ليلة القدر

ابتلانا الله عز وجل بانتشار وباء فيروس كورونا المستجد؛ مما أدى إلى إغلاق المساجد، وبالتالي لم يعد بالإمكان أداء عبادة الاعتكاف كما يفعلها المسلمون كل عام. ومن هنا جاء هذا المقال ليوضح للمسلمين كيفية اغتنام العشر الأواخر من رمضان في البيوت في زمن إغلاق المساجد، وذلك من خلال بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام العشر الأواخر من رمضان، ومن ثم اقتراح بعض أوجه العبادات

يقول الله تعالى في محكم كتابه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1 – 5] الحديث في هذه السورة عن تلك الليلة الموعودة المشهودة التي سجلها الوجود كله في فرح

تعد الليالي العشر الأواخر من رمضان من رحمات الله تعالى وبركاته على الأمة الإسلامية، وتمثل زادا روحيا خاصا، يحتفي بها غالب المسلمين، وقبل تلك الأزمة التي يعيشها العالم كانت أرواح كثير من المسلمين تهفو نحو بيوت الله تعالى، معلنة التخلي عن الدنيا وزينتها، تاركين الأزواج والأولاد والأعمال في خلوة مع الله تعالى، معتكفين في بيت

من أبرز أغراض سورة القدر التنويه بفضل القرآن الكريم وعظمته

قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ * [القدر: 1 – 5]. أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عباس قال: دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: ” قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني “. رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه. فلماذا العفو؟ 1- لأن أحدًا لا يطيق عذاب الله إن لم يعفُ عنه؛ فعن أنس بن مالك – رضي