تجديد

إن أول سؤال يطرحه كتاب “مقاصد الشريعة” للعلواني هو لماذا لم يراجع الإسلاميون تراثهم بأنفسهم؟ وهو في الحقيقة سؤال محرج، لكنه يكشف الغطاء عن حقيقة مرة. وما ينبغي أن نطمئن إليه هنا هو أن صاحب الكتاب لا يقلل من المجهودات التي بذلت من داخل التراث، لكنه يرى أنها لا تمثل إلا نسبة قليلة عندما تقارن

الشيخ محمد مصطفى المراغي (1881هـ- 1945م) واحد من أبرز علماء الأزهر الشريف الذين تولوا مشيخته، وتركوا بصمات عميقة الأثر في مناهجه وطريقة التدريس فيه. وقد سار الشيخ المراغي على نهج الأستاذ الإمام محمد عبده في الفكر والممارسة، وفي الدعوة للإصلاح، خاصة فيما يتصل بالأزهر الشريف وتطويره وتجديده. وبالرغم من المؤلفات القليلة التي تركها الشيخ المراغي،

نظرًا لارتباط مفهوم “السُّنن الإلهيَّة”، في فكر الإمام محمَّد عبده التَّجديدي، بكلٍّ من: علمي التَّاريخ والعُمران، فقد حاول الإمام إقناع الشَّيخ محمَّد الإنْبَابي – شيخ الجامع الأزهر آنذاك- بضرورة تدريس مُقدِّمة العلَّامة ابن خلدون، وإدراجها ضمن مناهج التَّعليم بالأزهر الشَّريف. لكن الشَّيخ الإنبابي رفض ذلك رفضًا قاطعا؛ ربما خوفًا من ثورة المحافظين ضدَّه. وفي الأحوال

نتناول في هذه المقالة جانب من مسارات حركة الإصلاح المعرفي في الأمة, وهو المسار الخاص بالبحوث والدراسات التي ارتبطت بهذا الاتجاه الإصلاحي خلال القرن العشرين. من الدراسات التي عالجت مضامين حركة الإصلاح المعرفية دراسة فهمي جدعان: أسس التقدم عند مفكري الإسلام,([1]) وهدفت هذه الدراسة إلى تقديم صورة لإسهامات المفكرين العرب المسلمين الحديثة عبر فترة زمنية

نتناول في هذه المقالة جانب من مسارات حركة الإصلاح المعرفي في الأمة، وهو المسار الخاص بالمفاهيم وتحديداً مفهومي ” الإصلاح” و”التغريب” وهما المفهومان الأبرز في النشاط المعرفي لحركة الإصلاح خلال القرن العشرين. ارتبط مفهوم “الإصلاح” في الفكر الحديث بحركة “الإصلاح الديني” في أوروبا ضد هيمنة الكنيسة والإقطاع وتسلطهما على العقل الإنساني والعمران

نتناول في هذا المدخل نماذج من الفكر الإصلاحي الذي رأى في القرآن مرجعية تربوية وحركية فاعلة في إصلاح المجتمع المسلم، واخترنا نموذجين استطاعا تأسيس حركتين إصلاحيتين([1]) نُقل بها الفكر الإصلاحي الإسلامي من طور الفردية إلى طور المؤسسية، وهذان النموذجان هما: أبو الأعلى المودودي (1903-1979) الذى أسس “الجماعة الإسلامية” في شبه القارة الهندية، وحسن البنا (1906-1949)