طريقة التفكير
إن الأمة بحاجة اليوم أن تتذكر اللحظة التي انتقلت فيها من العدم إلى الوجود، اللحظة المؤسسة لهويّتها ولكيانها، فهذا التذكّر ضرورة لتجاوز ما بات يُعرف اليوم بأزمة الهويّة. إننا أمة اجتمعت وتكوّنت وتوحّدت على كلمة التوحيد الخالدة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وعبثاً يحاول البعض إيجاد أسس جديدة أو بديلة، والتجارب القريبة كلها
هذه الأمة الإسلامية الممتدة من المحيط إلى المحيط، ومن سواحل البحر الأسود إلى شواطئ حضرموت، والتي تشكل ركناً ركيناً في تاريخ هذه البشرية وجغرافيتها وثقافتها وحضارتها، لقد كانت لها لحظة ولادة، فهي لم تتشكل بتحالفات سياسية ولا بتوافقات اقتصادية، ولا بتقارب في الأنساب أو تقارب في الطبائع، ولا بتطورات فكرية أو ثقافية متدرجة. لقد كانت
في ندوة مختصرة لخّص المفكّر القطري المعروف الدكتور جاسم سلطان أسئلة الشباب حول إشكالات النهضة، ومحاولات الخروج من المأزق الراهن بالأسئلة الثلاثة الآتية: 1 – متى تكون المفاهيم الدينيّة عائقاً عن النهوض؟ 2 – من أين يبدأ الإصلاح؟ من القمّة نزولاً نحو القاعدة؟ أم من القاعدة صعوداً نحو القمّة؟ 3- ما جدوى العمل إذا كنّا
كنت أقرأ كتاباً معاصراً في تفسير القرآن الكريم، فوجدته في تفسيره لفواتح سورة البقرة يقسّم المجتمعات البشرية إلى ثلاثة أقسام: المؤمنين، والكافرين، والمنافقين. وقد أعجبني حينها هذا التصنيف؛ لأنه يستند إلى فكر الإنسان وليس إلى لون بشرته واسم قبيلته، حيث بإمكان أي شخص أن ينتقل من صنف إلى آخر، وأن يختار النمط الذي يعجبه، ثم
التاريخ ذاكرة الأمم، وعمرها الممتد مع الزمن، بما فيه من خبرات وذكريات وصداقات وعداوات ونجاحات وإخفاقات. كل الأمم والشعوب والقبائل تبحث عن تاريخها وتوثّقه، لأنه دليل أصالتها وعراقتها، وملهم أبنائها وأحفادها، حتى تلك التي ليس لها ذلك التاريخ تحاول أن تنبش في الآثار وفي الجبال والوهاد والقفار لعلها تجد ما تعزز به تاريخها، وتشدّ به
حينما اصطف الفريقان للقتال يوم بدر، برز ثلاثة من قادة المشركين، عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وطلبوا المبارزة، فقام لهم ثلاثة من الأنصار، فقال لهم عتبة بعدما عرّفوا بأنفسهم: “أكفاء كرام”، ثم قال: يا محمد، أخرج لنا نظراءنا من قومنا، فأمر رسول الله -ﷺ- حمزة وعلياً وعبيدة بن الحارث بن المطّلب، فعرّفوا بأنفسهم
من الفأل الطيّب أن تتزامن بداية العام الدراسي الجديد مع أجواء العيد ومشاعر الحج، وبهذه المناسبة نقدّم كل التهاني والأماني العطرة إلى أعزّائنا الطلبة من البنين والبنات، وهي مناسبة كذلك لتقديم النصح والتذكير ببعض الأمور المهمة، وهذا من حق كل طالب على أساتذته ومعلّميه. يدخل الطالب هذه الأيام في أي مرحلة من مراحل دراسته، ليرى
يلتزم المسلمون في كل أنحاء العالم التزاماً دينياً بالاستماع لخطبة الجمعة، وهذا يعني أن هنالك رسالة يجب أن يتلقاها المسلمون كل أسبوع، وهذه ميّزة لا يشارك الإسلام أو ينافسه فيها أحد، وهي فرصة كبيرة ومتجددة لتشكيل وعي عام بكل مسألة من مسائل الدين، أو حدث من أحداث الدنيا، وهي كذلك مسؤولية كبيرة لا يتحملها الخطيب
إن الخطاب الديني في كثير من الأحيان يستحضر الفتوى الجزئية المحدّدة وينزعها عن منظومتها القيمية والأخلاقية، فهو يفتي مثلاً في التعدّد أو الطلاق فتاوى مبتورة عن سياقها القيمي والأخلاقي والتربوي، كأنه يتعامل مع المشكلة بمنطق القضاء والقانون المجرّد من أي اعتبار آخر، والحقيقة أن الدين إنما هو قيم ومبادئ وأخلاق وتربية قبل أن يكون أحكاماً فقهية، بل إن الفقه الإسلامي كله، وفي كل مجالاته، لا يحقق مقاصده وغاياته المرجوّة، إلا بعد أن يتكوّن المجتمع تكويناً إيمانيّاً وأخلاقياً.
مع التفاؤل الكبير الذي ينعش نفوسنا ويملأ قلوبنا بحرص القيادات التعليمية والتربوية على التغيير والتطوير، تصدمنا تلك الثقافات الفاسدة التي تسللت في غفلة من الزمن، فحلّت في عقول البعض كما تحلّ الفيروسات الخبيثة في الجسد السليم. كان الغش بكل أشكاله حالة معيبة تبعث على الشعور بالنقص والخجل، الآن هنالك إعلانات صريحة عن مكاتب متخصصة بتقديم
أخذ الخلاف حول ثبوت الشهر القمري منحى آخر، بعد أن تبنّت بعض الدول الإسلامية، وعلى رأسها تركيا، الحساب الفلكي، وصار الناس في هذه الدول على علم مسبق بأيام صومهم وفطرهم، ولم يعودوا يتحرّون الهلال، ولا ينتظرون البيان. وقد اتسعت ظاهرة الأخذ بهذا التوجّه في كثير من المراكز الإسلامية ودور الإفتاء في الغرب، وقد رأيت من
"إنا أنزلناه في ليلة مباركة"، البركة كلمة جامعة لمعاني الخير، وقفة مع مسائل علمية من هذه الليلة من ليالي العشر الأواخر
كل سنة ومع قرب شهر رمضان، تبدأ عمليات الاستعداد لرمضان. هذا المقال يناقش هذه المسألة من جوانب مختلفة.
مع اقتراب شهر رمضان المبارك تظهر -كما في كل مرة- تساؤلات واستفسارات ونقاشات، منها ما يتعلق بعبادة الصوم نفسها، ومنها ما يخرج عن تلك العبادة وما حولها ليشتبك مع علوم أخرى كالطب والفلك، وهنا قد تسمع الشيخ يتحدث بالمعلومات الفلكية والطبية، وقد تسمع الفلكي والطبيب يتحدثان بلسان الشيخ والفقيه. وأذكر بهذا الصدد أني كنت حدّثت
الليل والنهار في لغة القرآن لهما صفات ولهما وظائف دينية ودنيوية، مثل قوله تعالى: {وبالأسحار هم يستغفرون}، وقوله: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}، وقد جاء في الحديث الشريف: "يوم الجمعة اثنتا عشرة -يريد اثنتا عشرة ساعة-" رواه أبو داود، وفي صحيح البخاري: "ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة"، فواضح في القرآن والسنة أن الحديث إنما هو عن الليل المعتاد والنهار المعتاد، وليس عن الحالات الشاذّة التي لم يسمع بها العرب
يدور جدل في الأوساط الدينية والعلمية، حول ما بات يُعرف بـ “الطب النبوي”، وقد شاع هذا المصطلح بعد انتشار كتاب بهذا الاسم، وهو مقتطع من كتاب “زاد المعاد” لابن القيّم -رحمه الله- حيث طبع طبعات عديدة، وأصبح مرجعاً رئيسياً في هذا الباب، وشكّل ثقافة واسعة بتصورات مختلفة، بعضها صحيح وبعضها باطل، والمشكل الأكبر هو أن
إذا كانت السلبية تعني التشاؤم والخمول واللامبالاة، فلا شكّ أن الإيجابية تعني التفاؤل والنشاط وتحمّل المسؤولية. وإذا كان للسلبية أسبابها ومشجعاتها فإن للإيجابية كذلك أسبابها ومشجعاتها، وكثيراً ما يجد الإنسان نفسه محلاً لتنازع الجهتين، والقرار يعود له أولاً وأخيراً في الانحياز لهذه أو تلك. إن سُلّم الحاجات التي يشعر بها الإنسان يعدّ المحرك الأول نحو
سؤال يتردد بكثرة هذه الأيام، خاصة في الأوساط الدينية ومجالس الذكر والوعظ؛ هل نحن في عصر الفتنة؟ السؤال يعبّر عن حالة من الإحباط والشعور باللا جدوى، وربما الرغبة في التنصّل من المسؤولية، وإن بدا متمسحاً بالعبارات والمصطلحات الدينية.
هذه الأيام أيام الاختبارات الفصلية لكثير من مؤسساتنا التعليمية والتربوية، بكل ما تحمله من نجاحات وإخفاقات، ومشجّعات ومنغّصات، وقد تكون موسماً كذلك لتبادل الشكاوى بين المعلّمين وهي ظاهرة ليست جديدة، ويكفي أن نتذكّر هنا قصيدة الشاعر إبراهيم طوقان والتي يقول فيها: لو كان في التصحيح نفع يرتجى ** وأبيك لم أكُ بالعـيون بخيلا ثم يختمها ببيته
القدس نقطة التماس الحادّة في الصراع الطويل والمرير والذي يأخذ في كل عصر طابعاً مختلفاً بحسب طبيعة العصر وتوازن القوى الإقليمية والدولية، وبهذا السياق يأتي قرار الرئيس ترمب كحلقة طبيعية ومتوقعة من حلقات هذا الصراع، ومعبّرة أيضاً عن حالة التفرعن الطاغي لأميركا ومشاريعها الإخطبوطية في مقابل حالة الوهن والتفكك التي تعيشها أمتنا الإسلامية على مختلف
أين الله من هذا الظلم الذي يغطّي الأرض؟”، هذا السؤال أرسله إليّ أحد الشباب المتأثرين بموجة الإلحاد الجديد، التي بدأت بالظهور كردة فعل غير مدروسة على هذه الفوضى والحرائق المشتعلة في كل مكان، والكوارث التي يصنعها طغاة البشر على هذه الأرض، حتى غدت كأنها جحيم لا يطاق. إن السؤال بحد ذاته يعبّر عن حالة
في كل أزمة تمر، يبرز الخطاب الديني كجزء من الأزمة وليس جزءاً من الحل، وهذه ظاهرة متكررة وملموسة، حتى أصبح الناس يتنبؤون ويتوقعون ما يمكن أن تكون عليه الفتاوى والبيانات الشرعية قبل صدورها، والسؤال المحوري الذي يشغل بال الناس في كل أزمة، إذا كان علماء الدين ينطلقون من دين واحد، فلماذا هذا الاختلاف الحاد فيما بينهم ؟
من أغرب ما نُشر مؤخّراً بهذا الصدد تسجيل مصوّر لرجل تبدو عليه هيئة العلماء لكنه تبيّن من الحوار معه أنه كان يعمل سائقاً لواحد من أبرز أهل العلم في زماننا، وفيه يشهد الرجل أن طالباً إفريقياً اسمه عمر كان يدرس في جامعة إسلامية، ثم اعترف لهم أنه من الجنّ بعد حادثة معينة، ومع هذا فقد
تنتشر في مجتمعاتنا المحافظة والمتديّنة بعض الخرافات الملتبسة بالدين والتي تهدد نسيج المجتمع وروابطه الأسريّة فضلا عن إخلالها بالمنظومة الفكرية وفتح المجال لحالة من الاضطراب والقلق النفسي والمعرفي. من الكلمات التي تشيع اليوم دون علم دقيق ولا حصانة كافية والتي لها انعكاس خطير في حياة الناس (الحسد، والعين، والمس، والسحر)، وهي كلها مصطلحات شرعية من
من أكثر التوازنات الشائكة والقلقة والمثيرة للجدل التوازن بين حدّ الهويّة ومساحة الحريّة. الهويّة إطار جامع، قد يتخذ طابع التمسّك بالدين والعقيدة أو العادات والتقاليد أو النظام السائد أو التراث والتاريخ، أو كل ذلك مجتمعاً.
ماهي أفضل القيم الجمالية في الإسلام؟ مامعنى إن الله جميل يحب الجمال؟ هذه المقالة تناقش كيف للمسلمين أن يكونوا مصدرا للجمال.
إن حجم المعارف التي يتلقاها الإنسان المعاصر ربما تفوق بأضعاف كثيرة تلك التي كان يتلقاها الإنسان في ما قبل الثورة الصناعيّة، حيث غدت المعرفة تواجهه وتسقط عليه حتى في غرفة نومه، ولا يحتاج للوصول إليها سوى تقليب الأجهزة الصغيرة التي بين يديه والتي باستطاعتها أن تنقله من عالَم إلى آخر، بينما كان البخاري يركب ناقته
يمكن القول إن أغلب الصور التي تنقل عن تطبيق الشريعة مهما كانت نوايا (المطبّقين)، أقرب إلى تشويه الشريعة وليس إلى تطبيقها، وهي بحاجة إلى محاكمة (شرعية) جادة وشاملة، فالمسألة لم تعد أخطاء شخصية أو اجتهادات جزئية، بل هي ظاهرة خطيرة قد تنعكس بمرور الزمن إلى رأي عام رافض أو مشكك بصلاحية الشريعة ذاتها. لو بدأنا
إن ثقافة النقد الذاتي لا تعني القدرة على الاعتراف بالخطأ والاستفادة الذاتية منه فحسب، بل هي (أمانة مجتمعية)